مالك وحيدُ والديه.. خسر حياته على أوتوستراد شكا

مالك يوسف سمعان
مالك يوسف سمعان


«بتعرف شو يعني ما عندي خي؟ يعني بعمري مارح صير خي العريس... يعني ما رح صير عمو... يعني ما في واحد معي عالحلوة والمرة... يعني ما في حدا فش خلقي في... يعني ما في حدا اتقاسم معو غراضي واكلاتي... يعني ما في سند الي... يعني دايماً لحالي... يعني ما في كلمة خيي... لا تفكروا الخي شغلي عادية الخي نعمة حافظو عليها»، منشور كتبه مالك يوسف سمعان في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" قبل شهر من وفاته عبّر خلاله عن شعوره بالوحدة، قبل ان يغادر الى الابد ويترك والديه في حسرة على فقدانهما وحيدهما نتيجة حادث صدم على اوتوستراد شكا.

غفلة الموت

صباح الاحد الماضي كان الموت بانتظار ابن شكا اثناء توجهه الى عمله في احد فنادق جبيل، ووفق ما شرحه المختار شليطا سمعان عازار لـ"النهار"، "همّ مالك لاجتياز الاوتوستراد، في هذه اللحظة توقف باص لنقل الركاب ظن انه يريد الانتقال باتجاه الشمال لكن مالك اكمل طريقه حيث صودف مرور سيارة "رانج" لم يتمكن من رؤيته بسبب توقف الباص، صدمه وفرّ من المكان، الضربة اتت على رأسه، نقلته سيارة اسعاف الى مستشفى البرجي في الكورة لكنه لم يلبث أن فارق الحياة".

لا كلمات تعبّر، كما قال المختار عن حال والدَي ابن الـ 26 سنة، فقد "رزقا به بعد سنوات طويلة من ارتباطهما، كان محور حياتهما، قبل أن يرحل من دون سابق انذار"، مضيفاً: "بعدما فرّ السائق عاد وسلّم نفسه الى القوى الامنية حيث فتحت مفرزة سير اميون تحقيقاً بالقضية"، في حين قالت جارة مالك، ماري: "مصاب عائلته كبير، كان شاباً عصامياً درس المحاسبة وعمل متكلاً على نفسه، والده الذي يعمل في شركة أتربة في حالة انهيار منذ سماعه الخبر، ووالدته وضعها اصعب، فقد خسرت فرحة عمرها التي كانت تحلم بارتباطه ورؤية اولاده".

الى متى؟

قبل يوم من وفاته شارك مالك اصدقاءه فرحته بفيديوات بثها في صفحته على "فايسبوك" للاحتفال الذي اقامه النائب المنتخب زياد الحواط معلقاً عليها "اكيد جبيل الوفية". ولفتت ماري الى انه "جميعنا سنكون اوفياء لذكراه، لن ننسى اندفاعه في مساعدة الغير، قلبه الطيب وحبه للجميع، نأسف لانه غادرنا بهذه السرعة، خطفه الموت من بيننا، فإلى متى سنخسر احبابنا على طرق لبنان؟! وعما إن كان يوجد جسر للمشاة على الاوتوستراد اكد عضو بلدية شكا ميشال نعيم ذلك، قائلاً: "نعم يوجد جسر مشاة، ودرج على جانبي الاوتوستراد، لكن القدر شاء ان يتجاوز الطريق ويقع ما لم يكن بالحسبان".



تعليقات: