خضعت زينب السيد علي لعلاجات طويلة، وآلام لا تُعد ولا تُحصى، ومع هذا ظلت تمتلك هذه الروح المرحة
أن تكون قويا في هذا الزمن أمر غريب، فالحياة تزداد ضيقا يوما بعد يوم.. نحن الأصحاء الذين نستيقط دون آلام نراهن يوميا بأننا لن نكمل أياما طويلة في هذه الدنيا كونها لم تعد تترك لنا متنفسا.
فما حال المريض، من يتجرع علاجات الكيميائي جرعة وراء الأخرى.
يُقال ليت السرطان يُصاب بالسرطان ليرحل بعيدا ويترك أحباءنا بسلام.. فمن يعاني من هذا المرض العضال لا يعرف جسده الراحة، ولا نفسه السلام..
زينب (14 سنة) الفتاة المتميزة التي استيقظت على الدنيا كأي فتاة في عمرها، طموحة، مرحة، تحب الحياة.. ولكن صدَمَتها هذه الأخيرة بقدر ما كانت لتختاره لو عاد الأمر لها.. خضعت زينب لعلاجات طويلة، وآلام لا تُعد ولا تُحصى، ومع هذا ظلت تمتلك هذه الروح المرحة..
بُترت قدمها، ومع هذا لم تخجل من أن تستكمل حياتها بين الناس، لم تخجل من أن تُريهم خبث الخبيث الذي استطاعت بقوتها الانتصار على جبروته.. ولكن للأيام حكايات أخرى، تجبرنا على تجرع المرّ حتى وإن هربنا منه طويلا..
ماتت أحلام زينب معها، حملتها في علبة صغيرة لتحققها بعيدا عن هذه الدنيا، بابتسامة وقوة ودعت هذه الدنيا، خلعت معطف أوجاعها ورحلت..
زينب القوية، الصابرة، الواعية التي علمت معنى المقاومة من هذا العمر الصغير، تشبثت بالحياة أكثر منا ولهذا اختارها القدر عروسا للسماء.
هنيئا يا زينب، اختارك القدير لتكوني إلى جواره ملاكا صغيرا يراقبنا من الأعلى..
لروحك السلام ولأهلك ومحبيك كل العزاء..
موضوع ذات صلة: وانتصرت زينب على أوجاعها..
سجلّ التعازي بالمرحومة المأسوف على صباها زينب عبّاس السيد علي
---------- --------- ---------
تتقبل عائلة المأسوف على صباها المرحومة زينب عباس السيد علي التعازي في بيروت يوم الثلاثاء الموافق ١٢ شباط ٢٠١٩ في مجمع الإمام المجتبى علية السلام، الكائن في حي الأمريكان، من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الساعة الخامسة عصراً.
للفقيدة الرحمة ولذويها الصبر والسلوان
بُترت قدمها، ومع هذا لم تخجل من أن تستكمل حياتها بين الناس
تعليقات: