الحريري في البقاع الغربي: علوية يتمتع بدينامية عالية


جالت رئيسة كتلة “المستقبل” النائبة بهية الحريري في منطقة البقاع الغربي، في اطار جولة بيئية بعنوان “الليطاني اولا”، واطلاق البرنامج التدريبي في مركز القيادة والتواصل التابع لمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة.

بدأت جولتها بزيارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في سد القرعون يرافقها النائب محمد القرعاوي، وكان في استقبالهما المدير العام للمصلحة الدكتور سامي علوية الذي رحب بها، مثنيا على “جهودها في اطار العمل لخطة انقاذية لنهر الليطاني”.

وبعد جولة على القرعون، قدم علوية شرحا مفصلا عن “سعة البحيرة وواقع سد القرعون ولا سيما بعد الهطولات المطرية الكبيرة هذا العام”.

بعد ذلك، انتقلت الحريري الى الطرف الشرقي لسد القرعون حيث استقبلها حشد من ابناء بلدة القرعون على وقع الموسيقى ونحر الخراف واقيم احتفال حضره، الى النائب القرعاوي، منسق “تيار المستقبل” في البقاع الغربي علي صفية ورئيس اتحاد بلديات البحيرة المهندس يحي ضاهر ورؤساء بلديات وفاعليات.

وتحدث احمد عسكر الذي نقل الى النائبة الحريري “معاناة الصيادين بحيث منع العشرات من ممارسة مهنة الصيد مصدر الرزق الوحيد لعائلاتهم”، وطالبها بـ”الاسراع في الخطوات اللازمة لانقاذ نهر الليطاني من الكارثة التي طاولته وطاولت الزراعة وكل ما هو حي في محيط مجرى النهر”.

وقالت الحريري: “أنقل اليكم تحيات دولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري الذي يتابع لحظة بلحظة وعن كثب كل ما له علاق بملف الليطاني ومعضلة التلوث واللجنة الوزارية المعنية بهذا الشأن باتت جاهزة وبرئاسته لاتخاذ الاجراءات اللازمة.

وقالت ان الحل يقتضي بتضافر كل الجهود الحكومة والمجلس النيابي، وكل الكتل النيابة اجمعت على حل هذه المعضلة الوطنية لان الليطاني له تفرعاته واثاره السلبية على كل المناطق”.

وأضافت: “ان الرئيس الحريري لا يكل ولا يمل للنهوض بالبلد كما كان والده الشهيد خدمة للبنان وقضاياه”.

ونوهت بـ”الدينامية العالية التي يتمتع بها رئيس مصلحة الليطاني الدكتور سامي علوية”، لافتة الى انها “على تواصل دائم مع دولة الرئيس بري الذي طالما سمعته يتحدث عن مشروعي ال600 وال800 لكون الليطاني قضية وطنية وليس قضية مناطقية”.

وتفقدت الحريري معمل إبراهيم عبد العال في مركبا واستمعت من المشرفين عليه الى شرح مفصل عن توليد الطاقة الكهربائية فيه وقدرة إنتاجه ومدى إمكان تحديثه مستقبلا ليصبح قادرا على تغذية أشمل واوسع للدائرة الحالية.

ثم انتقلت الى مركز القيادة والتواصل التابع لمؤسسة الحريري في بلدة المرج لاطلاق مشروع “الليطاني اولا”، وكان في استقبالها وزير الاعلام جمال الجراح وحسين حيمور ممثلا وزير الصناعة وائل ابو فاعور، والنواب: القرعاوي، وعاصم عراجي وهنري شديد، والنواب السابقون: انطوان سعد، ناصر نصرالله، وامين وهبي، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الاسلامية الشيخ علي الجناني، مستشار الرئيس الحريري للشؤون السياسية في البقاع الغربي علي الحاج، رئيس اتحاد بلديات السهل محمد المجذوب، منسق “تيار المستقبل” في البقاع الاوسط سعيد ياسين، ومنسق “المستقبل” في البقاع الغربي علي صفية، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

بعد النشيد الوطني، ألقت الحريري كلمة قالت فيها: “نلتقي اليوم على ضفاف الليطاني، هذا النهر العظيم الذي شكل شريان حياة لكل اللبنانيين بكل اسباب الحياة من المأكل والمشرب الى النور والطاقة وتشكلت على ضفافه مجتمعات أمنة حرثت وزرعت وحصدت ورجدت وبيدرت ودرست واحتفلت بموسم الخير والعطاء وعلمت ابناءها ارفع العلوم وفتحت قلبها في القرعون لتحتضن ذلك الانجاز الوطني الواعد باقامة سد القرعون لتعزيز قوة لبنان بالطاقة والانتاج وتواجه العداء بحفظ الثروة”.

وأضافت: “جئنا على ضفاف هذا النهر الكريم لنعتذر منه على اهمالنا وتنكرنا لعطاياه وكيف حولناه اداة للموت بعدما كان سببا عظيما للحياة. نعم ان هذا المركز المتواضع هو اعتراف منا باهمالنا وتقصيرنا، حكومة ومجلسا نيابيا ومجالس بلدية ومنظمات دولية وهيئات اهلية، بما ارتكبناه في حقه وفي حق الاجيال الصاعدة. ان مسيرة التكفير عن قضايانا تجاه نهر الليطاني لاتكون باستحداث مركز من هنا ومركز من هناك، بل بالعمل الدؤوب والمتكامل على المستوى الوطني والحكومي والاهلي والقطاع الخاص وعلى مدى السنوات المقبلة نكفر عن خطايانا وارتكاباتنا في حق انفسنا وفي حق اجيالنا الصاعدة. انني اشكركم جميعا على تلبية هذه الدعوة واننا كمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة سنقوم بما يتوجب علينا من الان حتى يعود الليطاني الى رونقه وتألقه سليما قويا معافى وملهما ورافدا للتقدم والازدهار”.

وتابعت: “اننا نتطلع الى الحكومة وقراراتها لتتحمل مسؤولياتها الوطنية والى المجلس النيابي وتشريعاته الحازمة، وانني أعدكم بأن يكون منذ الان الليطاني اولا في اهتماماتنا ومتابعتنا من خلال البرامج والتدريبات. ويدنا ممدودة لكل الهيئات الاهلية والتمثيلية والمنظمات الدولية لنجعل من الليطاني اولا قضية وطنية انسانية وليس مجرد اجتماعات وتصريحات. ان هذا المركز ما كان ليقوم لولا الدعم من مؤسسة “تاتش” لحرصها على ان تقدم الى الشباب اطرا” ومنظومات للتمكين والتدريب، بالتعاون الكامل مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة. وهنا اتوجه بالشكر الى معالي الوزير الجراح الذي وقع هذا القرار عندما كان وزيرا للاتصالات. فالمركز للتواصل والقيادة وسيشهد هذا المركز حيوية كبيرة حتى يقوم بدوره ضمن المجتمع الاهلي بالمتابعة والمعرفة عن كل ما يدور ويخص الليطاني وشكرا لتعاون الجميع”.

ثم القى الوزير الجراح كلمة قال فيها: “ارحب بالسيدة بهية الحريري في المرج في مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، والتي انجازاتها على مساحة الوطن اكثر من ان تحصى وتعد كعدد وكأهمية في هذه المناسبة”.

وأضاف: “اليوم اطلقت السيدة بهية مشروع “الليطاني اولا”، لما لهذا النهر من اهمية وتأثير على حياتنا اليومية وعلى زراعتنا واستقرارنا وصحتنا وعلى استمرارنا في هذه المنطقة. حكايتنا مع الليطاني طويلة جدا لم تبدأ اليوم او بالأمس، بدأت يوم توجه الدكتور عاصم عراجي بسؤال عام 2006 ثم بلقاء عند المرحوم النائب روبير غانم اطلقنا هذه المبادرة لتخليص نهر الليطاني من التلوث. وكما نعرف كم ان العمل الاداري يأخذ وقتا وفيه عقبات وما يحتاج الى شهر يأخذ سنة او سنتين. امام هذا الواقع الحقيقة، لجأنا الى الست بهية الحريري ووجدنا اننا لا نستطيع ان نتقدم كما يجب لانجاز هذا المشروع الا برعاية الست بهية الحريري واهتمامها، والتي اخذت الامور بكل مسؤولية وكل رغبة وكل فرح واصبح هذا الموضوع قضيتها اليومية على مستوى العمل اليومي. الاجتماعات متواصلة مع سعادة المدير العام ومع وزارات: البيئة والداخلية والطاقة والزراعة والصناعة وكل الجهات المعنية مباشرة بهذا الموضوع حيث هناك لقاءات اسبوعية لنضع الامور في مرحلة تنفيذية اي الخروج من التخطيط والمشورة والاراء الى مرحلة التنفيذ. واخذنا خطوات مع مصلحة الليطاني جد مهمة ومع وزارة الصناعة جد مهمة لان التلوث الصناعي هو اخطر انواع التلوث، ومعالي وزير الصناعة وعد امام كل الهيئات المشتركة في اللجنة عند السيدة بهية انه خلال 5 اشهر التلوث الصناعي في الليطاني سيكون صفرا ونمنع كل التلوث الصناعي ان يدخل الى النهر”، طبعا مع وزارة الطاقة ومصلحة الليطاني.

وايضا مخيمات النازحين السوريين الذين يلوثون من دون ان يقصدوا او رغبة في تلويث الليطاني، لكن بحكم الواقع الذي يعيشونه هم سبب من اسباب التلوث”.

وتابع: “هناك مشاريع نعمل عليها وهي المحطات الموقتة والصغيرة لتعالج اماكن وجود النازحين وجزء من المجتمع المضيف الذي ليس لديه صرف صحي او محطات تكرير، فالمحطة الاساسية التي هي في قب الياس /المرج انتهى االتزامها ومناقصتها ولكونها تمويلا الحكومة الايطالية بقيمة 26,400 مليون يورو ارسلنا الملف الى ايطاليا ونتوقع خلال اسابيع قليلة ان يعود منها، وبالتالي يبدأ المتعهد مع بداية الصيف. وهذا امر من الاساسيات، وهذا الملف الاساسي الدائم اي موضوع قب الياس/المرج على طاولة الرئيس الحريري، وقد تحدث مع رئيس الحكومة الايطالية والسفير الايطالي للاسراع في هذا الموضوع لنبدأ بمحطة التكرير التي ترفع التلوث عن 17 قرية حيث اماكن الضغط من النازحين وحيث الكثافة السكانية في البقاعين الغربي والاوسط. وعلى امل ان ننتهي منها في اقرب وقت، وهذا يترافق مع عمل دؤوب من مصلحة الليطاني بالقضاء والدعاوى في حق من لا يتجاوب من الملوثين للنهر. ولا مزح في هذه القضية، الاجراءات يتخذها مدير المصلحة ربما البعض يعتبرها قاسية لكن ضرورية حتى نمنع التلوث عن الليطاني”.

وقال: “الاجراءات بدأت وخرجنا من مرحلة التخطيط والادارة والبحث عن الاسباب والحلول ذهبنا الى الامور العملانية الى محطات التكرير، دائمة كانت ام موقتة، والتلوث الصناعي ومنعه واجراءات في حق الملوثين وهذا مسار لنصل الى وقت نقول اننا ازلنا القسم الاكبر من التلوث ونستكمل ما يجب ان نقوم به حتى نصل الى وقت نقول فيه ان الليطاني بات نظيفا، لأننا اذا لم ننظف النهر الان سنخسره الى الابد. وهذا الشريان الحيوي الوحيد بالثروة المائية لان بركة القعون تخزن 220 مليون متر مكعب من المياه والناس تتحسر على نقطة مياه”.

وشكر النواب السابقين والحاليين على “مواكبة هذا الملف الحيوي وسنكمل المواكبة والست بهية هنا ايضا لتقول للبلديات ان عليهم مسؤولية على رغم ظروفهم الصعبة والتي ستسمع معالي وزير الداخلية الاثنين المقبل جزءا من طلباتهم وهواجسهم فهناك مسؤولية على رؤساء البلديات وخصوصا تلك التي على مجرى النهر كي يقوموا بجهد لمنع التعديات على النهر”.

وقال: “لدينا اعتماد 25 مليون دولار لتنظيف النهر من الاوتوستراد العربي الى بحيرة القرعون، لكن ليس الهم التنظيف انما الهم ان يبقى نظيفا، وهذه مسؤولية البلديات والا نكون خسرنا ال25 مليون دولار وخسرنا النهر ايضا”.

من جهته، شكر الدكتور علوية “للسيدة بهية اهتمامها ورعايتها”، واكد “تطبيق القوانين وملاحقة جميع المعتدين على الليطاني”.

تعليقات: