كانت تتدفّأ حين التقطت النار ثوبها..


بدي شوف إخواتي، آخر ما طلبته الطفلة هاجر قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة حروق أصابتها في حادث مأساوي وقع في العاشر من الشهر الماضي، حينها كانت ابنة الست سنوات تتدفّأ مع أخواتها عندما التقطت النار ثوبها، ما أدّى إلى إصابتها بحروق بالغة أدخلت بسببها إلى مستشفى السلام في البحصاص؛ قاومت نحو شهر، إلى أن استسلمت للموت صباح أمس.

شعلة من النار

فراشة مختار قبة شمرا، محمد فرج الاسمر، احترقت أجنحتها في غفلة. وبحسب ما قاله لـ"النهار": "عند الساعة السابعة من صباح ذلك اليوم كنت أعمل في الارض أمام المنزل، سمعت صراخ أولادي، سارعت لأرى ما حصل، وإذ بي أكتشف الكارثة، هاجر شعلة من النار". وأضاف "كانت وأشقاءها أمام المنزل حين أشعل شقيقها البالغ من العمر 9 سنوات حطباً للتدفئة، التقطت النيران ثوبها، احترق جسدها، خاصة بطنها الى رقبتها، كونها كانت ترتدي عدة كنزات تحت فستانها".

هجرة إلى البعيد

كانت والدة هاجر في المنزل عند وقوع الكارثة؛ ولفت المختار إلى أنه "لم تنتبه إلى ما حصل خارج المنزل كونه كبيراً". وأضاف "نقلت صغيرتي الى مستشفى السلام حيث قام الاطباء بكل ما في وسعهم لمعالجتها، أشكرهم جميعاً من الطبيب المعالج لها إلى طاقم التمريض، فقد شفي وجهها ويداها، لكن حروق بطنها حتى رقبتها كانت كبيرة وتزيد عن الدرجة الثالثة، وهو ما تسبّب بفقدانها حياتها، مع العلم أنها كانت بوعيها وتتكلم وتأكل حتى آخر لحظة عاشتها في حياتها"، وأكمل: "طيفها سيبقى معنا طالما الروح لم تغادر جسدنا، سنتذكّر ابتسامتها وحيويتها، قلبها الطيب وذكاءها".

في الأمس ووريت هاجر في الثرى، ولفت المختار إلى أنها "هاجرت إلى البعيد، تركتني مع والدتها وأشقائها التسعة في حالة من الحزن الشديد".

تعليقات: