كان متوجهاً إلى عمله حين تعرض لحادث سير مروّع على طريق المطار، فطار عن دراجته النارية بعد أن اصطدمت بالحاجز الإسمنتي، وسقط على المقلب الآخر، ليتعرض للدهس من عدة سيارات. هو علي سليمان ابن الخيام، والد طفل يبلغ من العمر 3 سنوات.
لحظات مروعة
"عند الساعة التاسعة من صباح امس كان شبح الموت بانتظار علي الذي ودّع عائلته في خلدة التي يسكن فيها، وتوجه إلى الشركة التي يعمل فيها في منطقة الأشرفية. وما إن وصل إلى طريق المطار حتى حلت الكارثة"، كما شرح عمه محمود لـ"النهار". مضيفاً: "الحادث أقل ما يقال عنه إنه مروع، كاميرات المراقبة التي تم سحبها من المكان لم تظهر السيارة التي صدمته، بل لحظة اصطدامه بالفاصل الإسمنتي وكيف طار إلى المقلب الآخر لتدهسه عدة سيارات مارة".
ضربات قاتلة
"كان علي يضع الخوذة، فقد اعتاد أن يقود دراجته بشكل قانوني، إضافة إلى كونه شاباً هادئاً لا يسرع"، أفاد محمود، لافتاً إلى أنه "من قوة الصدمة طارت الخوذة عن رأسه، وقد تعرض للضربات في كافة أنحاء جسده. نُقل إلى مستشفى بعبدا الحكومي، وجرى الاتصال بنا من هناك لاستلام جثمانه. فتحت القوى الأمنية تحقيقاً بالحادث، وحتى اللحظة لم يتم التعرّف إلى هوية صاحب المركبة التي صدمته وخلّفت الفاجعة التي ألمّت به وبعائلته".
العبارة الأخيرة
رحل ابن الخامسة والثلاثين تاركاً طفله الذي كان بالنسبة إليه محور حياته. فكما وصف محمود: "كرّس علي حياته لعائلته، في الصباح كان يقصد عمله ليعود في المساء ويمضي الوقت مع زوجته وصغيره". لافتا إلى أنه "قبل يوم من وفاته أرسل لي ولأقاربه صورة على تطبيق واتساب، وكأنه كان يشعر بقرب الرحيل، كان مكتوباً فيها (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء إلا من رحم ربي إن ربي غفور رحيم".
اليوم وري علي في الثرى في جبانة روضة الشهيدين، "لأول مرة يرقد بعيداً عن ابنه آدم الذي كُتب عليه أن يُيَتَّم ويُكمل بقية عمره من دون حضن والده"، قال محمود، قبل أن يختم: "نتمنى أن يرحمه الله ويدخله فسيح جناته، وأن يتم توقيف صادمه لينال عقابه".
سجل التعازي بالماسوف على شبابه المرحوم علي محمد سليمان
تعليقات: