الأخذ بالثأر يحرق القلوب في البقاع الشمالي


بعلبك:

عشرات المواطنين الابرياء يسقطون سنوياً ضحية الأخذ بالثأر في منطقة البقاع الشمالي. عادة لا تميّز بين الجاني واقارب الجاني الذين دائما ما يكونون الضحية لثأر اخر . ويضع هذا الواقع المنطقة امام تحديات اكثر تعقيدا على مختلف الاصعدة، ومنها الامني والاقتصادي والاجتماعي.

وما حدث بعد ظهر أمس في بلدة سرعين الفوقا في قضاء بعلبك وسقوط ضحيتين وستة جرحى جراء اشكال ثأري، خير شاهد على جرائم القتل والمواجهات المسلحة التي تنشب بدوافع الأخذ بالثأر، وتفاقم من حالة عدم الاستقرار وتدهور الأمن بعيدا عن هيبة الدولة.

وبالرغم من قساوة الحدث وعمق جرحه، فهو بات امرا اعتياديا لدى البقاعيين، خصوصا في فترة الاعياد التي هي اعياد رحمة وصلة تواصل واصبحت فرصة لحرق القلوب.

عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم في بلدة سرعين، تجدد اشكال قديم يعود الى عامين بين اولاد العم من آل شومان سقط حينها محمد زلفو شومان والعسكري شومان شومان، اضافة الى 3 جرحى اخرين على خلفية افضلية مرور تطور حينها الى تلاسن ومن ثم تدافع واطلاق النار .

تجدد الاشكال اليوم نتيجة تقصير الدولة ومسؤوليها واجهزتها الامنية كافة حيث عاد الخلاف الى حصد المزيد من الارواح بعد الاشتباكات المسلحة التي استمرت لاكثر من ساعة بين الطرفين، ما ادى الى سقوط قتيلين هما الرقيب في الجيش حسين مفلح شومان والسيدة منى عباس شومان التي قضت متأثرة بجراحها جراء طلق ناري اصابها في صدرها، اضافة الى جرح 6 اشخاص من بينهم الطفل مهدي ركان شومان الذي اصيب بطلق ناري في كتفه. وهناك جرحى اخرون ايضاً هم: عدي شومان وشقيقه محمد والشقيقان فضل الله وركان عدنان شومان و رائف شومان.

من المعروف ان "الثأر نقطة دم لا تتعفن ولا تسوس" وبات انتشارها عادة توارثتها الأجيال غير ان ما يؤلم هو انها تتم اليوم على أعين المسؤولين ورجال الدين الذين افتوا كثيرا بتحريمها من دون جدوى.

من الضحية التالية هو السؤال الملح، اما السؤال عن هيبة الدولة في البقاع الشمالي ومنعها السلاح المتفلت الذي ساعد على سقوط ضحايا اليوم، فقد بات سؤالاً ممزوجاً بالملل واليأس.



تعليقات: