المهندسان طه وعمران رحلا قبل أن يعثرا على وظيفة

المهندسان الضحيتان طه ذوق وعمران دكرمنجي اللذان كتب عليهما ان يسجلا اسميهما على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان
المهندسان الضحيتان طه ذوق وعمران دكرمنجي اللذان كتب عليهما ان يسجلا اسميهما على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان


كانا في طريقهما الى منزليهما في الشمال حين انقلبت السيارة التي يستقلانها في راسمسقا عدة مرات، الأمر الذي أدى الى فقدانهما حياتيهما ورحيلهما في عزّ شبابهما، هما المهندسان طه ذوق وعمران دكرمنجي اللذان كتب عليهما ان يسجلا اسميهما على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان.

انتهاء الحلم

غطى عمران ابن سير الضنية والدته، طمأنها إلى أنه لن يهاجر من الوطن، وذهب للقيام بجولة مع صديقه، ما إن وصل الى باب المنزل حتى التقى بشقيقه، عبّر له عن سعادته بقدومه لأخذ السيارة منه ورحل. خاله حاتم عثمان شرح في اتصال مع "النهار" أن "عمران قصد القلمون مع صديقه طه للقيام بنزهة في السيارة، كانت الساعة الحادية عشرة ليلا، وفي طريق عودتهما عند الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل انقلبت السيارة رأساً على عقب، ثلاثة أرباع الساعة والشابان ينزفان من دون ان ينتبه إليهما أحد من المارة، إلى ان اتصل شخص بالإسعاف". وأضاف: "انهى ابن الرابعة والعشرين ربيعاً دراسة هندسة الميكانيك، سافر الى تركيا حيث خضع لتدريب. وقبل 20 يوماً عاد الى لبنان، وكان ينوي التوجه الى بلجيكا بعد أربعة أيام من وقوع الحادث لبدء حياة جديدة والعثور على وظيفة، لكن للأسف انتهى كل شيء بحادث مروّع".

رحيل صعب التصديق

" تنزل نقعد سوا؟"... آخر ما قاله ابن طرابلس طه (24 سنة) لوالده حسين الذي أطلعه أنه متعب، ليخرج بعدها من المنزل ويقع ما لم يكن في الحسبان. وقال الوالد المفجوع لـ"النهار": "ذهب مع صديقه من دون أن أعرف إلى أين ولم يعد، لن أتمكن من الجلوس معه بعد الآن". وأضاف: "كانت الساعة حوالي الواحدة من بعد منتصف الليل حين انقلبت السيارة التي يقودها صديقه عمران عدة مرات، وهي من نوع رابيد. الحادث مريع. لا نعلم سببه، وقد أصيب ابني ومن معه بإصابات بليغة،.احتفظنا بحق الادعاء إلى حين كشف التفاصيل. مع العلم ان التقارير الامنية تشير حتى اللحظة إلى انه حادث قضاء وقدر". لافتاً: "لم أستطع ان افرح بفلذة كبدي الذي انهى دراسته قبل سنة ونصف السنة، من دون ان يجد وظيفة في مجال شهادته، عمل في مرفأ طرابلس لكن لم يكن سعيداً، ترك قبل ان يجد وظيفة في محل لبيع الألبسة في الكسليك منذ اربعين يوماً، كم ان خسارتي كبيرة، فحتى الآن لا أصدّق ان من ربّيته بدموع العين رحل في غفلة وهو في طريقه الى البيت".

في الأمس ووري طه وعمران في الثرى، أُغلق كتاب حياة شابين جديدين من دون تحقيق حلميهما بالحصول على وظيفة بشهادتيهما في وطنهما، ومن دون ان تتوقف شراهة شبح الموت على طرق لبنان!


تعليقات: