الرؤية العالمية تدرس احتياجات قرى شرق صيدا

لقاء الفعاليات
لقاء الفعاليات


اطلقت «مؤسسة الرؤية العالمية» دراسة ميدانية حول احتياجات ومشاكل 16 قرية تقع شرق مدينة صيدا في الجنوب، في لقاء ضم رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات القرى المعنية وذلك بعد ظهر الجمعة 25 كانون الثاني 2008 في دار العناية الصالحية - صيدا.

الاعداد

اعدت اختصاصية التنمية أمل مكرزل دميان الدراسة واشرفت على تنفيذها بالتعاون مع فريق متابعة مؤلف من أربعة اشخاص وفريق محققين من 33 شخصاً.

تم تنفيذ الدراسة في الفترة الممتدة من شهر تموز 2007 إلى آخر شهر آب 2007، وهي حصيلة نتائج لقاءات مع الشباب، النساء، المزارعين، اللجان المحلية، المؤسسات الاجتماعية ومديري المدارس في القرى المعنية وهي: لبعا، عين المير، مراح الحباس، المية ومية، عبرا، عين الدلب، وادي الليمون، برتي، مغدوشة، طنبوريت، القرية، جنسنايا، الحسانية، كفرحتى، كفرفيلا، كفر ملكي.

الخلفية

انطلقت هذه الدراسة من تطلعات مؤسسة «الرؤية» العالمية وغاياتها الهادفة إلى تعزيز التنمية المستدامة، وهدفت إلى تشخيص الواقع الاجتماعي في قرى شرق صيدا، سعياً لإيجاد حالة من الوعي المجتمعي على معوقات التنمية والعمل لإشراك الناس في ايجاد البدائل الملائمة لتطوير وضعهم على كافة المستويات.

فالتبني الشعبي لمشاريع التنمية شرط اساسي لنجاحها بحيث يأتي التغيير وليد حوار على مستوى القاعدة وليس مفروضاً من القمة.

الدراسة

تقول دميان «شكلت هذه الدراسة بحثاً منهجياً يهدف إلى معرفة واقع المجتمع المحلي (مشكلات، احتياجات، إمكانات وحدود) وأخذت الدراسة بالاعتبار المستويات الآتية: البيئة المحلية بمكوناتها الطبيعة، التنظيمية من بنى تحتية، مؤسسات واماكن عامة وغيرها».

وعن واقع الفئات الاجتماعية تشير دميان إلى أن الدراسة جمعت معلومات عن واقع المرأة الاجتماعي، الصحي والتربوي وكذلك معلومات عن واقع الشباب والمزارعين. وتؤكد دميان على أن اعداد الدراسة اعتمد المنهج التشاركي كأساس للعمل التنموي «وقد شارك المجتمع المحلي بكل مكوناته في نقاش ذلك».

نتائج الدراسة

توصلت الدراسة إلى نتائج مختلفة على المستويات كافة وهي:

1- المستوى التربوي: هناك مدارس غير مجهزة بالمعدات الملائمة لتنمية الطالب والشاب وتأمين مستوى دراسي يؤهل الطالب للانخراط بمستوى علمي عال...

2- المستوى البيئي: (هناك خلل تنسيقي في لم النفايات وايجاد مكان للجمع والتدوير).

3- المستوى الاقتصادي: محدودية سوق العمل الذي يؤدي إلى ركود اقتصادي وعدم استثمار في مشاريع تنمي المنطقة وتؤمن فرص عمل لجميع الفئات الاجتماعية.

4- المستوى الشبابي: الهجرة إلى الساحل أو إلى الخارج، وغياب النشاطات الشبابية داخل القرية الواحدة أو القرى مجتمعة بهدف تأمين نسيج اجتماعي متوازن ومنفتح على الآخر.

5- المستوى الزراعي: صعوبة تصريف الإنتاج، وعدم التنوع في الانتاج، ونقص في المعدات الزراعية.

6- المستوى الصحي: غياب الخدمات الصحية الملائمة وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية في المدن المجاورة بوقت سريع وكلفة ملائمة.

وترى دميان أن الدراسة تعرض المشكلات في كل قرية والاحتياجات على مستوى الشباب، والمرأة والمزارعين.

كما تطرح المشكلات في المدارس، والحلول المقترحة في الاجتماعات التي عقدت مع مديري المدارس والهيئات التعليمية إلى جانب مشكلات في المستويات الأخرى.

ما بعد الدراسة

تقول منسقة المؤسسة في الجنوب لينا أبو رزق: «بعد هذه الدراسة سوف تنظم مؤسسة «الرؤية» العالمية ورشة عمل تدعو إليها الشركاء المحليين لمناقشة عميقة لنتائج هذه الدراسة ولرسم خطة تنموية مستقبلية تجيب على حاجات المنطقة ومشكلاتها وذلك أيضاً من خلال المنهج التشاركي مع المجتمع المحلي».

عمل المؤسسة

وكانت «الرؤية» العالمية بدأت برنامجها التنموي في المنطقة عام 1998 من خلال اعادة ترميم منازل الاهالي الذين عادوا إلى قراهم.

كما عملت المؤسسة خلال السنوات الماضية مع شركاء محليين في عدد من قرى شرق صيدا ونفذت عدداً من المشاريع التربوية، والصحية، والاقتصادية وعزّزت التعاون والترابط بين أهالي المنطقة.

كي لا تفقد المؤسسات صدقيتها

حصلت على نسخة من دراسة حول احتياجات ومشاكل 16 قرية في شرقي مدينة صيدا، نشرتها «مؤسسة الرؤية العالمية»، تميزت الدراسة بمنهجية علمية جيدة واستخدمت المنهج التشاركي الذي يسعى لإشراك قوى المجتمع المحلي في تشخيص المشكلة واقتراح حلها والمساهمة في تنفيذ الحل.

لكن ما لفتني أن الدراسة نشرت قولاً واحداً نسبته إلى أهالي القرى وهو: «أن هذه المنطقة ليست لنا ستكون في المستقبل للفلسطينيين، إذن لماذا نستثمر في مكان غير دائم وآمن لنا». صفحة 11.

ربما ورد هذا القول، على لسان أحد الأشخاص، لكنه لم يتحول إلى ظاهرة واسعة كي يتم تبنيه ونشره بشكل مميز وواضح. في حين ان مشكلات أخرى اجمع حولها ولم ينشر أية أقوال للأهالي عنها.

كما أنه مستغرب نشر هذا القول فقط نقلاً عن آراء الأهالي في دراسة بلغ عدد صفحاتها 77 صفحة وتناولت مختلف جوانب الحياة وصعوباتها في تلك القرى.

مع الملاحظة أن أحد أطراف الصراع الداخلي يستخدم فزاعة التوطين في صراعه مع الطرف الآخر فبدا وكأن أصحاب الدراسة مع هذا الاتجاه ضد الآخر، مما يفقد مثل تلك المؤسسات صدقيتها وحيادها السياسي.

ومن المعروف أن أعمال المؤسسة، ناشرة الدراسة، أتت لتعيد بناء منازل وترميمها إثر تدميرها من قوى لبنانية أخرى ليست فلسطينية، بعيد الانسحاب الإسرائيلي وحوادث شرق صيدا عام 1985.

معلوم أن الفلسطينيين في 7/1/2008 من الأونسكو (بيروت) أطلقوا إعلانهم في لبنان ليقولوا: لا علاقة لنا بالوضع الداخلي اللبناني، وأننا على مسافة واحدة من الجميع، وليعتذروا عما حصل منهم ومعهم خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ألا يكفي ذلك؟! أم أننا نسعى دائماً وراء «راجح» كي نسقط المسؤولية عن كاهلنا اللبناني؟

تعليقات: