نجاح مؤتمر الدروز أثبت التعطّش للتّحدث عنهم


«الدروز: ألف عام من التعددية والحضارة»... عنوانٌ رنّان لمؤتمرٍ افتتحه مركز الفنون والآداب في الجامعة الأميركية حول تاريخ الدروز في 30 تشرين الأول الفائت برعاية رئيس الجامعة الاميركية فضلو خوري. الحضور كان كبيراً وقاعة "الأسمبلي هول" التي لا تمتلئ بسهولة في مؤتمر أكاديمي... امتلأت، وفُتحت أبواب القاعة ليستطيع الناس الاستماع اليها، وهذا ما يؤكد نجاحاً وتعطّشاً للتحدث عن الدروز، وفق الباحث السياسي مكرم رباح، أبرز القيّمين على المؤتمر. ويقول لـ"النهار" إن "الأبحاث التي قدمت تؤكد نجاح المؤتمر والتعطش للتحدث عن الدروز".

من النادر عقد مؤتمرات علانية خاصة بالدروز، ولا شك في أنها خطوة سبّاقة. ويختصر رباح غاية المؤتمر في الآتي: "شجاعة بعض الأطراف الذين يتحدثون عن ماضيهم، جعل بعض المنظمات الظلامية كداعش تعتبر أن تاريخ المنطقة يشبهها. تدفع مكافحة الظلامية بنا كأكاديميين الى العودة الى الماضي وفتح مجال للنقاش الفكري. كمؤسسة أكاديمية وكأشخاص، نحن معنيون بدراسة المنطقة ومن ضمنها الدروز. فكرة المؤتمر بدأت منذ سنة ونصف سنة. المؤسسات الدينية الأخرى تقيم المؤتمرات وتتحدث عن نفسها. نحن لم نتحدّث عن أنفسنا بل عن تاريخ المنطقة وتموضع الدروز في محيطهم العربي". ويضيف: "لم تكن الصراعات بين الطوائف هي الأساس، بل كان الموارنة والدروز والشيعة في حالة تنسيق وتعاون مع بعضهم. الصراعات كانت محدودة". وعن ردود الفعل، يقول: "كان هناك خوف في المرحلة الأولى من التطرق الى العقيدة. لم نهتم بموضوع العقيدة، فلا نعنى بدراسة الأديان. وهذا ما أسهم في مشاركة المذهبي ومشيخة العقل كضيوف. ولم يكن هناك رقابة على المواضيع الا في الأطر العلميّة. تطرقنا بدءاً من حقبة القرون الوسطى وكلّ تحدّث باختصاصه".

وعن الخطوات المقبلة، يخلص رباح الى "أننا نعمل ضمن اطار الجامعة. كمؤرّخ ممكن القيام بمؤتمر آخر اذا توفّر التمويل والجهوزية للمشاركة. في مرحلة اولية الهدف هو نشر الأبحاث التي اجريت ضمن كتاب محكّم وكتاب أكاديمي ونشرها عبر وسائل الاعلام والتواصل للاطلاع عليها".

تعليقات: