هكذا ودّع شعب الشيلي رئيسته بعد انتهاء ولايتها


اثر انتهاء مدتها الرئاسية لرئيسة الشيلي السابقة ميشيل بشليت، وانتخاب انريك باينا نياتو العام الماضي، تجمهر المواطنون الشيليون لتوديعها.

ميشيل باشليت، ذات الشعبية الكبيرة غادرت القصر الرئاسي وسط حفل توديع من مواطنيها، مليئ بالورود وبهتافات أقل ما يمكن أن تدل عليه، هو حب الشعب الشيلي لباشليت، التي ودعت مكتبها بعد أربع سنوات قضتها فيه، من العمل على رفع النمو الاقتصادي واصلاح الصحة والتعليم، وفرض المساواة بيه مختلف أطياف شعبها.

ولم تتورط الرئيسة الشيلية المنتهية ولايتها في قضايا الفساد المالي ولا الإداري على عكس عدد من الرؤساء السابقين في أمريكا اللاتينية، بل خرجت من مكتبها كرئيسة مخلصة لشعبها، بمعاشها التقاعدي رصيدها حب الناس وذكراها العطره ليس لها حسابات سريه مسروقة.

وميشيل بشليت تركت منصبها عام 2010، بعد أن حكمت البلاد لمدة رئاسية بين 2010 و 2014 لتعود إلى المنصب في انتخابات 2013، ولكنها عندما تركت المنصب، كانت لا تزال تتمتع بشعبية تفوق الثمانين في المئة.

لكنها لم تستطع الترشح ثانية لأن قانون الانتخابات التشيلي يمنع الرئيس من البقاء في السلطة لولايتين متتاليتين.

من هي بشليت؟

باشليت طبيبة أطفال، وابنة الجنرال ألبيرتو باشيلي مارتينيز وقد ظل والدها وفياً لسلفادور أليندي، الرئيس الاشتراكي الذي قُتل بعد الانقلاب العسكري عام 1972.

ولدت ميشال باشليت يوم 29 سبتمبر/أيلول 1951، درست الطب منذ 1970 بجامعة تشيلي، ودشنت مسارها السياسي بالانخراط في الشبيبة الاشتراكية.

قتل أبوها بعد انقلاب 1974 بعد تعرضه للتعذيب أثناء التحقيقات، واعتقلت هي وأمها قبل أن يتقرر نفيهم من البلاد عام 1975 إلى أستراليا ابتداء، ثم ألمانيا لاحقا، حيث واصلت دراسة الطب.

عادت باشليت إلى بلادها عام 1979 وحصلت على دبلوم في الجراحة، وشاركت في العمل الاجتماعي لدعم عائلات المعتقلين وضحايا النظام العسكري.

عينت في مارس/آذار 2000 وزيرة للصحة في حكومة ريكاردو إسكوبار، وسنة 2002 عينت وزيرة للدفاع، وهي أول امرأة في تاريخ تشيلي وأميركا اللاتينية تحتل هذا المنصب.

وفي مارس/آذار 2006 انتخبت باشليت رئيسة للبلاد إلى حدود 2010، وعادت مجددا إلى كرسي رئاسة تشيلي بعد فوزها بالانتخابات الرئاسية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2013.

خلال ولايتها الأولى نجحت باشيلي في إضفاء طابع ديمقراطي على قوات البلد العسكرية وقدّمت الدعم لضحايا الحكم الديكتاتوري، وفي نهاية عام 2013، انتُخبت مرة ثانية لتخلف السياسي اليميني سيباستيان بينيرا.

وتغيرت الشيلي في فترة الحكم الثانية لبشليت صار الناس أكثر نضجاً وإدراكاً لحقوقهم، يريدون أن يشاركوا وأن يكون لهم تأثير في مسائل مثل قرار بناء محطة طاقة ومكان تشييدها.

تعليقات: