مروحية مجهولة تحط لدقائق على جزيرة الرامكين قبالة طرابلس

زوارق للجيش قرب الجزيرة (غسان ريفي)
زوارق للجيش قرب الجزيرة (غسان ريفي)


طرابلس :

انشغل الجيش اللبناني ومعه كل الأجهزة الامنية في الشمال يوم أمس بطوافة من نوع «هليوكوبتر» مجهولة الهوية والمصدر، حطت مساء أمس الاول في جزيرة الرامكين (المعروفة باسم الفنار) قبالة شاطئ ميناء طرابلس، ومكثت بضع دقائق ومن ثم غادرت الى جهة مجهولة، دون أن يعرف أحد ماهية هذه الطائرة ومن يوجد بداخلها وما الذي فعلته خلال الدقائق المعدودة التي مكثتها على الجزيرة.

وقد قام عناصر من الجيش اللبناني، معززين بقوة من مغاوير البحر، منذ فجر امس بضرب طوق أمني حول الجزيرة، ومنعوا أياً كان من الاقتراب منها، وعملت مجموعة على تفتيشها تفتيشاً دقيقاً، فضلاً عن قيام عدد من المغاوير بتفتيش محيط الجزيرة، وذلك لمعرفة ما إذا كانت الطوافة قد خلفت وراءها شيئاً يمكن ان يدل على هويتها، او على المهمة التي جاءت من اجلها، خصوصا انها جابت الأجواء اللبنانية دون أن يرصدها أي رادار او اي جهاز أمني، ودون علم قيادة الجيش، الامر الذي ترك سلسلة علامات استفهام حول هذه القضية.

وتقول مصادر أمنية لـ«السفير» إن الطوافة التي شاهدها عدد من الصيادين، مكثت على الجزيرة لنحو خمس دقائق ومن ثم اقلعت الى جهة مجهولة، وأن الجيش اللبناني باشر تحقيقاته في هذا الامر، واستمع الى عدد كبير من الصيادين الذين كانوا يعملون في البحر، وذلك بهدف جمع أكبر كم من المعلومات حول هذه الطوافة «اللغز»، كما أجرى سلسلة اتصالات مع قوات اليونيفل والامم المتحدة لمعرفة ما إذا كانت تابعة لها، وهو تابع اعمال التفتيش والرصد في الجزيرة ومحيطها.

وأشارت هذه المصادر الى ان أعمال التفتيش الاولية لم تسفر عن وجود أي شيء، وأن قوات اليونيفيل أكدت ان لا علم لها بهذه الطائرة.

ويؤكد عدد من الصيادين لـ «السفير» انهم شاهدوا طائرة هليكوبتر قرابة الساعة الرابعة من بعد عصر أمس الأول، تحط على جزيرة الرامكين، حيث مكثت وقتاً قصيراً ومن ثم أقلعت، لكنهم لم يعطوا الأمر أي اهمية ظناً منهم ان هذه الطائرة تعود للجيش اللبناني، او انها تقوم بمهمة بيئية، خصوصاً أن كثيراً من طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش تجوب الاجواء لناحية البحر بشكل يومي، لكنهم فوجئوا بالجيش اللبناني يحقق في هذه القضية، ويضرب طوقاً أمنياً حول الجزيرة، في حين اكتفى رئيس لجنة رعاية البيئة المشرفة على محمية جزر النخل المهندس عامر حداد بالاشارة الى أن جزيرة «الرامكين» هي إحدى المحميات الطبيعية، وأن الجيش اللبناني يجري تحقيقاته في قضية الطوافة التي شاهدها عدد من الصيادين، ونحن لدينا الثقة التامة والكاملة فيه.

جزيرة الرامكين

تعتبر جزيرة الرامكين ثاني اكبر الجزر الموجودة قبالة شاطئ الميناء، تقع على مسافة 600 متر شمال غرب جزيرة النخل (الأرانب) تبلغ مساحتها 1.6 هكتار، تتميز بأرض صخرية متضرسة، وشاطئها صخري بمعظمه، وتحتوي على منارة، لذلك كان يطلق عليها إسم جزيرة الفنار، وقد خضعت للحماية الى جانب جزيرتي سنني والنخل بموجب قانون حمل الرقم 121 صدر بتاريخ 9/3/ .1992 ومنذ ذلك التاريخ بدأت الجزيرة تتميز بالكائنات النباتية والحيوانية المتنوعة، بالطيور المهاجرة النادرة التي تحط وتعشش فيها.

تعليقات: