غصن شجرة صنوبر تسبب بمقتله..


نهاية مأسوية لمزارع كرّس حياته لتربية أولاده، بسقوطه عن شجرة صنوبر أثناء قيامه بقطع أحد أغصانها، وقع أرضاً مضرجاً بدمائه، نقل إلى عدة مستشفيات، إلا انه استسلم في النهاية للموت... هو عبد الرحمن ياغي ابن بلدة بطرماز، الرجل المكافح الذي كتُب عليه أن يودّع الحياة في حادث مؤسف.

ضربة قاتلة

"غصن شجرة صنوبر تدلى على نافذة منزل ياغي، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ قرار بقطعه، وضع السلم وصعد، وأثناء قيامه بالمهمة هوى، اصطدم رأسه بصخرة، كان إلى جانبه ابنته وابنه، لنسارع بعدها بنقله إلى المستشفى"، وفق ما ذكر قريبه محمود ياغي لـ"النهار" قبل أن يشرح: "كانت الساعة التاسعة صباحاً، نقلنا عبد الرحمن إلى مستشفى عاصون الحكومي، فأُجريت له الإسعافات الأولية، ولأنه لا توجد معدات طبية لمعالجة حالته، نقل بواسطة إسعاف إلى مستشفى طرابلس الحكومي، ومن بعده الى مستشفى قيصر معوض. أُدخل إلى العناية الفائقة، كان أملنا أن يقاوم ويتماثل إلى الشفاء، لكن صُعقنا بخبر لفظِه آخر أنفاسه عند حوالي الساعة الرابعة من بعد الظهر، بعد أن أمضى في المستشفى الأخير مدة ساعتين فقط، ومع هذا بلغت قيمة الفاتورة مليون و350 ألف ليرة".

العزاء الوحيد

"أمضى عبد الرحمن حياته في أرضه يزرع ويسترزق لتربية أولاده الثمانية. وفي الأمس كانت النهاية"، قال محمود، موضحاً: "قبل الحادث بوقت قصير مرّ من أمام منزلي كوني جاره في البلدة، ألقى عليّ التحية، فلم أتوقّع أن يكون الوداع الأخير، وأن الموت بانتظاره. ووري عبد الرحمن في الثرى بعد صلاة المغرب، ليرحل تاركاً غصة في قلوبنا، فقد كان رجلاً كادحاً، تعب كثيراً خلال مشواره على الأرض، وعندما كبُر أولاده وخف العبء عليه أطبق عينيه إلى الأبد". وأضاف: "بلدة بطرماز ارتدت ثوب الحداد حزناً على فقدان عبد الرحمن. وحتى اللحظة لا أحد من أبنائها يمكنه تصديق أن من كان بينهم في الأمس بطيبته وعفويته لن يروه مجدداً. لن يمرّ عليهم ليلقي التحية، ولن يتبادل أطراف الحديث معهم. لن ننسى محبته للناس وشهامته ونُبل أخلاقه والابتسامة التي لا تفارق محيّاه، التي ستبقى هي العزاء لنا ومنها نستقي الصبر والسلوان".

حادثة وفاة عبد الرحمن ذكّرت بحادثة وفاة ابن بلدة قرنايل عمر نايف الأعور في شهر أيلول الماضي بعد أن سقط عن شجرة الصنوبر أثناء قيامه بتقليمها، فكانت الضربة على رأسه، ليخسر على أثرها حياته.


تعليقات: