بعد أن نزلت الآية الشريفة: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا..
سئل رسول الله (ص) من هم اهل البيت؟
فأجاب: علي بن أبي طالب، فاطمة الزهراء، الحسن، الحسين اللهم هؤلاء اهل بيتي، ولعلم النبي ماذا سيحدث من خلاف واختلاف في الرأي ، وليؤكد على أن هؤلاء فقط اهل البيت الذي قصدهم الله في الآية المباركة ، بقي بعد نزول الآية يمر ببيت فاطمة الزهراء ، وما روي عن أنس:
روي عن أنس بن مالك في مسند أحمد، سنن الترمذي، البخاري:
أن النبي كان يمر ببيت فاطمة الزهراء ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول : " الصلاة يا أهل البيت ! " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[9]، حديث صحيح
وبعد وفاة الرسول ( ص ) وعلى مر الزمن اختلف المسلمون في من هم اهل البيت .
وعددوا اهل البيت بالآتي :
أهل البيت عند أهل السنة والجماعة
أهل بيت النبي عند أهل السنة هم أزواجه وبناته وصهره. وقيل: نساء النبي والرجال الذين هم آله، وآل الرجل أهله، وهذا يمتد طبعاً الى بني هاشم والى من اجتمع معه من رحم .
اذا اخذنا نساء النبي من الأهل فالواقع يدحض هذه النظرية او هذا اللصق بالأهل ، حيث أن الزوجة بين عشية وضحاها تخرج من بيت الزوجية عند الطلاق ، وتعود لبيت اَهلها ، وحتى لا يؤخذ بنظرية الطلاق ، إن النبي لا يطلق زوجاته ، نزلت الآية لتدلل ولتقطع الطريق على كل من يلحق الزوجة ب " الأهل " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا .
كما أكدت الآية الكريمة على الطلاق بوضوح : عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)
وهنا قطع الشك باليقين بأن زوجات النبي ليسوا من اهل البيت ، وكذلك نقل عن زوجات النبي وعن ابن عباس وسعد ابن ابي وقّاص من هم اهل البيت دون زيادة او نقصان ، وقد جاء :
روي عن عائشة في صحيح مسلم:
خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[5]، حديث صحيح
روي عن ابن عباس في مسند أحمد:
أخذ رسول الله ثوبه فوضعه على " علي وفاطمة وحسن وحسين " عليهم السلام فقال : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[6]، حديث صحيح
روي عن أم سلمة في مسند أحمد، تفسير الطبري، سنن الترمذي:
لما نزلت هذه الآية : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " دعا رسول الله عليا وفاطمة الزهراء وحسنا وحسينا عليهم السلام " فجلل عليهم كساء خيبريا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير [7]، حديث صحيح
روي عن سعد بن أبي وقاص في سنن النسائي:
لما نزلت " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " " دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا اللهم هؤلاء أهل بيتي[8]
ومن مراجع اهل السنة والجماعة وعن لسان زوجات النبي ( ص ) عائشة وأم سلمة وابن عباس وابن ابي وقّاص في الأصحاح والأسانيد كما جاء أعلاه .
وهناك آيات أخرى نزلت في اهل البيت ومنهم آَيَةُ المباهلة والمودة ، وكذلك حديث الثقلين ، والصلاة على محمد وآل محمد دون أن تمتد .
وفقنا الله فيما نراه صحيحاً بتعريف اهل البيت من القرأن الكريم والرواة والأصحاح والأسانيد .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: