حاول تأدية مشهد انتحار النمس في باب الحارة فكانت المأساة


سحرته شخصية النمس في باب الحارة، حاول تأدية دورها أثناء لعبه، فما كان منه الا ان اختار اخطر مشاهده، ربط عنقه بقطعة بلاستيك علقها على السقف بعدما وقف على دلو، قبل ان يبعده بقدمه، ويترنح في الهواء. هو جمال الصالح ابن الـ12 سنة الذي فارق الحياة خلافا لما كان يعتقد، "من إمكان موته كالنمس وعودته للحياة من جديد"، بحسب ما قاله والده احمد لـ "النهار".

"هوس قاتل"

قبل سبع سنوات قدم أحمد مع أولاده من الرقة السورية، استقر في الشمال على أمل أن يحميهم من نيران الحرب الدائرة في بلده، لكن لم يخطر في باله كما قال ان "قاتل" ابنه غزا منزله من دون ان يعلم حيث لفت الى انه "كان مهووساً بمسلسل باب الحارة، فإن فاتته حلقة الليل يتابعها في النهار، ليتوج الامر عند نحو الساعة الخامسة من بعد ظهر الاحد الماضي، حيث كان يلعب مع عمه محمود البالغ من العمر ثماني سنوات، عندما قرر ان يمثل دور النمس، من دون ان يتوقع سيناريو النهاية المأسوية المكتوبة له".

المشهد الأخير

في تلك الاثناء، كان احمد مع عائلته يبني حائطاً في المزرعة التي يعمل فيها في بلدة كفرحبو - الضنية، عندما سارع شقيقه وأبلغه بما حلّ بابنه، وقال: "ركضتُ وكلي أمل أن أنقذه، حين وصلت كانت الروح لا تزال في جسده، توجهت به مع شخص يدعى داود الى مستشفى قيصر معوض، حاول الاطباء كل ما في وسعهم لانقاذه، لكن للاسف لم يصمد اكثر من ساعتين لكون عنقه قد طق، ليطبق بعدها عينيه للابد".

التحقيق مستمر

داود الذي نقل جمال الى المستشفى أشار في اتصال مع "النهار" الى ان "الولد ليس طبيعياً، فعندما يغضب لا يعلم ماذا يفعل، والتحقيقات أكدت انتحاره من دون ان يكون لاحد علاقة بما قام به". كما اشار احمد "جمال معروف بغضبه السريع على اتفه الاسباب منها ان اطلب منه ان يذاكر، لكن حين اقدم على هذه الخطوة كان يلعب، وقد فتحت فصيلة الضنية تحقيقاً بالقضية، اوقفتني واشقاءه يومين على ذمة التحقيق، قبل ان يطلق سراحنا بعد تاكد القوى الامنية ان لا علاقة لنا بالحادثة وبالامس دفن جثمانه"، في حين اكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" ان "المحضر لا يزال مفتوحا وقد انتقل الملف الى تحري طرابلس لكشف كافة ملابسات الحادثة".

تعليقات: