أهالي السلامية ـ حلتا يناشدون المعنيين تخليصهم من رعب العنقودي

سامر عبد العال وقدم اصطناعية بعدما بترت ساقه بسبب قنبلة عنقودية
سامر عبد العال وقدم اصطناعية بعدما بترت ساقه بسبب قنبلة عنقودية


تنتظرهم على ألأشجار وبين الأعشاب وحتى على الطرقات...

العرقوب:

يعيش أهالي السلامية ـ حلتا رعباً كبيراً من القنابل العنقودية التي خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكل كثيف وعشوائي، في منطقة العرقوب بشكل عام، وفي محيط البلدتين بشكل خاص.

ما تزال القنابل مزروعة على الطرقات، ومخفية بين الأعشاب، ويعلق الكثير منها فوق الاشجار، فيتعرض كل من يتحرك في المنطقة، إنساناً كان أم حيواناً لخطرها. تتربص بهم دائما ولا تخطئ هدفها، كما تقول باسمة شبلي من حلتا، التي شهدت على أكثر من حادثة تعرض لها أبناء بلدتها والجوار، خلال خروجهم بقطعانهم إلى البرية أو أثناء اهتمامهم وعملهم في بساتينهم، خاصة بساتين الزيتون منها. وتسأل باسمة باستغراب عن سبب التجاهل لمشكلة القنابل، وما إذا كانت الآلاف من عناصر اليونيفيل في الجنوب ومكتب نزع الألغام التابع للأمم المتحدة عاجزين عن إزالتها؟.

آخر ضحايا القنابل كان حسام عبد الحي وفريد دربية من مزارعي بلدة عين جرفا، انفجرت بهما قنبلة عنقودية بينما كانا يعملان في تشحيل بستان الزيتون في مزرعة السلامية، بترت قدم حسام وكانت إصابة رفيقه خفيفة.

الوضع لم يعد يطاق، كما يقول مختار البلدة سالم غازية، فكل من يذهب الى رزقه معرض للاصابة، موضحا أن القنابل حصدت خلال أقل من عامين شهيدين وسبعة جرحى من ابناء القرى المحيطة.

وناشد غازية باسم الأهالي والمزارعين كافة الجهات المعنية العمل سريعا على إزالة الألغام والقنابل، عبر القيام بحملة تنظيف جدية وشاملة، خاصة في بساتين حلتا ـ السلامية ـ احراج كفرشوبا حيث توجد آلاف القنابل النائمة من جراء عدوان تموز والاعتداءات المتكررة التي سبقته منذ عام ,2000 وأوضح أن فرق سلاح الهندسة في الجيش اللبناني قامت بأعمال البحث، وفجرت عددا كبيرا من القنابل، لكن على ما يبدو لا يزال الكثير منها في أراضينا، مشيرا إلى أن المساحات المشجرة بالزيتون والكرمة والصبير والتين موبوءة بها، ناصحاً بعدم التوجه اليها قبل اعلانها مناطق خالية منها، حفاظا على سلامة المواطنين.

وأكد رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري، التي تقع حلتا ضمن دائرة بلديته، انه وجه بتاريخ 4/11/,2006 كتابا يحمل رقم 350 الى قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان، يشرح فيه خطر القنابل العنقودية على المنطقة، ويورد أن القنابل لا تزال موجودة في حلتا ـ السلامية ـ الصوان ـ البراديش ـ خلة فسيخيا ـ الدوارة، وقد اصابت العديد من ابناء كفرشوبا وجوارها، لذا طلب تكثيف عمليات تفجيرها من قبل فوج الهندسة، حتى يتسنى للسكان قطاف مواسمهم الزراعية.

وأكد القادري أن فرق الهندسة التابعة للجيش وأخرى عائدة لليونيفيل، عملت على نزع أعداد كبيرة من القنابل وتفجيرها، لكنها اصطدمت بكثرتها، ووعورة المناطق الجبلية وكثافة الأحراج، واعتبر أن المطلوب هو أن يسلم جيش الاحتلال أولا الخرائط الخاصة بالألغام والقنابل، ثم قيام فرق لبنانية ودولية بجهد خاص لإخراج المنطقة من دائرة الخطر.

يوضح سامر عبد العال أحد المصابين في حلتا بقنبلة عنقودية أنه بترت ساقه وتمزقت أعصاب الأخرى، وقد اصبح نصف عاجز، بينما لا يوجد مصدر لإعالة عائلته المؤلفة من أربعة اشخاص سوى عمله، ولم تقدم أي جهة رسمية له المساعدة.

ويقدر عبد العال عدد القنابل المزروعة في المنطقة بخمسة عشر ألف قنبلة، أزيل القليل منها فقط وبقي ما يقارب الثمانين في المئة.

رئيس جمعية الرؤية للرعاية والتنمية ناصر أبو لطيف جال على رأس وفد من الجمعية في المناطق المذكورة، وزار الجريحين في المستشفى حيث يعالجا، ثم أعلن أنه سيدعو في إطار الحملة الدولية لمواجهة القنابل العنقودية، الى لقاء موسع نهاية الأسبوع الجاري، يشارك فيه رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات قرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون، إضافة الى مندوبين عن منظمات دولية، وذلك بالتعاون مع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام وجمعية المساعدات الشعبية النروجية، بهدف مناقشة واقع القنابل العنقودية وخطرها على العديد من المناطق اللبنانية ومنها مناطق العرقوب وحاصبيا والسلامية وحلتا، من أجل الوصول الى خطة كاملة لإزالة تلك القنابل.

تعليقات: