تكريم الاعلامي أحمد زين الدين على 50 عاما في عمله الصحافي


النبطية –

نظمت جمعية " كتابي" احتفالا تكريميا للاعلامي أحمد زين الدين لمناسبة مرور 50 عاما على عمله الصحافي وتوقيع كتابه الجديد " رئاسيات وانتخابات" ورعاه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف قصيفي ممثلا بعضو النقابة حسين سلامي، وذلك في مجمع الوالدين في بلدة الدوير – النبطية وحضره النائب السابق نزيه منصور، منفذ منفذية النبطية في الحزب السوريالقومي الاجتماعي المهندس وسام قانصو، عضو قيادة حركة امل في الجنوب المحامي ملحم قانصو، نائب أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الشيخ فضل مخدر ،وفد من رابطة المتقاعدين المدنيين في محافظة النبطية، شخصيات ووجوه اجتماعية وثقافية واصدقاء.

بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى المربي مصطفى حوماني كلمة ترحيبية ، ثم ألقى نائب أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الشيخ فضل مخدر كلمة قال فيها :

في هنيهات من عمر اللحظة.. أو حتى من عمر الدهشة يتوقف الحبر عن الجريان، فأنت أيها العقل المحمّل بآلاف الصفحات، والأوراق والقراءات ووجهات النظر، وجهات الحكايات، بل وجهات الحياة على اتساعها أو ضيقها، وتلك الأيام العابرة في الرؤى، بل مع كل ما تملكه أيها العقل قد تعجز أن تُجريَّ ذلك الحبرَ من جديد.

لا لشيئ.. سوى أنك وصاحبك تقفان على صفحة من بياض.. كأن لم تَرَيَا من قبل ومن بعد.

بالأمس كنت وقلمي ومن خلفنا مكتبتي نُحلق حول بياض صفحتنا ونمعن في النظر.. نحاول أن نجد نقطة انطلاق لانقياد حبرنا.. وصلتني رسالة من عالم الافتراض المغني على أعتاب غرفنا..

فتحت الرسالة، وإذا هي صورة لثلاث وريقات أرسلها صديق يشاركنا اليوم هذا المنبر..

رحتُ أقرأ .. وأعبر أسطر ما نصه صاحب مناسبتنا اليوم، وهو يبين أنها كتبت كنوع من السيرة الذاتية، وقد قدمها لأحد الباحثين كان قد طلبها منه من قبل.

بلى.. عبرتُ السطور أتنقل على أحرفها التي تفوح برقة صاحبها، والمحملة بأثقال تُعجز أكثر من عقل.

فرحتُ أتأمل في خاطري.. وأستنهض صورة صاحبي.

فقد أُعطي من الجسم بساطته وليس بسطته.. ومع ذلك كان عصياً على البيادر، والطرقات، والشطآن.

يقولون إن الأشياء تولد من رحم المعاناة..

هذا الرجل الذي ترونه أمامكم (كما قرأت في تلك الوريقات) كان بائع كعك، وبائع بوظة، وكشة، وصبي فرّان، وعتّال مرفأ وقد ولد فلاحاً، ظل يبذر في الأرض أحلامه ويمضي.

وهو الآن على ما هو عليه مما ستسمعونه عنه مني أو من غيري مِنَ المتحدثين.

لكنني قبل ذلك أصارحكم، أنني قبل أن اكتب وفي لحظات البياض تلك بيني وبين نفسي وعقلي. لم أجد لي طريقاً إلى الكتابة إلا بالتجربة. أي تجربة ما كان يعمل صاحبنا، فتجريب الأشياء يعطي أنجع النتائج.

بالطبع لن أتمكن من بيع الكعك ولا الكشة ولا البوظة، فقد أقع ببراثن التهمة وكفانا نحن المشايخ من تهم.

فلم أجد لي بين تلك الأعمال إلا العتالة، فقد أوتيتُ من بسطة الجسم ما يفتح لي باباً على التعتيل، ولكن ليس في المرفأ.

قررت أن أفرغ مكتبتي من كل الكتب التي فيها وأعيد ترتيبها من جديد.

وقد أقترح على أهل بيتي أن نعيد ترتيب أثاثنا وأن أكون عتّال هذا المقترح.

وأصارحكم أكثر.. فقد وجدتني أعجز حتى عن ذلك، فلا العمر ولا الصحة يعينان مع بسطة الجسد.

فما كان إلا أن حملت تلك الوريقات وأعدت قرأتها من جديد، ومررت مجدداً على ما ذكره.

لقد وجدتها.. بلى وجدتها.. فهو لم يكن مجرد بائع فحسب، فقد كان يحمل طاولة الكعك بيده ويتأبط كتاباً في اليد الأخرى، وحين يكون عتالاً أو صبيّ فران كانت له زاوية من المرفأ، أو مقعد راحة في المخبز لا يجالس فيه إلا ذلك الكتاب.

تخيلته عندما حصل على شهادة تعليمه وقد انكفأت أعمال الجسد وحلّت أعمال القلم والعلم والثقافة، فرأيته معلماً تارةً ومساعد محامٍ تارةً أخرى، ومراسلاً وكاتباً صحفياً وباحثاً... ولكن لم يستوقفني شيئ مما يثير حبريَ، فقد كان مشابهاً لعددٍ من أبناء جيله، أولئك الذين أتوا من تراب القرى ليرسموا ثقافة المدينة، إلى لأن وصلت إلى فقرةٍ مما كتبه فأدهشني فيها يقول صاحبنا: "رأيت أول أحلامي الجميلة على أكوام القمح في بيادر القرية والليالي المقمرة.. ورسمت حلمي في صورتين، كي لا أنسى شكله وطيفه وحضوره البديع، ورافقني في أسفاري، ولم تزل تلك الصورتان كنزاً في وثائقي وسجلاتي".

قل لي يا صاحبي: هل للأحلام هيئة تُرسم؟.. هل يمكن تصويرها؟.. ألها شكل بطولٍ وعرض؟.. إن كان الحلم جميلاً كما تقول، فهل هو أنثى؟.. أم أنه شابٌ وسيمٌ تربّع على عرشٍ من عروش العاشقين؟..

إن كان للحلم شكلٌ فهل له وزن؟ هل خفَّ عليك حمله أم ثقل؟..

أيمكننا أن نحصل على نسخة من صورته؟ أو قل يا صاحبي: هل يمكننا الوصول إليه؟ أم له خارطة طريق سلكتها يوماً فوصلت وحدك؟ دوننا.

أم أن من حولك أو نحن عموماً نحتاج إلى تكنولوجيا غوغل في الخرائط لنصل؟.

عفواً.. عفواً يا صاحبي.. إن كان حلمك شكلاً جميلاً.. ذا قِوامٍ أهيف وأسيل خدٍ، وقد رسمته وغلفته وحفظته، فهل له ثغرٌ ينطق أو صوت يحكي؟.

هل أفصح عما فيه؟ أم ما زال يتغلغل في بواطن نفسك وعقلك ينتظر لحظة يصدح؟.

لا أدري فأنا أرى أن الأحلام ثقيلة، وحِملُها يُنهكُ، وإن استعصت على النطقِ تُثقل أسفارنا.. فكيف سافرت محملاً بها؟ بها يا صاحبي!!.

كيف لي أن أخبركم كم لهذا العتّال من سعة بال وطاقة يغبطها الحرف وينأى بها الورق.

يا صاحبي، لا تنأى بحلمك، ولا تحفظ صورته في محفظة ذاكرة، ولا سجل توثيق.

بل زدنا من معين اتقاده، لنسرج قنديل أحلام أجيالنا ونفتح لهم في مسرح الأيام نوافذَ اشراقاتٍ من الثقافة والمعرفة، وإن تراكم على أكهلهم كمّ هذي البهرجات، في آفاق من بلادٍ عز فيها نظراء جيلك وقلّ فيها الحالمون.

ولا يسعني وأنا أبارك لك مكرماً، وأشدُّ على يد المكرمين إلى أن أقول لك: كن كما أنت.

انا لا أراك بسوى حلمك الجميل، فته به، مستمسكاً كما جيلك بتراب القرى.. ولمثلك تَرسُمُ الأحلامُ جمالها، يا عتال الاحلام.

ثم كانت ممثل راعي الاحتفال الصحافي حسين سلامي قال فيها: يسعدني ان انوب عن نقيب محرري الصحافة اللبنانية الزميل جوزيف قصيفي في رعاية هذه الاحتفال لتكريم الزميل الاستاذ احمد زين الدين الذي افنى عمره خمسين عاما في بلاط صاحبة الجلالة جنديا في مهنة البحث عن المتاعب ، جاهدا لتقديم الحقيقة عارية ولتعميم المعرفة وسيلة لتحقيق الوعي على مختلف الصعد الاجتماعية والسياسية والثقافية ، فخاض غمار كل باب من ابواب الصحافة، وهذه الوقفة اليوم ليس الا عرفانا بالجميل لما قدمه الزميل احمد فغرس في النفوس وعيا وحرية عمل على مذبحها طيلة سنوات تألقه في الصحافة اللبنانية التي كان له فضل في معظم مؤسساتها، واود ان اقول انني اقف هنا وهذا لسان حال نقيبنا الاستاذ جوزيف قصيفي تعبيرا عن الافتخار بما مثله الاستاذ احمد وهو مازال قادرا على ان يكون بقعة ضوء تنير درب العطاء في ميدان مهنة تقلق ولا تفتري ، تراقب ولا تعاقب ، تقوم بالاعوجاج بالكلمة الحرة الصادقة ، سلاحها قلم لا ينضب حبره، له لسعة موجعة من دون ان تجرح ، تقلق ولا تقتل، تؤلم من دون اثر بين ، وقد علمتنا مهنتنا ان كل الناس تحبها وان المخلين والمخالفين يخشونها وان فرسانها لا ينتظرون تشجيعا ولا شكرا، على ما يفعلونه، الفكر والاريحية والبحث والمتابعة يحكمها جميعا الضمير الحي هي وقود علمهم.

وقال : مسيرة الصحافي تكرم ذاتها مع كل تجدد وتقدم، ولكن نقابتنا درجت منذ مدة على ان تقوم بلفتة مشكورة في تذكير من امضى خمسين عاما في المهنة تنه بلغ عيده الذهبي ، ومناسبة اليوم هي ان الاستاذ احمد يلمع في مقام ذهبي ذي قيمة معنوية كبيرة وان كان العصر قد بدل المقاييس، ولم يعد الرعيل الاول من الصحافيين امثالنا يليق باعلام العصر الالكتروني الذي لا يصادق حقيقة ، لا بل هو خطر عليها، حيث لم يعد هناك وقتت للتحقق من هدف الخبر وقيمة الرأي ، فصار كل ذلك افتراضيا، وتكاد تكون الحقيقة افتراضا امام ما نراه اليوم من تحويل الاشاعة الى خبر والرأي الى سلعة ،فاننا مهما قلنا لن نفي زملاء الرعيل الاول ومنهم احمد زين الدين حقهم ، نظير ما قدموه في الميدان الذي سقط لنا فيه شهداء ومظلومون ، وعانى غيرهم القهر والاضطهاد، ثمنا لتبيان الحقيقة التي افنوا شبابهم بحثا عنها وتجسيدا للحرية وصنعا للوعي الاجتماعي والسياسي وتحفيزا للاحرار على النهوض لصناعة المستقبل

وقال : على مدى خمسين عاما امتشق زميلنا القلم ليبدع على الورق افكارا، قصد فيها تسديد القول وتوجيه الاداء او على مدى نصف قرن من الزمن شبت فيه اجيال من هذا المجتمع تنهل منه ومن رفاقه وزملائه عصارة الفكر الذي يزكي العقل وينير سراج الذي افنى كل عمره في البحث عن الحقيقة

وقال: ان من نحتفل في تكريمه اليوم لم يعرف عنه سوى التواضع في اطلاق الكلمة والفكرة والاحترام في تعميم الرأي والقبول في سماع الاعتراض ، فزادنا معرفة للالىء جوهره المكنون

وقال: انني باسم النقيب قصيفي وعرفانا من نقابة المحررين اقدم له هذا الدرع التكريمي

وكانت كلمة رئيسة جمعية " كتابي" صفاء شميساني غندور قالت فيها "نكرم اليوم الاستاذ احمد زين الدين الذي امضى 50 عاما وهو ينثر عطره، فيفوح ربيعا يزهر في كل مكان ، 50 عاما وهو ينسج ذكرياته على شبابيك العمر، 50 عاما وهو يحمل في قلبه هذا الكم الهائل من الحب، تحياتنا له، لاسمه، لصوته ـ لعينيه المشرعتين دائما على الكتاب ـ لقلمه المعمد بزيت الكبرياء، الرجل الذي عجن لقمة عيشه من قمح يديه وحفظ صوته مفردات الكد، وحمل فوق كتفيه ارث التعب وارتشف الحرف مجبولا بعرق جبينه.

ثم القى رئيس ملتقى الالوان الفني والادبي الشاعر محمد علوش كلمة اعتبر فيها ان " احمد زين الدين هذا القلم الصاعد من رماد الناس وقهرهم يمتلك حاسة الضوء والحياة والحنين والامل، هو الذي يعرف كيف يفجرصوته كلما اشتد الصمت وخيم الظلم وتعثر الامل ، يلمع بيديه مرايا الضمير كلما احس بثقل العيار، الحرف كهفه وفي كل ليلة يتنشق جدران كهفه، يتدخل دوما لكي لا نمضي في غيبوبتنا ، وطنه الحب من شماله الى الجنوب ومن بحره الى البقاع، هذا البناء الشاهق الذي نحتفي به اليوم بنى نفسه حجرا حجرا فمن بائع متجول وبائع كعك وصبي حمال طري العود في المرفأ الى صحافي يحمل على اكتافه هموم البلاد ، لا يمسح جوخا، ولا يتملق، يرسم نصه واضحا وصريحا ومفاجئا.

وكمانت كلمة لمحمد بلول ، وختاما كلمة المحتفى به الاعلامي احمد زين الدين قال فيها: احتار كيف ومن أين أبدأ؟

فأنا أقرأ في عيونكم اسمي وتضاريس دربي ومواعيدي وأعرف أن للخطوة مؤشراً بين المسافة والمسافة، وبين الوقت والوقت، وسأبقى اعتلي صهوة أيامي في مسار التعب وسأنشر دمي وتعبي وحبري وصبري، على صفحات تنتظر الكلمات.

فاعذروني لأقول لكم جميعاً، فرداً فرداً شكراً لكم، واعتبر أن الجنوب اعطاني حقاً وافراً وكبيراً على مسيرة عمري وعملي.

اما بعد..

فإني إذ اتقدم من جمعية كتابي بجزيل شكري وامتناني، لأنها اكتشفتني وانا الصحافي على مدى نصف قرن، كنت خلالها أبعد عن الضوء، لأن هدفي هو الحدث والركض ورائه لاقدمه للناس بحقيقته، ووضوحه.

اما كيف تعرفت إلى هذه الجمعية الرائدة فكان ذلك، حين تلقيت دعوة لحضور مناقشة رواية عالمية منذ نحو عامين.

كنت مترددا في البداية ،لأني اعتقدت ان هذه الجمعية كغيرها من الجمعيات "الثقافية والأدبية "المنتشرة في طول البلاد وعرضها ؛ لكني حسمت أمري وتوجهت إلى هذا اللقاء ،لانه غلب علي الحس الصحافي الاستطلاعي ،أضافة إلى أن اسم الجمعية اعجبني .

كانوا مجموعة من السيدات والسادة المثقفين والأكاديميين والأساتذة وربات البيوت وعاملين في مجالات مختلفة ..أنموذج مجتمعي مدهش اتفق على الالتقاء لاعادة الاعتبار للكتاب والحضور للرواية عموما والعالمية خصوصا ، واعادة الاعتبار للقراءة والمطالعة ،في ظل انتشار وسائل الاتصال الاجتماعي واتساع الشبكة العنكبوتية،ومحركات البحث.

نقاش جذاب،حوارات اخاذة وهادفة في عالم صغير جميل ومدهش .

ادهشني أمر هذه المجموعة الجميلة والرائعة في زمن "الثقافة"الردئ ..

الكل فيها يقتني الكتاب ويقرأ ويستوعب ويناقش ،ومجموع الأفكار تشكل أبدع أنواع النقد والمعرفة والتحليل واعطأء الخلاصات المفيدة .

وصرت احرص على تلبية لقاءات "كتابي" والذهاب من بيروت إلى حاضرة جبل عامل، لأكون واحدا من هؤلأ الذين يتنفسون هواء ثقافيا نظيفا ، لكن ارتباطي لاحقا بدوام عمل مسأئي،حال دون متابعة هذا الفضاء النقي الذي حرصت على أن أتابع نشاطه و اخباره واتنفس اوكسجينه ولو عن بعد .

شكرا لكم جمعية "كتابي" ولعالمكم الرائع.

شكراً سيدة صفاء شميساني لقد اتعبتك واتعبتكم بسبب ترددي وخوفي وأنا الذي تعودت أن اكون وراء الحدث، فجعلتموني أمامه.

والشكر الذي أريد أن أقدمه لأصحاب الفضل، فهو لمجمع بر الوالدين، حيث ابدى الصديق الحبيب البروفيسور نسيب حطيط منذ لحظة صدور كتابي الجديد "رئاسيات وانتخابات" كل استعداد وكرم لاستضافتي في هذا الصرح الإنساني الرائع، الذي يهتم بتقديم الخدمات في مجالات التعليم والثقافة والتربية والعلوم والفنون، بالإضافة إلى الاهتمام بالعمل التطوعي في المجالات التربوية والاجتماعية وبناء وإدارة مؤسسات للتعليم في كل مراحله.

وإنشاء مكتبة عامة وتأسيس مركز ابحاث ودراسات لتقديم الدراسات في شتى المجالات التي تعني المجتمع وتسهم في تطوره.

وبهذا ربما يتكامل صاحب الدعوة والمستضيف، فشكراً لكم ايها الأحبة والأصدقاء.

وبعد..

فإني اشكر من أعماقي السادة الذين تحدثوا عني، واحتار ماذا أقول لكم، فلقد عذبتكم، وربما اتعبتكم، وانا الذي يأتي بالخبر والمعلومة من قلب السبع، كما يقولون، دون تردد أو وجل، اخجل واتلبك أمام كلمات الإطراء، فشكراً لكم من القلب، وأمل أن ابقى عند حسن ظنكم.

شكراً شيخ فضل، شكراً للنقيب جوزيف قصيفي ممثلاً بالصديق العزيز الزميل حسين سلامة، شكراً سيدة صفاء، شكراً دكتورة ليلى والصديق الحبيب محمد علوش، شكراً للشاعرمصطفى حوماني على ما اعطاني,

ماذا بعد....

فأنا الآن اعرف قيمة نقاط من دمي تطهرت يوماً بتراب الجنوب.

واعرف قيمة تعبي ونقاط من عرقي اغتسلت بأرض عاملة.

فقد كنت انتظر..

وبقيت اعتلي صهوة أيامي في مسار التعب

كان يلاطم ملح الليل وجهي.

ويمتد في جفني صرير الحطام

ترف اماني القلب في زرقة السماء

ويلمع نجمي في قبضة تراب

كنت اصطلي بالنار من كل الجهات

واحلم بشذى الأرض في لحظة مطر

يا بارى هذا القوس المشدود

تقدم

فجنوبي صنع نصراً في ايار 200 وتموز 2006 لم يذقه العرب منذ سقوط غرناطة في الاندلس عام 1492م.

ايها الأحبة

لقد غمرتموني بمحبتكم ولطفكم .

احتار ماذا أقول:لكني اعدكم وانا على حفاف العمر اني سأبقى كما تعرفوني ،لن أكون إلا حاملا معكم احلامنا .

اعدكم بأن الكلمة الساقطة والمبتذلة لن تجد طريقها إلى فكري وقلمي .

سأبقى من ذاك الرعيل الذي جعل النازي يرتجف يوما ليقول : "كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي. ".

الكتابة ستبقى بالنسبة لي مهمة ثورية .

رحلة عمري ستبقى درسا طويلا :لن أتغير ولن اتبدل..هكذا كنت وهكذا انا

الحب وفاء

والعطاء وفاء

والموت وفاء

شكرا لكم يا أحبتي

وإعدكم اني سأبقى استمطر الحلم كي نزرع الشمس .

واستلهم حبات التراب لاحث الخطى نحو الحالمين بافاق أزمنة وردية

شكرا لكم

هذا هو وجهي

قراءة للحروف ،للأسماء، للحظات التي جاءت وتجيء..للذي رفع زندا ،او قلما أو. مشعلا،للشهداء الميامين وللجرحى البواسل.

قراءة للتواريخ والمواليد ،واللون الذي تصنع منه الوان ،وحكاية زيتونة من جذعها النار، ومن أوراقها الاكاليل والبيارق ..وقصة سنبلة قمح صارت حقلا ومن ثم خبزا

شكرا لكم

ختاما: أود في هذه المناسبة أن أشير إلى إن هواي جنوبي.

فأنا جدتي لأبي جنوبية

وشريكة عمري جنوبية، وأود أن أشكرها بالمناسبة امامكم لأنها تحملت على مدى أربعين عاماً عنادي وفوضويتي وانتشار الكتب والصحف والمجلات في مختلف أنحاء المنزل فتحملت وتحملت وما تزال شكراً حبيبتي ناريمان.

وابنتي التي أرى فيها حياتي وقلبي وعمري صارت جنوبية من هنا من الدوير وجعلتني احس بقيمة العمر والحياة بحفيدي والثالث على الطريق..وهاهو ابني يقيم حديثا في حاضرة جبل عامل في النبطية .

بعد ذلك تسلم زين الدين درعا تقديريا من ممثل مقيب المحررين ومن رئيسة جمعية كتابي صفاء شميساني ، وقع كتابه للحضور







































تعليقات: