يارا.. فراشة رحلت في أول أيام دراستها


فراشة كُسرت أجنحتها تحت عجلات باص نقل التلامذة

..

فرحت كثيراً بشرائها حقيبة المدرسة، بقارورة الماء وأقلام التلوين، داومت 4 أيام في مدرسة "روضة المنية الرسمية"، لتكتب نهايتها تحت عجلات الباص الذي يقلّها.. يومها نزلت يارا شاكر التي لم تبلغ الثلاث سنوات من عمرها من الباص، لتصل بعدها جثة إلى منزلها، بعد أن دهسها بعجلاته لتلفظ آخر انفاسها على الفور.

تأخر قاتل

في الحادي عشر من الشهر الجاري حلّت المأساة على عائلة شاكر، وبحسب ما شرح والدها المفجوع بخسارة ابنته البكر على شقيقتها التي تبلغ من العمر 9 أشهر: "في العادة ينتظرها جدّها على الطريق لاستقبالها، لكن في ذلك اليوم تأخر الباص نحو نصف ساعة، دخل الجد الى البيت الكائن في الطبقة الأرضية من أحد ابنية بلدة بحنين للاتصال بالسائق والاستفسار عن سبب تأخره، ليفاجأ بالأخير يدخل خلفه حاملاً يارا وهي مغطاة بالدماء، سارع بها إلى مستشفى الخير لكنها كانت جسداً بلا روح".

جرح غائر

كان وسام في عمله عندما تلقى خبر خسارته الكبيرة، فقد كانت يارا بالنسبة إليه كما قال لـ"النهار": "كل حياتي، كنت أنتظر العودة من عملي لنلعب سوياً وأمضي وقتي معها، جرحي كبير، موجوع أنا من فقدانها". وعلى الرغم من اعتبار وسام أن الحادث وقع قضاءً وقدراً، كونه كما قال "يستحيل وجود إنسان على وجه الأرض يتعمّد قتل طفلة بريئة"، إلا أنه إلى الآن لم يتّخذ قراره برفع دعوى على السائق (شاب لبناني الجنسية) من عدمه، وهو لا يزال موقوفاً في مخفر المنية، وقال وسام: "لا تزال المفاوضات قائمة بين العائلتين من أجل الوصول إلى صلح، ونحن نريد السلام". وعن تفاصيل الحادث أجاب: "السائق اعترف بتقصيره، وأن ما حصل قلة انتباه منه، قائلا إنه أنزل يارا على الطريق من دون أن ينتظر أحداً كي يتسلّمها، لا أعلم إن كان ذلك استعجالاً منه أم غير ذلك".

بغصة وصوت مشحون بالحنين، تحدث وسام عن الضربة القاسية التي تلقاها بفقدان طفلته، قائلاً: "كل شيء يذكّرني بها، كل زاوية وغرض في البيت، ضكحتها، ابتسامتها وحركاتها لا تفارق مخيلتي، (الولد غالي كتير)". وعن رسالته إلى الأهل أجاب: "ما بعرف شو بدي قول، بس ما حدا يستهتر".


تعليقات: