إعادة إعمار مخيم نهر البارد.. 11 عاماً من المعاناة والإنتظار


بيان صادر عن لجنة المتابعة العليا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد

أحد عشر عامًا من إرادة البقاء والثقة والتحدي

يا جماهير شعبنا في مخيم نهر البارد،

إنها مناسبة نهر البارد في الـ 20 من أيار 2007، اليوم الذي لن ينسى من أيام التغريبة الفلسطينية، الطويلة، والمستمرة، والذكرى، والجرح، والكارثة، والدرس، والمعنى.

نتذكر ونتعلم من دروسها الثمينة، والقاسية، والمؤلمة، والخسارة الباهظة، والكلفة الثقيلة.

حتى لا تتكرر النكبة وننتصر على مشاريع تدمير وجودنا الوطني، ونسيجنا الاجتماعي، وقفنا صفًّا واحدًا، نتصدى للنكبة الجديدة، وصممّنا بقوة على محو آثارها.

اليوم نستذكر الشهداء الأبرياء، والجرحى، وأبناء المعاناة المريرة، والذكريات الغالية التي سقطت بلا ذنب، لكننا في الوقت ذاته نتعلم الدرس الكبير الذي لا يمكن أن ينسى أبدًا. هكذا نحن، وعلمّنا العالم أن نكون شعبًا ينهض من بين الركام ومن تحت الرماد .

والأهم، أننا رفضنا بالمطلق، وبحسنا الوطني، وتجربتنا الفلسطينية المُرة الغنيّة أن نكون وقودًا للفتنة، من خلال استهداف الوجود، وقتل الأمل فينا، والحلم، والهوية، والبيئة الاجتماعية، وشطب المخيم الشاهد الحي على جريمة النكبة الكبرى عام 1948 .

أحد عشر عامًا من إرادة البقاء والبناء اللذين لم يكن من السهل أن نخطو خطوة فيهما، لإعادة الإعمار، لولا صمودكم، وصبركم، وتكاتفكم، وإصراركم، وعزيمتكم.

أحد عشر عاماً من إرادة البقاء، والثقة، والتحدي، لذلك يهمنا في هذه المناسبة أن نؤكد الحقائق التالية :

1- إننا نمضي اليوم برؤيتنا الفلسطينية، لإعادة اعمار مخيم نهر البارد، التي تقدمنا بها في ورشة الحوار التي دعت إليها إدارة الأنروا، بحضور مؤسسات دولية، ورسمية، ودبلوماسية وهيئات فنية ومجتمعية فلسطينية، في بيروت بـ11/10/2017، التي أحدث تبنيها تطورًا جديرًا بالثناء، عززت التمسك بإعمار كامل، لكل المخيم، كونه التزامًا سياسيًا، وأخلاقيًا، ودوليًا، وإنسانيًا، كذلك إيجاد حل معقول للإيجارات، عبر وضع سقف زمني ملزم لإتمام عملية الإعمار لكل رزمة من الرزم، تأخذ بعين الاعتبار الإلتزام بالمواصفات المتفق عليها، والسرعة في التنفيذ، شرط أن لا يكون التوفير على حساب النوعية، ووضع آلية للمتابعة، والمراقبة، والإشراف على تنفيذ الإستراتيجية الأمثل لاستخدام الموارد.

2- نثمن روح العمل الجديدة التي أحدثت تطورًا ملموسًا، في عملية البناء، وأسست لتعزيز الشفافية، وروح الشراكة، والدعم الإيجابي، وعززت روح الثقة بالقدرة على تذليل العقبات، وتأمين الموارد لاستكمال ما تبقى من الإعمار، وكانت خطوة تشكيل لجنة توجيهية، بمشاركة الهيئة الأهلية للإعمار، ودورها في عملية التقييم الشامل بالتكاليف، وحجم الإنجازات للمرحلة الماضية، وتحديد دقيق لأسباب التأخير، وبهدف استخلاص الدروس، ومعرفة المسؤول، وتجاوز المعيقات والأخطاء.

3- إن لجنة المتابعة العليا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد ستظل تعمل بإصرار، وفي نطاق العمل الميداني والجماعي، بمستويات متعددة مع الأنروا، وتتابع العديد من القضايا العالقة التي تم إيجاد مخارج لحل بعضها مع الجهات المهنية والفنية في الأنروا، والحفاظ على نظام العمل الحالي بتحقيق الإنجاز، وسياسة البناء النشيطة، والمرونة بمعالجة القضايا العالقة، ومنع التراجع عنه.

4- سينطلق بعد شهر رمضان المبارك مباشرة تنفيذ مشروع البنية التحتية بالمخيم الجديد، ووضع حجر الأساس لإطلاق مشروع إعمار العقار 39 بشكل شامل. فقد أقرت إدارة صندوق التنمية العربية، كجهة مانحة على أن تكون الهبة مخصصة لبناء المباني المهدمة تهديمًا كاملًا، وللبنى التحتية، مع إدراك الجميع أن مطالب حقوق أبناء المخيم الجديد في التعويضات عن خسائرهم هي مطالب محقة ستبقى على جدول أعمال لجنة الملف، كأولوية تسعى إلى إقناع الجهات المانحة والمقررّة، ومن موقع الشراكة، والمصلحة العامة، وأفضل الخيارات لتحقيق ذلك.

يدًا بيد لنواصل طريق استعادة المخيم رمزًا للهوية، وحفظًا للكرامة، ومحطة على طريق العودة إلى فلسطين.

لجنة المتابعة العليا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد.

20 أيّار 2018


تعليقات: