معرض «أرضي» يبسط تعب الريف لراحة أهل المدينة


رائحة الأرض في وسط الكتل الإسمنتية...

لم يكن غياب معرض «أرضي» للمونة والمنتجات الزراعية والحرفية بمحض إرادة منظّميه، فالمعرض عاد على مساحة نحو ستة آلاف متر مربع، في مجمّع "سيّد الشهداء" في الضاحية الجنوبية بعد غياب ست سنوات بسبب القلق من تردي الأوضاع الأمنية، ولاحقاً التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الضاحية خصوصاً في الاعوام 2013 و2014 و2015.

ها هم المزارعون يستيقظون منذ ساعات الصباح الأولى كعادتهم يحملون خيرات الأرض ومنتجات القرى اللبنانية، ويتوجهون بمحبة وحماسة، ولكن هذه المرة الوجهة ليست الأسواق المجاورة لقراهم، إنما سوق "أرضي" للمونة والمنتجات الزراعية والحرفية الذي فتح أبوابه لهم الأسبوع الفائت برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، وحضور فعاليات اجتماعية، سياسية، بلدية، نقابية ونسائية في "مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية لبيروت. فكانت فرحة لبنانية كبيرة بعودة السوق بعد غياب ست سنوات.

وأمتلأت السوق بمنتجات 627 عارضاً لتسويق منتجاتهم التي تميزت بجودتها ونوعيتها، بعد أن خضعت لإشراف لجنة الجودة والنوعية التابعة للسوق منذ المراحل الأولى للإنتاج، وصولاً إلى ستاندات العرض التي بلغ عددها 310 ستاندات في أرجاء السوق، احتوت 3000 صنف مختلف.

عجقة زوار

وما إن يفتح سوق "أرضي" السابع أبوابه يومياً في تمام الساعة العاشرة صباحاً، حتى يبدأ الزوار من مختلف الاعمار والمناطق، بالتوافد إليه للمشاركة في هذا العرس التراثي، للتعرّف إلى المنتجات والمشاركة في الأنشطة المختلفة. ويشهد المعرض إقبالاً كثيفاً، حيث بلغ عدد الزوار 45320 زائراً من مختلف الفئات العمرية.

وتنوعت الأنشطة المقامة في سوق "أرضي" هذا العام مستهدفة كافة شرائح المجتمع، فكانت مسابقات تذوّق المنتجات الزراعية كزيت الزيتون، العسل ودبس الخروب، والأنشطة التوعوية الصحية التي تنظمها الهيئة الصحية الإسلامية، بالإضافة إلى النشاطات الفنية والثقافية بالتعاون مع جمعية إبداع، كما تقام سحوبات التومبولا يومياً، وقد تجاوزت جوائزها 20 هدية.

وللفعاليات الأهلية والبلدية، والشخصيات الرسمية والاجتماعية مكانٌ دائم في السوق الذي أمّه عدد منهم بشكل يومي، فعبّروا عن فخرهم بهذا الإنجاز الوطني المميز. وسوق "أرضي" السابع ما زال بانتظار جميع اللبنانيين، حتى الرابع من تشرين الثاني من الساعة العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً، ويعدكم بمزيد من الأنشطة المتنوعة، وكل سنة وجميع اللبنانين بألف خير.

فزائر المعرض يجد نفسه أمام تنوّع كبير للمنتجات الريفية، سواء من المونة والمخللات والأجبان والألبان، أو من المصنوعات الحرفية، أو الأعمال اليدوية.

وبحسب المسؤول الإعلامي في المعرض عادل أحمد، فإن المعرض عاد بعد انقطاع 6 سنوات بحلة جديدة وضمن ادارة مستقلة، بعد أن كانت سابقاً مرتبطة بمؤسسة "جهاد البناء". ويضيف لـ"النهار" أن "المعرض في هذا العام يمتاز بتنوعه الكبير وكذلك الجودة العالية للمواد الغذائية الريفية المعروضة فيه، عدا عن إقبال أوسع على المشاركة بالمعرض مقارنة مع الأعوام السابقة".

إذاً هي الطبعة السابعة للمعرض الذي انطلق عام 2007، وعاد بخيرات ومنتجات أهل الريف من الحبوب والزعتز والألبان والأجبان والمخلّلات والمكدوس وغيرها من المونة الشتوية.

اللافت في "أرضي" عدا عن مراعاة شروط الجودة، كان تأليف لجنة من اختصاصيين في مجال الغذاء من خلال تكليفها مهمة مراقبة الجودة والنوعية للمنتوجات. مهمة تلك اللجنة المؤلفة من 12 خبيراً الكشف على جميع مراحل الإنتاج وصولاً إلى التوضيب ولاحقاً العرض. وبحسب أحمد، فإن عملية المراقبة تطال جميع المنتجات "وكل مرطبان وقارورة ".

قبل انطلاق المعرض، عملت إدارته على تدريب جميع المزارعين من خلال دورات تأهيلية على كيفية تعليب المواد الغذائية بشكل يضمن الجودة ويشجع الزبائن على شرائها.

أما العارضون فبدوا راضين عن المعرض لا سيما أن الإقبال جيد ونسبة المبيعات مرتفعة. ويجمع المشاركون في المعرض على قدرة الأخير على تصريف منتجاتهم، وهذا ما تؤكده فاديا من الهرمل، وكذلك جورجيت من البترون اللتان أشارتا إلى تمكنهما من بيع منتجاتهما وكذلك نسج العلاقات مع الزبائن وبيعهم بشكل دوري المونة القروية، وتلفتان إلى أن هذا ما أظهرته تجربتهما السابقة في المعرض منذ عشر سنوات.

أما جديد معرض "أرضي" في نسخته السابعة فهو فتح باب حجز البضاعة الغذائية أو الحرفية من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويضم المعرض أكثر من 150 جناحاً تشمل مختلف أنواع المخللات والمكدوس، والمربى والأجبان والألبان والحبوب والعسل والكشك، فضلاً عن قائمة طويلة من التوابل ومؤونة الشتاء، عدا عن الأشغال اليدوية والحرفية.

يشكل معرض "أرضي" صلة الوصل بين أهالي القرى والأرياف من جهة وسكان المدن من جهة ثانية، ويقدم خدمة للمنتجين في الأرياف وفرصة تسويقية من خلال مدينة بيروت لتصريف الإنتاج من دون أي بدل مادي، فالهدف يكمن في تسويق منتجات المزارعين والفلاحين والحرفيين وتنمية قدرات المشاركين فيه، فضلاً عن تبادل الخبرات.

ويذكر أنه على هامش المعرض تنظم جولات لطلاب المدارس للتعرف إلى الصناعات الحرفية وإعداد المونة وغيرها.




تعليقات: