صبحي القاعوري: الجزائر نحو المجهول


هذا البلد الذي دفع من خيرة شبابه اكثر من مليون ونصف شهيد ، تعاطف معه كل الشعوب العربية الخارجة من تحت الإستعمار والتي تكافح من اجل استقلالها .

هذا البلد يستحق شعبه كل التقدير والإحترام ، ولكن مصيره لم يختلف كحكم عن البلدان التي استقلت عن الإستعمار ، لتواجه استعماراً جديداً من الداخل (محبو السلطة) وهم أشد ظلماً من الإستعمار الفرنسي والأنكليزي والمستعمر الحديث "اميركا".

منذ الإستقلال عام 1962، تناوب على الحكم وزراء كان اولهم عباس فرحات لغاية عام 1963 حيث انتخب اول رئيس للجمهورية الجزائرية احمد بن بلة.

لم يستمر حكم بن بلة كثيراً ، حيث قام "هواري بومدين" بإنقلاب عسكري على بن بلة عام 1965 وابتدأ الرؤوساء إما بالتنحي او بالمرض ليحل محلهم من نفس جبهة التحرير الى أن وصل الأمر الى الرئيس الحالي " عبدالعزيز بوتفليقه " وهو رئيس جبهة التحرير الوطني عندما تأسست عام 1954 .

نظرة عابرة منذ الإستقلال والى اليوم نرى بأن الرؤوساء كلهم من جبهة التحرير ، وهذا يدعو الى التساؤل ، اليس في الجزائر رجال غير هؤلاء مع العلم كل الجزائريون ممن ينتمي او لا ينتمي الى جبهة التحرير شارك في التحرير ، والجواب على التساؤل ، حب السلطة والتسلط ، وهذا ما حدا بفريق بو تفليقة المنتفع من الحكم الإصرار على ترشيح بوتفليقه الى العهدة الخامسة ، مع العلم ان بو تفليقة غير قادر على معالجة شؤون نفسه بسبب مرضه فكيف بإدارة دولة ، ولكن شأنهم شأن كل الدول العربية .

الشعب الحزائري عانى الأمرين منذ الإستقلال الى اليوم ولم يحقق استقلاله شيئاً سوى القهر والذل ولا تختلف المعاملة عنها وقت الإستعمار بل ربما اكثر ظلماً وقسوة .

الجزائر أغنى الدول العربية بالنفط ولكن شعبه الأكثر فقراً ، وهذا الذي أوصله الى ما هو عليه الآن من احتجاجات ومظاهرات الآن بدأت سلمياً وللآن من ارقى المظاهرات والإحتجاجات ، ولكن فريق بوتفليقه يصر على ترشيحه لولاية خامسة ، وهذا الإصرار قد يؤدي بالتالي الى الفوضى الخلاقة كما ارادها الأمريكان لنا ، وبعد أن تشرذمت الفئات المحتجة على الترشيح ولكنها باقية في الميدان إلا أنها لم تستطع الإتفاق على مرشح واحد ، تاركة الساحة الى حزب العدالة ( الإخوان ) وهذا يعني أن الجزائر قادمة على ( سوريا جديدة ) .

الرئيس بوتفليقه : من ناضل ضد الإستعمار لخلاص الوطن من نير الإستعمار ، يستطيع أن يناضل ضد نفسه وضد فريقه لحماية الوطن من الفوضى ومن ( الإخوان ) ، ولينسحب من الرئاسة ويجنب الوطن والمواطن الويلات ومن ( الإخوان ) ، ولتُرشح جبهة التحرير من تراه مقبولاً من الجبهة بإستثناء فريق ال 19 وليترك للتاريخ سجلاً ناصعاً بدلاً من سجلٍ اسود .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: