علي.. ضحية لبنانية جديدة على طرق أميركا

علي حسان طليس ابن بريتال الذي سافر الى أميركا قبل شهر بحثاً عن لقمة عيشه فخسر حياته بعيداً عن عائلته
علي حسان طليس ابن بريتال الذي سافر الى أميركا قبل شهر بحثاً عن لقمة عيشه فخسر حياته بعيداً عن عائلته


تأخر عن عمله، قادَ سيارته بسرعة للوصول، الا انه لم يتمكن من اكمال طريقه، بعدما انقلبت سيارته في حادث سير مريع في ولاية ماساتشوستس دفع على اثره حياته على الفور... هو علي حسان طليس ابن بريتال الذي سافر الى أميركا قبل شهر بحثاً عن لقمة عيشه فخسر حياته بعيداً عن عائلته.

بين مدّ وجذر

قبل أن يقودَ علي سيارته الى حتفه يوم الاثنين الماضي، هاتف والده الذي قال لـ"النهار" "سألني متى سأزوره، أطلعته في العشرين من الشهر الجاري، لكن بدلاً من ذلك أنتظرُ الآن وصول جثمانه لأعانقه وأودعه الوداع الأخير قبل أن يلتحف تراب بلدته"، وأضاف: "منذ 25 سنة سافرتُ مع عائلتي الى أميركا حينها كان علي يبلغ من العمر 10 سنوات". وأضاف "قضى 10 سنوات في السجن، ليخرج منذ 3 سنوات ويعود الى وطنه، حاول أن يبدأ حياته فيه، فتح مصلحة غسل السيارات ليسافر بعدها ويعود من جديد في الصيف الماضي حيث افتتح صالوناً للحلاقة، وقبل شهر اتخذ قراره بالاستقرار في أميركا بحثاً عن لقمة عيشه وكون عقليته لم تتفق مع محيطه في لبنان، افتتح مطعماً هناك، لكن وقع ما لم يكن في الحسبان، خطفه الموت فجأة ربما بسبب انفجار احدى عجلات السيارة اضافة الى السرعة، اذ لا زلنا ننتظر التقرير النهائي لمعرفة التفاصيل كافة".

صرخة وجع

عائلة طليس تنتظر وصول جثمان ابنها لموارته الثرى، ولفت حسّان الى "اننا نقوم بانجاز المعاملات التي تحتاج نحو اسبوع، سأزفه عريساً الى مثواه الأخير، بعدما بات من المستحيل أن أزفه الى عروسه"، في حين أطلق مختار بريتال حمد اسماعيل صرخة حيث اعتبر ان "ما حصل مع علي سببه تقاعس الدولة اللبنانية عن تأمين فرص عمل للشباب، لاسيما في منطقة بعلبك–الهرمل التي تعادل مساحتها 30 في المئة من مساحة لبنان، فالحرمان ينخر كل شبر وزاوية فيها، لا مشاريع ولا انماء، حقوقها مهدورة، لا أبالغ إن قلت انها منطقة منكوبة، 350 طالبا جامعيا يعملون في الباطون، أي دولة هذه التي لا ترحم مواطنيها؟ متى سيحين الوقت لبناء دولة عادلة لجميع الطوائف بلا تمييز"؟

بعد يوم من خطف شبح الموت عائلة عباس في ميشيغن، خطف علي في ولاية اخرى، وكأنه كتب على لبنانيين أن يلاقوا حتفهم على الطرق داخل وطنهم وخارجه.


تعليقات: