في وداع طارق شهاب


ان يغيب عنا اليوم وإلى الأبد الأمير طارق شهاب في الذكرى الثانية والأربعين لاستشهاد كمال جنبلاط الذي كان رئيسا للحزب التقدمي الاشتراكي وأختار أبا زياد نائبا له لسنوات طويلة.. إشارة رمزيةإلى حجم الوفاء الذي كان يتمتع به ابن حاصبيا وسليل الدوحة الشهابية..وهو وفاء بقي ملازما له في علاقته بكمال جنبلاط الرئيس والشهيد..والمعلم...

لقد جمعتنا بالأمير طارق في أواخر ستينيات القرن الفائت واوائل سبعيناته تجربة رائدة في توفير صمود الجنوبيين في وجه الاعتداءات الصهيونية لا سيما في منطقة العرقوب وسائر القرى الحدودية...

كان طارق شهاب رئيسا للمؤتمر الوطني لدعم الجنوب الذي كان زميله المحامي خليل بركات أمين سره وقد لعب المؤتمر دورا لافتا في بناء الملاجىء ودعم مشاريع إنتاجية محدودة وتأمين أسواق لمنتوجات زراعية جنوبية وتوفير منح طلابية بالاضافه الى دوره بالتعاون مع أحزاب وقوى وطنية التقدمية في إطلاق انتفاضة مزارعي التبغ في مطلع عام ١٩٧٣ ،والتي استشهد فيها برصاص السلطة أمام مقر الريجي في كفر رمان المزارعان نعيم درويش وحسين حايك،...تلك الانتفاضة شكلت آنذاك مع انتفاضة عمال غندور وإضراب المعلمين ومعركة الأفران ومعركة كسر احتكار قاديشا والحراك الطلابي الواسع ملامح انبعاث الحركة الشعبية والوطنية الفاعلة في لبنان...

ان خير ما نقوم به ونحن نودع مناضلا بارزا وقائدا صادقا ومحاميا بارزا كطارق شهاب أن نستذكر تلك الأيام المضيئة من تاريخ لبنان المعاصر حين كان النضال الوطني والقومي مرتبطين بالنضال الاجتماعي وحين كان النضال بكل تجلياته عابرا للعصبيات الطائفية والمذهبية المدمرة.

تعليقات: