دليلكما الى الطلاق السريع على الطريقة اللبنانية


هو: أُحبُّكِ...

هي: أُحبّكَ...

هو: أعشقكِ، وأريدك زوجة لي

هي: سأمنحك قلبي وعقلي وكَياني... وما تبقّى من عمر...

بعد أشهر على الزواج وبين ليلة وضحاها، يتبدّل المشهد:

هي: انتَ لم تعد تُطاق

هو: أنتِ إمرأة أنانيّة

هي وهو: لم نعد نتحّمل... نريد "الطّلاق"!


مشهدٌ "روتيني- لبنانيّ"، يطال عشرات "العِرسان" يوميّاً، وقد ازدادت وتيرته خلال السنوات الفائتة، والدليل على ذلك دراسة حديثة لـ"الدولية للمعلومات"... فهل العائلة و"المؤسسة الزوجية" على طريق التراجع والانهيار في لبنان؟ سؤال يُطرح في ضوء التراجع المسجّل في عدد عقود الزواج مقابل الارتفاع الكبير في عدد حالات الطلاق التي وصلت الى 28 في المئة!


وفي تفاصل الدّراسة انه:

في العام 2007: بلغ عدد عقود الزواج في لبنان 35,796 عقداً.

في العام 2010: ارتفع عدد عقود الزواج إلى ,75841 عقداً.

في العام 2015: عاد وانخفض عدد عقود الزواج الى ,64940 عقداً.

وبذلك، يكون عدد عقود الزواج قد ارتفع خلال الاعوام 2007-2015 بنسبة 13,6 في المئة.

أمّا عقود الطلاق فقد ارتفعت من 5,859 عقداً الى 7,503 عقود في العام 2015 بمقدار 1,644 عقداً أي نسبة 28 في المئة.

وتؤكّد الدّراسة وفقاً للاحصاءات التي أجريت في مختلف المناطق اللبنانية انه "بشكل عام فإن العدد الاكبر من عقود الزواج كان في محافظة لبنان الشمالي التي من الطبيعي أن تسجّل أيضاً العدد الاكبر من عقود الطّلاق، أمّا العدد الادنى من عقود الزواج فكان في بيروت، في حين سجّل العدد الادنى من عقود الطّلاق في كلّ من بيروت والبقاع".

وتلفت الدّراسة الى ان "أكثر شهر في السنة شهد عقود الزواج كان شهر آب، بينما سجّل شهر تشرين الاّول أكبر عدد من عقود الطّلاق وهذا سمح بالاستنتاج أن بعض عقود الزواج التي حصلت في فصل الصّيف سرعان ما انهارت بعد أشهر".

وللإضاءة على أسباب الطّلاق، ولماذا ازداد أخيراً، كان لموقع mtv مقابلة مع المحلّلة النفسيّة والاستاذة الجامعيّة ناتالي فرح التي فنّدت بعض اسبابه الرئيسة، التي توصل الثنائي الى طريق مسدود وهو خيار الطّلاق:

1 - الزواج المبكر:

الزواج في سنّ مبكرة سبب رئيس للطلاق، فعندما يُتّخذ قرار الزواج بطريقة صبيانيّة، عشوائية وغير ناضجة، يؤدي الى ما لا تحمد عقباه، وفي هذا الاطار لا أنصح باتخاذ قرار مماثل قبل سن الـ 24، لتكون الفتاة أو الشاب على استعداد لتحمّل تلك المسؤوليّة.

2- فارق العمر:

فارق العمر الذي يتخطّى 10 سنوات بين الزوجين يهدد علاقتهما، ففارق "جيل" بينهما يجعل أفكارهما متباعدة، ونشاطاتهما مختلفة تماماً وبالتالي نظرتهما إلى الحياة (تربية الاولاد) تكون مختلفة. وفي هذا الاطار يُنصح بأن يكون الزوجان من عمر بعضهما أو أن يكون الفارق بالسنوات بسيطاً.

3- تقبّل فكرة الطّلاق: (وهو السبب الرئيس لتزايد نسبة الطلاق خلال السنوات الفائتة)

قبل سنوات لم تكن فكرة الطّلاق مقبولة أو محبّذة في المجتمع، لا بل كانت المرأة المطلّقة عاراً على عائلتها، خصوصاً ان المرأة كانت تتّكل على الرجل ماديّاً، ولم تكن مستقلّة. أما في أيامنا فقد اختلفت المعايير، وهناك مساواة بين الرّجل والمرأة التي أصبحت رائدة في المجتمع وتصل الى أعلى المناصب، لديها وزنها، ولم تعد ترضى بأن تكون منصاعة لأحد وراضخة لكلمة الزوج ولم تعد تتحمّل أكثر من طاقتها كالسابق.

4- الحبّ من دون اقتناع:

الحبّ وحده من دون اقتناع، لا يستمرّ في الحياة الزوجيّة، فهو غير كافٍ لان الاشياء والعادات السيئة (السّكر - المقامرة - الاهمال) والطباع الحادّة (التعنيف - العصبيّة - الفجور) لا تتصحّح بعد الزواج لا بل يمكن أن تسوء.

5- الاقتناع وحده من دون حبّ:

قرار الزواج عن اقتناع من دون مشاعر وأحاسيس وحبّ، يمكن ان يدمّر الحياة الزوجية، فالحياة مليئة بالمطبّات والامور البشعة التي لا يمكن تخطّيها من دون حبّ.

6- طغيان الحياة المادّية:

لم تعد مقولة "القناعة كنزٌ لا يفنى" تطبّق في أيامنا هذه، فالمظاهر باتت من أولويّات المرأة، لذلك، لم تعد ترضى بالقليل، لا بل تسعى دائماً للتشبه بصديقاتها... وهذا ما يخلق نزاعاً بين الزوجين قد يصل الى الطلاق.

7- الخيانة:

خيانة المرأة للرجل، أو خيانة الرجل للمرأة يمكن ان تؤدي الى أمور كثير خطيرة منها الطلاق.

8- التدخّل الخارجي

عدم الاستقلاليّة في اتخاذ القرارات، والتدخل الخارجي إن كان من قبل اهل الزوجين، أو الاصدقاء أو الاقارب، وإقحامهم في حياتهما الخاصّة.

أخيراً، لا بد من القول إن ارتفاع حالات الطلاق يشكل ظاهرة مقلقة يجدر النظر في أعماقها لاستنباط طرق للمعالجة، قبل أن تصبح العائلة اللبنانية مفككة على غرار ما نرى في الغرب. وإذا حصل ذلك ماذا يبقى للإنسان في بلد انهارت فيه الدولة ولم يعد يحفظه إلا تلك النواة الصّلبة التي تمثلها العائلة؟


تعليقات: