الجبهة الشعبية تكرّم معلّميها


وفاءً لنضال وتضحيات التربويين الفلسطينيين، كرّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومنظمة المعلمين الفلسطينيين في لبنان عددًا من المناضلين المربين، وذلك يوم الجمعة في 13/4/2018، بمركز معروف سعد الثقافي – صيدا، وقد حضرالتكريم مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبدالعال، وعضو المكتب السياسي في التنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر، وممثلو فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ومديرمدرسة بيْسان الثانوية الأستاذ محمد يونس، و شخصيات وطنية، وتربوية، وأساتذة، ومسؤول منطقة صيدا في الجبهة الشعبية، وأعضاء قيادتها، وكوادرها، ورفاقها .

استهل التكريم بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، وبكلمة ترحيبية بالحضور قدمتها ياسمين شراباتي ونيرمين حسن.

ثم كانت كلمة المكرمين، قدمتها الدكتورة انتصار الدنان، قائلة: يرتفع العلم الفلسطيني كل يوم على سور الموت، ليقول رافعوه: هنا فلسطين، ولن نبرح أماكننا مهما كلف الأمر.

لقد أثبت الفلسطينيون أنهم أكثر الشعوب تقدمًا في العلم، لذلك من الواجب إعادة مسار التاريخ إلى نصابه، و من واجبنا تعليم أولادنا تاريخ بلادنا وجغرافيتها، ومن واجبنا توثيق الرواية الفلسطينية كما هي على حقيقتها وعن ألسنة أهلها، وتابعت، أن تكرم معلما أبحر قلمه في بحر الكلمات، لهو واجب إنساني، لأن تكريم المعلم يحمله مسؤولية أكبر، مسؤولية الالتزام بقضاياه الوطنية التي لطالما عمل من أجلها، مؤكدة على ضرورة ا نصرشعبنا في الداخل بالقلم، وأن نصرخ، ونقول: نحن شعب لدينا أرض مغتصبة، وشعبنا يظلم، و أطفالنا يقتلون بدم بارد، لذلك فإن غضب أهلنا يلاحق العدو، أهلنا الذين تشاركوا الموت، والهم، والهوية و تشاركوا طعنات الجلاد .

ثم كلمة منظمة المعلمين الفلسطينيين، ألقاها عضو قيادتها في لبنان، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور عبد رجا سرحان، أبو نزار، حيث تحدث عن العلاقة بين الثقافة والتربية ، طارحا كل المشكلات التربوية التي واجهت التربوين، ولا تزال، مشيرًا إلى أن فهم هذه العلاقة يقرر مستقبل أجيالنا الشابة التي تقع على عاتقها مسؤوليات جسام، في احتضان ثقافة، وتراث، وأمجاد شعبنا، من أجل تمكينه من العيش بكرامة، ومواصله نضاله من أجل الحصول على حقوقه المدنية، وحقوقه الوطنية، وفي مقدمها صد و دحرالاحتلال، وحق العودة، و تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة.

كما أشار إلى أن الإنسان هو صانع الثقافة، وحاملها، وناقلها من جيل إلى جيل، ونقل الثقافة لا يتم بمعزل عن التربية، مؤكدًا أن منظمة المعلمين الفلسطينيين انطلقت من رؤية ثقافية، وتربوية، ووطنية واضحة، حددت فيها أهدافها، وبرامجها، وأساليب عملها ، معبرة عن حقوق عموم المعلمين، وحقوق شعبنا في حياة لائقة كريمة، ودافعت بجرأة و شجاعة عن حقوق المعلمين، والموظفين، والعمال بما يمكنهم من الصمود، والعطاء، وقيامهم بواجباتهم التربوية، و تابع، إن الضغوط المتواصلة التي تمارس على وكالة الأنروا، من أكثر من جهة إقليمية، ودولية تعمل جاهدة على حصار شعبنا وفرض الاستسلام عليه، فإننا نؤكد موقفنا في منظمة المعلمين تمسكنا بحقوق العاملين، والتصدي بعزم و قوة لكل محاولات النيل من الأنروا شاهدًا على نكبة شعبنا عام1948، ومسؤولة عن تقديم أفضل الخدمات التربوية، والصحية، والاجتماعية لعموم اللاجئين لحين العودة.

ثم كانت لمسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال، استهلها بتوجيه التحية للمبادرة الحضارية بقيمتها الإيجابية، وتأثيرها في النفس، وتفاعلها في روح الإنسان المكرم ، ومنهم من ينتظروما بدلوا تبديلا في مجال العطاء التربوي والثقة بالذات .

والتكريم للمعلم الذي هو ليس مجرد موظف يقوم بممارسة مهنة، بل هو صاحب رسالة، بحسب قول الشاعر" قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولًا".

وتابع: لقد صنعتم فلسطينيين حقيقيين، نكرمكم لأنكم بناة جيل نعتز به، نتعلم من مسيرتكم الشاقة، والتجربة الغنية والجميلة للحياة، وردم الفجوة بين التعليم النمطي والابتكار، الفجوة بين جيلين، القدرة على إنتاج لغة وسيطة لتنشيط الذاكرة ومعرفة التراث،وترسيخ الهوية الفلسطينية،

فشعبنا ليس رقمًا أو جدوى اقتصادية، أومادة تحريض طائفي، أو ديموغرافي. هو ليس شعبًا زائدًا عن حاجة العالم، أو معروضًا للبيع أو المبادلة، لذلك فإن قدر شعبنا أن يكون رأس الرمح في مواجهة صفقة القرن التي تستهدف كل المنطقة العربية لدمجها في النظام الإمبريالي. واليوم الكاوبوي الأمريكي يزبد ويرعد لتحسين شروط الخسارة في سوريا، فمن يؤيد القصف الأمريكي للدولة العربية السورية، ويشجع مشاركة الكيان الصهيوني بهذا القصف، هو واحد من اثنين، إما مشبوه يقف في المكان المعادي من الصراع، أو معتوه في المكان العفن من التاريخ.

والخطوة الفلسطينية المطلوبة التي نراها موضوع حواراتنا القادمة مع قيادة حركة فتح التي تنطلق من روح المسؤولية الوطنية العالية، وأساسها الشراكة الوطنية في المواجهة، وليس المحاصصة، وفي التوحد وليس الاقتسام، وبالصراحة وليس الشطارة، لذلك يجب تعزيز قدرتنا على إسقاط صفقة القرن مع استدراك المتغيرات الدولية، فالولايات المتحدة لم تعد راعيًا، ولم تعد زعيمًا أوحد للعالم، والتصدي للاختراق الصهيوني للواقع العربي، والهادف إلى تعميم التطبيع إلى مستوى التحالف الإقليمي أمنيًّا، واقتصاديًّا، وسياسيًّا.

والوحدة ثم الوحدة، ولنتذكر دائمًا أن منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، أي أنها لا تقصي أي جزء منه، وسنكون مع مجلس وطني فلسطيني شامل، لا يقصي أحدًا، ولا يكرس انقسامًا جديدًا، والأهم توفير شرط نجاح ذلك، وظروف انعقاده زمانيًا ومكانيًا، هكذا هي رؤيتنا حتى لا نكون ضحية صفقة القرن من دون أن ندري، ثم دعم نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال في القدس، والضفة، والجليل، والنقب، والشتات، وغزة، بل تلقف رسالة غزة، وهي عودتنا إلى الإبداع في المقاومة، وبالانتفاضة، وبالإرادة الفولاذية في مقارعة المشروع الصهيوني منذ قيامه، واليوم وكلما حاول العدو محو الهوية الفلسطينية، فإنها تتحول إلى جيش حراس الحلم لإعادة إنتاج القضية الفلسطينية، وإذا أردنا أن نوجه رسالة للقمة العربية القادمة، وأردت القول إنه ماقيمة القمة العربية في غياب سوريا! لكن أدركت إنهم الغائبون وليس سوريا، من يسلم ثرواته وخزائنه وبلاده ويفرط في قدسه وعروبته فهو ليس حاضراً أبداً.

نحن نؤمن أن الفلسطيني الصحيح هو العروبي الصحيح، والعروبي الصحيح هو الفلسطيني الصحيح، فلسطين هي مقياس العروبة، وكل من يقف مع فلسطين يؤكد جدارته بعروبته. سننتصر حتمًا وعلى قول مظفر النواب : "هذه الأرض لن تتلقح بغيراللغة العربية.... ويا أمراء الغزو فموتوا.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.

السبت في 14/4/2018

























تعليقات: