أراد تمديد الأسلاك إلى خزان المياه فانتهى جثة

الراحل اسماعيل
الراحل اسماعيل


..اسماعيل زُفّ إلى السماء بدلاً من عروسه

كان يضع اللمسات الاخيرة على منزله الذي بناه ليكمل حياته تحت سقفه مع شريكته التي ارتبط بها وحلم بالزواج منها في الأيام القليلة المقبلة، لكن انتهى كل شيء في لحظة بعد أن تعرض لصعقة كهربائية عندما كان يعمل على تمديد أسلاك كهربائية لخزان المياه الساخنة على سطح البناء... هو اسماعيل عميص ابن بلدة عبّا الجنوبية وحيد والديه على ثلاث شقيقات .

حماسة قاتلة

"على غير عادته، عاد اسماعيل امس من عمله في محل لبيع الدجاج في بلدته، لم يدخل الى منزل العائلة للاستحمام وتناول الغداء، بل صعد مباشرة الى سطح بيته المقابل لمنزل والديه، الذي يقوم بتشييده، للانتهاء من تمديد الاسلاك الكهربائية لخزان المياه الساخنة"، بحسب ما قال ابن عمه أكرم لـ"النهار" شارحاً: "كانت الساعة حوالي الثانية الا عشر دقائق من بعد الظهر، كانت الكهرباء مقطوعة، لتعود عند الساعة الثانية، الامر الذي أدى الى تعرّضه لصعقة كهربائية لاسيما وان الارض كانت مغمورة بالمياه نتيجة تساقط الأمطار".

اكتشاف الكارثة

"افتقدت عائلة عميص ابنها، اتصلت به من دون ان يجيب، بدأت رحلة البحث عنه، الى ان اكتشف احد الجيران الذي يسكن في مبنى مجاور ومرتفع، الكارثة، أثناء خروجه لوضع ملابس على الشرفة، فرأى اسماعيل ممدّداً على السطح". قال أكرم مضيفاً: "نقل الى مستشفى راغب حرب، فتح مخفر الدوير تحقيقاً، فأكد تقرير الطبيب الشرعي ان الوفاة نتجت عن صعقة كهربائية لم تتركه حتى فارقت الروح جسده"... بعد عشرة أيام كان سيزفّ اسماعيل (25 سنة) الى عروسه، لكنه زُفّ اليوم الى مثواه الاخير ليلتحق بوالدته التي وافتها المنية السنة الماضية، وكأنه لم يتحمل فراقها، اشتاق إليها ورحل لملاقاتها.

حوادث مشابهة

ذكّرت حادثة اسماعيل بحوادث عدة ذهب ضحيتها شباب نتيجة صعقة كهربائية خلال شهر واحد، منهم حسن درويش الذي لم يُعر اهمية للعاصفة بعد أن وضع نصب عينيه الانتهاء من تشييد منزل ابنه، كي يفرح بزفافه على عروسه، صعد الى السطح لاستكمال العمل به، فتعرض لحادث مأسوي أنهى حياته. كذلك محمد العناني الذي حمل عدّة العمل وانطلق ليشيّد سقفاً من "الاترنيت" لأحد الزبائن، وما إن بدأ العمل حتى غدره كابل كهربائي، صعقه في يده فخرجت الكهرباء من رأسه، سقط فاقداً الوعي لينقل الى المستشفى ويمكث أياماً في العناية الفائقة، إلى أن سلّم الروح. وهذه كانت حال ربيع مريش الذي ودّع مولوده الجديد بقبلة على الجبين وانطلق إلى عمله في شركة الكهرباء (KVA) دائرة جب جنِّين، ثم انتقل إلى بلدة عيتا الفخار لإصلاح عطل، فتسلّق عمود الكهرباء لإنجاز مهمته، لكن الموت كان بانتظاره، إذ فاجأته الكهرباء بصعقة قاتلة.


تعليقات: