14 آذار تفوز في انتخابات نقابة المهندسين التمهيديّة

حشود أمام صندوق انتخابات أحد الفروع في نقابة المهندسين أمس
حشود أمام صندوق انتخابات أحد الفروع في نقابة المهندسين أمس


شكّّلت المرحلة الأولى من انتخابات نقابة المهندسين أمس «فأر تجارب» لمعركة الأحجام السياسية لدى كل من قوى المعارضة وقوى السلطة في نقابة أساسية، لكن أبرز مجرياتها تؤشّر على أنها كانت امتحاناً قاسياً للتيار الوطني الحر بعدما خسر مرشحه في فرع المهندسين المدنيين بول نجم، ضمن هامش 60 صوتاً فقط، ما يدل على وجود تركيز من قبل بعض القوى على التوظيف السياسي لهذه المعركة يؤدي، كما أدى توظيف معركة نقابة الأطباء، إلى التشكيك في حجم قوة التيار بين المسيحيين. كما أنها تجربة «مقلقة» بالنسبة إلى قوى المعارضة بشكل عام.

ومن البارز أيضاً، أن التجربة أمس كانت بمثابة مؤشر أولي لما ستكون عليه المعركة في 13 نيسان حين يتم انتخاب نقيب جديد بدلاً من سمير ضومط، فأعداد المهندسين الذين شاركوا في عملية الانتخاب التمهيدية تخطت كل التوقعات التي كانت تقول إن عددهم لن يتجاوز 3 آلاف مهندس، إذ سُجل أمس مشاركة 7762 مهندساً.

ظاهرة الاستقدام المتكررة

جزء من المهندسين المشاركين لم يكن في لبنان، بل تم تسهيل حضوره من مختلف بلدان الاغتراب في نيوزيلندا، أميركا، مختلف بلدان أوروبا، أفريقيا،... وتداول المهندسون بمعلومات عن تخصيص تيار المستقبل لوحده ما بين 3 و4 ملايين دولار لتعزيز قوته الانتخابية، إذ إنه يرى أن هذه المعركة خاصة به، وتقول مسؤولة المهندسين في تيار المستقبل بشرى عيتاني «سنرشح سنّياً إلى مركز النقيب لنعكس قاعدة التيار»، لكنها رفضت التعليق على حجم المبالغ المرصودة لمعركة نقابة المهندسين، موحية بأبعد من ذلك بقولها «ألا يحق لمهندسي الاغتراب ممارسة حقهم الانتخابي؟ ألم تأت قوى المعارضة بمهندسين من أفريقيا وموسكو وباريس؟».

لكن أحد المسؤولين عن انتخابات نقابة المهندسين في حزب الله أوضح أن الحزب ناقش هذا الأمر، ولكن القرار أتى من المراجع العليا بأن أولويات الصرف المادي هي «للمقاومة وإعادة إعمار ما هدمه العدوان وحماية الناس عبر سلة كبيرة من التقديمات الاجتماعية...».

تمهيداً للمعركة الكبرى

في الوقائع، انتخب المهندسون أمس 131 عضواً لهيئة المندوبين و5 أعضاء عن كل من فرعي المهندسين المدنيين الاستشاريين والمهندسين الزراعيين تمهيداً لانتخاب واحد عن كل فرع، في مقابل تركيز كبير على المعركة المقبلة، وفازت لائحة قوى المعارضة (سعيد عون، مارون فضول، نظام حمادة، وليد صنديد وطلال أبو جودة) في فرع الزراعيين، فيما فازت لائحة «14 آذار» (أنطوان كويس، كابي صغير، بول ناكوزي، أنور منصور ووليد جلخ) في فرع المدنيين الاستشاريين، فيما كانت حصيلة الانتخابات في هيئة المندوبين لمصلحة 14 آذار بشكل كاسح.

وهذه النتائج ستكون مؤشراً قوياًَ يعكس شكل معركة الوصول إلى مركز نقيب المهندسين، وبحسب مسؤول الشؤون المهنية والعمالية في القوات اللبنانية عماد واكيم فإنها ستؤهّل للمعركة «الكبيرة والأساسية»، علماً بأن قوى المعارضة و14 آذار ستحسم خياراتها لترشيح نقيب خلال 4 أيام على الأكثر (تنتهي فترة الترشح لمركز النقيب في 13 آذار). لكن الأغرب أن عيتاني نفت أن يكون تيار المستقبل قد تبنى ترشيح فايز مكوك، علماً بأن منسق تيار المستقبل في بيروت خالد شهاب والمنسق العام للتيار سليم دياب قد رشحاه من مكتب الأخير، فهل يكون ترشيحه للمناورة؟ وتميل المعارضة أكثر إلى ترشيح مصطفى فواز، رغم أن بعض أطرافها يحاول مقاربة هذا الموضوع من وجهة نظر تيار المستقبل الذي بدأ حملة تجييش للمهندسين السنّة في مقابل نقيب شيعي محتمل.

إذاً، ستكون المعركة المقبلة شرسة بنفس مستوى شراسة التجييش، والمعلوم أن غالبية صلاحيات النقابة هي بيد نقيب المهندسين. وستحاول قوى المعارضة أن تعوّض خسارتها في الانتخابات التمهيدية ومواجهة القدرة المادية المرتفعة لقوى السلطة وتحديداً تيار المستقبل، بينما ستحاول قوى 14 آذار أن تحافظ على تماسكها.

مرشح أولويّ

وكانت مدة ولاية 5 أعضاء ونقيب المهندسين سمير ضومط قد انتهت، وهم: بول نجم (التيار الوطني الحر ـ فرع المدنيين الاستشاريين)، سعيد عوني (التيار الوطني الحر ـ الجمعية العمومية)، مصطفى فواز (حركة أمل ـ الجمعية العمومية)، باسم عويني (تيار المستقبل ـ الجمعية العمومية) وسعيد غصن (حزب الله ـ فرع المهندسين الزراعيين). وينتخب في 13 نيسان النقيب الجديد ومرشحون عن الجمعية العمومية.

وقد أفرزت نتيجة الانتخابات التمهيدية أمس مزيداً من حالة الترقب في فريقي السلطة والمعارضة، ولكنها أفقدت التيار الوطني الحر مقعداً من مجلس إدارة النقابة بعد خسارة اللائحة التي كان بول نجم مرشحها ذا الأولوية في المرحلة المقبلة حين يتم اختيار واحد من الخمسة الفائزين، وبالتالي أصبح أنطوان كويس (القوات اللبنانية) المرشح ذا الأولوية في انتخابات الفرع الاول (المهندسين المدنيين الاستشاريين)، أما في فرع المهندسين الزراعيين فقوى المعارضة متفقة على نظام حمادة (حزب الله) مرشحاً أولويّاً.

2000 مهندس

هو عدد المهندسين الذين تم استقدامهم من دول الاغتراب، بحسب مصادر من تيار المستقبل، مع كلفة إقامتهم في لبنان لمدة يومين. واللافت أن بعضاً من هؤلاء قد أتى إلى النقابة أمس وهو يحمل شنط السفر.

واستقدام المهندسين في الطائرات كان الحديث الغالب، ففي صالات الوصول في مطار بيروت الدولي كان عناصر الأمن العام يسألون الواصلين «أنت مهندس.. شو جايي تنتخب؟»، أما على الصناديق فكانت الحشود «تزمجر» أحياناً وتتصادم، غير أن أحد المهندسين «المهضومين» صرخ فيهم «لو سمحتوا الأولوية بالاقتراع لمن طائرته تقلع باكراً».

800 صوت

هو الفارق العام في الأصوات الانتخابية بين قوى المعارضة وقوى «14 آذار» لمصلحة الاخيرة.

وتعكس هذه النسبة ترجيح الكفة لأي طرف بعد احتساب مجمل الأصوات المشاركة في عملية الاقتراع في جميع الفروع، أي في انتخاب هيئة المندوبين وممثلي الفروع.

وبحسب الماكينات الانتخابية فقد فاقت نسبة أصوات المهندسين السنّة نسبة المهندسين الشيعة بنحو 300 صوت، بينما بلغ عدد أصوات المهندسين الدروز 530 صوتاً، وهذا الرقم هو قياسي بالنسبة إلى مشاركة المهندسين الدروز.

تعليقات: