غير سلطان العرب ما في زعيم

المجاهد سلطان باشا الأطرش.. القائد العام للثورة السورية الكبرى
المجاهد سلطان باشا الأطرش.. القائد العام للثورة السورية الكبرى


عام 1914، ومع بدايات الحرب العالمية الأولى زار جمال باشا السفاح جبل العرب بهدف عقد حلف ولو شفهي مع اهل الجبل كي لا يقفوا ضد الدولة العثمانية في الحرب لانه وأجداده قد خبروا المعارك مع أهل هذا الجبل الأبطال وسقط لهم آلاف القتلي على أرضه ولم يركع لهم بل مرغ أنوفهم بالتراب.

عند وصوله الى جبل العرب طلب لقاء كل زعماء الجبل فحضر عدد منهم ..

ومن بين من تخلف عن هذا الإجتماع كان "سلطان باشا الأطرش" الذي رفض القدوم لملاقاة سفاحا أعدم الكثيرين من أحرار الوطن وأعدمت دولته المجرمة عدد من زعماء الجبل وفي مقدمتهم والده " ذوقان الأطرش" ، المهم قام عندها السفاح بتوزيع الأوسمة والنياشين على من حضر من الزعماء ولكنه نظر حوله فلم يرى السلطان وعند سؤاله عنه قيل له بأنه لم يأت وقد يكون مشغولا بأمر ما .. فارسل له السفاح نيشان مع أحدهم ، ولدى إعطاء النيشان الى سلطان باشا الأطرش .. نادى على كلبه وعلق النيشان على صدره ، فاستغرب من شاهد ذلك وقالوا له هذه إهانة للدولة العثمانية وقد تتم محاسبتك عليها فقال بدون جزع وبكل افتخار وشموخ:

نياشين المستعمر تعلق على صدور الكلاب وليس على صدور الأحرار"

منقول..

* فواز حسين, حرفيش, تموز 2018


--------- -------- ---------

فيما يلي وصية المجاهد والقائد العام للثورة السورية الكبرى عام 1925 المغفور له سلطان باشا الأطرش رحمه الله التي كتبها قبل وفاته:

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأبنائي العرب...

عزمتُ وأنا في أيامي الأخيرة، أنتظر الموت الحق، أن أخاطبكم مودّعاً وموصياً. لقد أولتني هذه الأمة قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم، فنهضت بأمانة القيادة وطلبتُ الشهادة وأديتُ الأمانة. انطلقت الثورة من الجبل الأشمّ جبل العرب لتشمل وتعمّ، وكان شعارها: "الدين لله والوطن للجميع"، وأعتقد أنها حققت لكم عزة وفخاراً وللاستعمار ذلاً وانكساراً.

وصيتي لكم، إخوتي وأبنائي العرب هي أن أمامكم طريقاً طويلة ومشقة شديدة تحتاج إلى جهاد وجهاد: جهاد مع النفس وجهاد مع العدو. فاصبروا صبر الأحرار ولتكن وحدتكم الوطنية وقوة إيمانكم وتراصّ صفوفكم هي سبيلكم لردّ كيد الأعداء وطرد الغاصبين وتحرير الأرض. واعلموا أن الحفاظ على الاستقلال أمانة في أعناقكم بعد أن مات من أجله العديد من الشهداء وسالت للوصول إليه الكثير من الدماء. واعلموا أن وحدة العرب هي المنعة والقوة وأنها حلم الأجيال وطريق الخلاص. واعلموا أن ما أُخِذَ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ، وأن الإيمان أقوى من كل سلاح، وأن كأس الحنظل في العز أشهى من ماء الحياة مع الذل وأن الإيمان يُشحَن بالصبر ويُحفَظ بالعدل ويُعَزّز باليقين ويُقوّى بالجهاد. عودوا إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب فتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وترفع أعلام النصر. واعلموا أن التقوى لله والحب للأرض وأن الحق منتصر وأن الشرف بالحفاظ على الخلق، وأن الاعتزاز بالحرية والفخر بالكرامة وأن النهوض بالعلم والعمل، وأن الأمن بالعدل وأن بالتعاون قوة.

الحمد لله ثم الحمد لله. لقد أعطاني عمراً قضيته جهاداً وأمضيته زهداً، ثبتني وهداني وأعانني بإخواني، أسأله المغفرة وبه المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل.أما ما خلّفتُه من رزق ومال فهو جهد فلاح متواضع تحكمه قواعد الشريعة السمحاء.

سلطان الأطرش

تعليقات: