ابوعلي قسام الحناوي مع محمد ابن سمير وحكاية المثل البداوي المشهور


به سده و به رده..

به سده و به رده

قصة واقعية مدونه في ذاكرة و موروث بني معروف في جبل العرب الاشم جرت احداثها سنة 1870...

عندما كانت قافلة من الجمال مكونه من 21 جمل تنقل البضاعة من دمشق الى السويداء قامت مجموعة من قطاع الطرق البدوان التابعين لعشيرة السمير بزعامة محمد ابن سمير بقطع الطريق على القافلة وسلبها البضاعة والجمال وطرد اصحابها واعتبار العملية غنيمة ومكسب...

عندما وصلت الاخبار الى اهالي الجبل بالحادثة على الفور تنمر وانتخى للسداد قائد وشيخ الجبل انذاك ابوعلي قسام الحناوي المعروف بجسارته وحكمته وارسل التهديد والوعيد الى محمد ابن سمير بلزوم اعادة القافلة كاملة الى اهلها قبل ان تسير الامور الى فتح ابواب الشر بين الطرفين الا ان الاخير رفض اعادة القافلة بحجة انها غنائم غزو تجري بين القبائل وما اخذ بالقوة يعاد بالقوة كما جرت العادة السائدة انذاك

رفض الشيخ ابوعلي قسام الامتثال لهذه العادة بقوله ان جنحتم للسلم والقضاء العشائري كان بها وان جنحتم للحرب نحن لها.

جمع الشيخ ابوعلي قوة من فرسان الجبل وذهب بهم الى دمشق والى حي الميدان حيث كان هناك شيخ قاضي عشائري يقوم على حل الخلافات بين القبايل والمناطق واخبره بتفاصيل الحادثة وعلى الفور ارسل القاضي بطلب محمد ابن سمير ليسمع منه جوابه على الشكوى، وعند حضور الاخير اجاب بأن العملية كانت حالة غزو وكسب وغنيمة بين فرسانه والقافلة العائدة الى اهل الجبل وان العرف العشائري السائد يسمح بذلك، وكان برفقة ابن سمير اخيه الاصغر فسأله القاضي... هل هناك بينكم وبين الدروز غزو وغزو مضاد وحالات مشابهه، فقال بعد ان حلف اليمين ان اهل الجبل لم يغزو عشيرتنا يوما بقصد السلب.

فأمر القاضي بأعادة ما سلب الى اصاحبها اهل الجبل مرتكزا على هذه الشهادة...

امتثل محمد ابن سمير للحكم والتقى الطرفان في منطقة المطلة بين دمشق والسويداء وبالفعل اعيدت البضاعة وكل الجمال الى ابوعلي قسام... الا ان احد اصحاب الجمال وكان موجود صرخ وقال هناك شباق (الرسن) الجمل ليس على الجمل... فاستشاط ابوعلي قسام غضبا وامسك ابن سمير من لحيته وقال كلمته المشهوره.... من دقنك منقص شباق... ارجع الشباق حالا، فقال الاخير لك هذه يا ابوعلي اترك لحيتي به سده و به رده.. اي انه اترك لحيتي وسأرد عليك بموقف بأحسن منه، لقاء عفوك عني...

عادت القافلة كاملة الى الجبل وتجنب الطرفين اشعال الخلاف والحرب....

مرت الايام والشهور بعد الحادثة دون اي حوادث لقطع الطريق...

وفي احدى الايام وصل خبر ان شريف مكه حضر الى دمشق ويرغب في لقاء شيوخ العشائر ووجهاء المناطق من دمشق والديار القريبة منها....

ذهب الشيخ ابوعلي قسام الى دمشق ودخل الى مكان جلوس شريف مكه وبحضور العديد من الشيوخ والزعمات في مجلس الشريف وكان كل شخص يصل يقوم بإلقاء التحية والسلام ويهرع الى الشريف ويقبل ركبته ويجلس جانبا في المجلس لكن ابوعلي قسام عند وصوله القى السلام وجلس بين الحضور ولم يفعل ما فعله من وصل قبله من تقبيل لركبة الشريف بل ان الاخير لم يرد التحية الذي سأل الحضور من هذا؟..

فأجابوه... هذا شيخ الدروز قادما من جبل الدروز، فقال هؤلاء كفار كفار كفار ارفاض...

فما كان من ابوعلي الا ان يستل سيفه ويشهره بوجه الشريف ويقوله له ان بهذا السيف الدرزي التوحيدي ايمانا بالله اكثر من لحيتك ويغرزه في ارض المجلس ويقول بعدها للشريف كلامك هذا من كتاب منزل او من رسول مرسل..؟؟؟ وشاءت الاقدار ان يصل ابن سمير ويرى المجلس بحالة تشنج وهرج ومرج بين الحضور... فسأل ما القصة فأجابه احد الحضور بما قاله الشريف وما كان جواب ابو علي قسام....

فاستدار الى الشريف وقال له انت اتيت الى ديارنا لتبث التفرقة والكراهية بيننا، بدل ان تزرع التسامح كما هي تعاليم الدين الحنيف وهؤلاء الدروز اهل شرف وكرامه وحسن جوار وامانه بعكس ما وصفتهم، فاخرج من الشام حالا ولا نريد من يشعل نار الفتنه بين اهالي المنطقة... وعلى الفور وقف الشريف وغادر المجلس مغتاظا وممتعضا من الموقف بعد ان وافق الحضور وتجار دمشق ابن سمير الذين كانوا يهابون له جانب...

تقدم ابن سمير الى ابوعلي قسام وقال له القول المشهور.... به سده وبه رده.....

فهم ابوعلي الموقف بحكمته وابتسم مصافحا ابن سمير مستذكرا في خاطره عندما امسك ابن سمير من لحيته وقوله به سده وبه رده وهو اليوم يرد الموقف، ومن بعدها لم تحدث اي حادثة او غزوة بين اهل الجبل وعرب ابن سمير...

رحم الله بطل وقائد فرسان الجبل على مر خمسون عاما وصانع الهزائم بجيوش الاتراك والجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا..الشيخ ابوعلي قسام الحناوي.

دام جبلنا وسويدائنا وعز بني معروف.

معين نصر


منقولة حرفيشخريف 2018فواز حسين

تعليقات: