مارفن ابن الـ4 سنوات توفي قبل الوصول إلى المستشفى


صورته التي توسطت ورقة النعوة صدمت كثيرين، ابن الأربع سنوات توفي بين ليلة وضحاها، لم يستوعب أحد ما جرى. مارفن حبيقة، خذلته الحياة باكراً ليترك عائلته واصدقاءه في الصف وكل من عرفه في صدمة وحزن شديد. الحداد يلف المدرسة، هي التي أصدرت قراراً بالإقفال حداداً على ابنها الصغير، وبالرغم من كل الشائعات والتكهنات التي رافقت موته إلا ان الحقيقة الثابتة لغاية الآن "لا تفسير طبياً حول سبب الوفاة في انتظار نتائج الفحوص التي ستصدر غداً".

فاجعة الموت ألمّت بالعائلة والمدرسة والطلاب والأساتذة وكل من عرف مارفن، حزن لا يُضاهيه اي كلام، لكن يهوى البعض لعبة التهويل "وكأن الطفل كان يحمل وباء قاتلاً". ما جرى بعد وفاة مارفن معيب جداً "تسجيلات صوتية تطالب بتعقيم المدرسة وتبث الهلع في نفوس الأهالي، نتفهم خوف الأهالي لكن حتى الساعة لا شيء يؤكد سبب الوفاة، فلماذا الحديث عن بكتيريا وفيروس خطير وقاتل في المدرسة؟

نهار الجمعة، ارتفعت حرارة مارفن بينما كان في الصف يتعلّم مع أصدقائه، وكردة فعل بدهية وطبيعية اتصلت إدارة المدرسة بوالدته لاصطحابه. قيل انه لم يصمد لأكثر من 24 ساعة بالرغم من اتصال الوالدة بطبيبه تُطلعه عن وضع ابنها الصحي. وتروي لنا والدة ابنة احد زملاء مارفن في الصف لـ"النهار" ان "الطفل عانى من حرارة مرتفعة واصطحبته والدته الى المنزل بعدما اتصلت بها ادارة المدرسة. كلنا نمر بهذه التجربة، اولادنا جميعهم يمرضون لا سيما بسبب الطقس والفيروسات، الكل اليوم يواجه المرض بطريقة او بأخرى الكبير كما الصغير. لكن ما جرى مع مارفن يجعلك تقف مذهولاً امام حالة الهلع والخوف نتيجة وفاته. تسجيلات وتخويف من انتشار بكتيريا في المدرسة ونداء بضرورة تعقيمها".

تتابع الوالدة قائلة "كلنا نخاف على اولادنا، لا أخفي عليك لقد اتصلت بطبيب ابنتي لأخبره بما جرى وطمأنني انه لا داعي للخوف وفي حال ارتفعت حرارتها أتصل به. صحيح ان الوفاة المفاجئة هزّت الكل، المدرسون في حالة صدمة وذهول، جميعهم بكوا على هذا الملاك الصغير، ليس سهلاً عليهم ان يفقدوه بهذه الطريقة".

من ناحيته، أكد المدير العام في مدرسة المريميين الشانفيل إدوار جبر في حديثه لـ"النهار" اننا "اقفلنا المدرسة حداداً على ابننا وتضامناً مع العائلة والوقوف معهم في هذه المحنة الصعبة والمؤلمة. وسنتوجه الى بسكنتا لمرافقته في مشواره الأخير وتقديم التعازي لوالديه".

وعن تعقيم المدرسة؟ يشدد جبر على ان "المدرسة تعقم بشكل دوري وليس نتيجة وفاة مارفن. حتى الساعة لم يصدر اي شيء طبي يفسر سبب الوفاة، لذلك نحن في انتظار صدور النتائج الطبية غداً وعندها سنصدر بياناً رسمياً نوضح فيه كل ما جرى دون اخفاء اي معلومة، من حق الأهالي معرفة ما حصل ولكن بطريقة علمية وموثوق بها. لا صحة لإصابته ببكتيريا او فيروس او حتى التهاب السحايا (meningite). نحن على تواصل دائم مع المستشفى وعند صدور اي شيء رسمي سننشره فوراً".

لكن ماذا يقول المستشفى في هذا الصدد، علماً ان مارفن توفي في طريقه اليها؟ علمت "النهار" انه "حتى الساعة لم يصدر أي بيان عن مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي - الروم، ستصدر نتائج الفحوص غداً وعلى اساسها لكل حادث حديث. في الوقت الحالي ينعقد اجتماع طبي لدراسة الملف كاملاً وتقييم ما جرى".


تعليقات: