تمثيلية هشام حداد وجاد بوكرم: استياء والثقة تهتز !


وصل الخبر العاجل: لا تنسوا مُشاهدة الحلقة! شكراً على التذكير، لن ننسى. "أل بي سي آي" تتمّم واجباتها، فترسل الـ"Reminder" على الهاتف. في النهاية، كما في البداية، اللعبة مفضوحة. حقُّ هشام حداد الانتشار، لكن ليس على حساب الصدقية.

يُضحِكنا "لهون وبس"، ويُخفّف تعب الساعات الطويلة، وإنْ هرَّج مُقدّمُه أحياناً وبالغَ. محبّته بُنيت تدريجاً، ذرّة ذرّة، إلى أن باتت له مكانة في القلب. البنية قوامها الثقة، فهشام حداد بدأ تقريباً من فراغات هائلة، ثم راح يملأها بالاجتهاد والمحاولة. وثقنا به، وبأنّه يريد إضحاكنا ومسْح الهَمّ. وعندما غرّه التوسُّع، انزلق. مرّة أخرى، حقُّه الوصول والنجاح، لكنّ لعبة الترويج للفيلم بائسة، تزعزع الثقة وتبطحها أرضاً. أحقاً؟ نفهم الماركتينغ وفنونها وجنونها، إنما ليس على حساب السُمعة. الجسور المبنية على الثقة، بانهيارها ينهار كلّ شيء. اللعبة بهذا الشكل عجزٌ عن ابتكار المُخطّط الجيّد للإقناع. تبدو تمثيلية مفلسة، نصّها من كرتون. كأنّ حداد يروّج لحلقة من الموسم الأول، حين كان المشهد لا يزال صفراً. أما بعد مواسم وإثبات قدم، فالتمثيلية الركيكية سقطة.

كنّا نعلم بأنّ خلاف حداد - جاد بو كرم، وتسريب الفيديو الضعيف الحجّة والمحتوى، ليس أكثر من دعاية، وحين تأكّد الأمر، تأكّدت السذاجة. يمكن المخاطرة بأشياء كثيرة، إلا الثقة. ليست ورقة يمكن إحراقها، أو ضربة حظّ مضمونة الربح. هشام حداد يخاطر، ظنّاً منه أنّه يمزح. أو ربما يستغبي مَن صدّقه، ضامناً أنّهم في جيبه.

القصد من ذلك "الصدمة"! وفي الواقع، "صُدِمنا" من التمثيل الهشّ. الإيحاء بالخلاف والتهديد بالانسحاب وبدء الحلقة من دون كرسي "أبو الجيك"، هو غشّ قبل أن يكون لعبة. وضربة قبل أن يكون مزحة. يُكمل كأنّ شيئاً لم يكن، ظناً أنّ الجمهور "عايز كده"، وسيصفّق طويلاً في نهاية المسرحية. يفقد حداد أهم ما يمتلكه الإنسان: الوثوق به. في المرة المقبلة لن يصدّقه أحد.

* المصدر: النهار

تعليقات: