كن مع اللة ولا تبالي

عاش رسام عجوز في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات في غاية الجمال ويبيعها بسعر جيد، وفي يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له :

أنت تكسب مالا كثيرا من أعمالك، فلماذا لا تساعد الفقراء في القرية؟ انظر للجزار في القرية، فهو لا يملك مالا كثيرا ومع ذلك يوزع في كل يوم قطعا من اللحم المجانية على الفقراء، لم يرد عليه الرسام وابتسم بهدوء، خرج الفقير منزعجا من عند الرسام وأشاع في القرية بأن الرسام ثري ولكنه بخيل، فنقم عليه أهل القرية هذه الخصلة.

وبعد مدة من الزمن مرض الرسام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتماما ومات وحيدا، مرت الأيام ولاحظ أهل القرية بأن الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحما بالمجان، وعندما سألوه عن السبب، قال إن الرسام العجوز هو الذي كان يعطيني كل شهر مبلغا من المال لأرسل اللحم للفقراء، ومات فتوقف ذلك بموته.

والعبرة هنا، قد يسيء بعض الناس بك الظن، وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك، لذلك علينا ألا نحكم على أحد من ظاهر ما نراه منه، فقد تكون في حياته أمور أخرى لو علمناها لتغير حكمنا عليه.

* فواز حسين منقول حرفيش تشرين اول 208

تعليقات: