كورنيش المنارة ثروة سياحية تذهب بها العشوائية

عين المريسة
عين المريسة


(ريفييرا لبنان) في مواجهة محاولات التعدّي عليها..

من على كرسيه الخشبي، جلس المواطن سامي معقصة يتأمل حركة الموج المتدفق باتجاه الشاطىء، تارة ينظر الى زرقة المياه، وتارة أخرى باتجاه المواطنين المسرعين في خطواتهم على الكورنيش البحري، وليقول بابتسامة هادئة: صحيح ان المياه لا تزال باردة في مثل هذه الأيام، ولا تحمل معها صيداً وفيراً، لكن رواد كورنيش عين المريسة - المنارة أوفياء له في كل الأيام، بما في ذلك الأيام الباردة والممطرة... ويضيف: لو كان الكورنيش يتكلم، لكان لديه الكثير ليقوله، عن صدى وقع أقدام أجيال وأجيال أمضت أوقاتا طويلة في أرجائه... منهم من لفظ أحزانه وأفراحه على زبد الشاطىء، ومنهم وقف متأملا في فراغ حال هذه الدنيا.

سامي معقصة، هذا الصيّاد العتيق، الذي أبصر النور، وترعرع على مرمى حجر من شاطىء عين المريسة، حجز له موقعا على الكورنيش البحري منذ طفولته المبكرة، هو موقع وان كان ملكا عاما، ورثه أباً عن جد، ما جعله يواكب متغيرات حال هذه الواجهة البحرية وتطورها، كما وتغيّر الوجوه الزائرة له، كما وتغيّر مياه البحر مع كل موجة تضرب الشاطىء. وكيف لا، وهو يحمل على جبينه خطوط عمر، تزيد عن السبعين عاما. تبتسم عيناه حين سؤاله عن حال الكورنيش اليوم، ليجيب: الفرق بيننا نحن البشر والكورنيش، اننا نشيخ، ومن ثم ننسحب من هذه الحياة بهدوء، فيما هو يتجدد شبابا، لاستقبال أجيال جديدة، تترك بدورها صدى وقعها وضحكاتها كما همومها إما على فقش الموج، وإما على أرض الرصيف وجذوع الشجر المزروعة في أرجائه... والتي تقتلع من حين الى آخر، فتغيب معها ذكريات بشر.

هذا الاقتلاع للأشجار، بهدف تجديد الحياة الشجرية على الكورنيش، لا يعني بالنسبة الى الصيّاد اقتلاعا لذاكرة هذه الواجهة البحرية، انما تجديد للحياة، خصوصا وان كورنيش عين المريسة، أمسى جزءا لا يتجزأ من ذاكرة بيروت القديمة والجديدة. فمن ذاكرة بيروت القديمة، إلتصق الكورنيش بهوية العاصمة في أوج ازدهارها، اذ شكّل نقطة استقطاب استراتيجية لتجمع فنادق - بدأت صغيرة - لاستقبال زوار لبنان من الأجانب مطلع القرن العشرين الماضي - الى بناء بيوت ذات هندسة تراثية لبنانية، وقيام صرح جامعي هو الأول في الشرق الأوسط الجامعة الأميركية... ليجمع، بدءا من الأربعينات والخمسينات والقرن الماضي في محيطه، عددا من السفارات الأجنبية... فيما الكورنيش، - كورنيش عين المريسة - المنارة - مع هذه التحولات العمرانية، يواكب هذه الحركة، فبات يعرف بـ (ريفييرا) لبنان، لمشابهته بريفييرا الشاطىء الفرنسي في الكوت دازور.

و(ريفييرا) لبنان، هذه الواجهة البحرية، وبما تمتعت به من مواصفات، سمحت باطلاق هذه التسمية المميزة عليه، شكّل، وعلى مرّ السنين المتنفس الأساسي لأبناء العاصمة وضواحيها، ونقطة جذب سياحية لكل زوار لبنان من عرب وأجانب. واليوم، كما الأمس القريب، لا يخلو الكورنيش من رواده، حيث لكل منهم موعده التقليدي معه. مواعيد تختلف باختلاف النشاطات التي يزاولونها في أرجائه.

الرياضة المحببة

فرواد رياضة المشي عقدوا اتفاقا مزدوجا معه، واحد صباحي وآخر لفترة بعد الظهر، اذ يؤمّون الكورنيش في فترتين متلاحقتين في اليوم الواحد، لمزاولة رياضة المشي على طول هذه الواجهة البحرية، فيستمتعون الى جانب بعض لحظات الهدوء، بصوت الموج الهادر... فيما العائلات تتحيّن لحظة عودة أولادها من المدارس وانهاء واجباتهم المدرسية لتمضية جانب من الأمسية في أرجائه، إما لتناول طعام العشاء، وإما لجلسة حول نفس نارجيلة، فيما الأولاد يلعبون تحت ناظريهم... خلال فترات ما قبل الظهر وبعده، فرواده هم من الطلاب الجامعيين الذين يستفيدون من لحظات الهدوء، لانهاء بعض أبحاثهم على حاسوبهم المحمول... هذا الجديد التكنولوجي الذي غيّر وجهة العالم.

غير ان رواد الكورنيش هذه الأيام، باتوا يستمتعون أكثر في رحابه، ذلك ان كورنيش عين المريسة - المنارة - باستثناء جزء بسيط منه، يبدأ من آخر حدود عين المريسة باتجاه السان جورج - ارتدى حلّة جديدة... حلّة اتسمت الى جانب اعادة تأهيل الرصيف وتوسعته وزرعه بأشجار نخيل جديدة، باستبدال السور البحري الحديدي بآخر من الألومينيوم على طول الواجهة البحرية، وتركيب مقاعد للعموم، ولكن ليس أي مقاعد، مقاعد حجرية ضخمة، تحمل في طيّهارسوما وزخرفات تشبه الى حد بعيد قطع الموزاييك، فيما ركبت مقاعد خشبية ذات طراز أوروبي لجهة المنارة باتجاه الحمام العسكري.

الى هذا الجديد الموضوع بتصرف رواد الكورنيش، أضيف اليه أعمدة إنارة تجميلية، تضفي سحرا رومنسيا على ضفتي الكورنيش البحري، منه لجهة صفحة المياه العاكسة لها ولنور القمر، ولجهة الرصيف، ما يسمح لرواده المسائيين بالجلوس أطول فترة ممكنة، مع تأمين مواقف للسيارات على طول الكورنيش البحري.

التجديد الذي شهده كورنيش عين المريسة - وحيث لا تزال الأعمال قائمة فيه - أهم ما قدّمه لرواد الكورنيش - وفي خطوة ترمي الى الحفاظ على نظافته العامة - مجموعة كبيرة من سلال المهملات على طول المشروع... ذلك ان الواجهة البحرية، يجب ان تظلّ نظيفة لأنها واجهة العاصمة بيروت الأساسية، والتي تفرض نفسها على كل زوار لبنان وان تضاءل عددهم هذه اأيام، لكن في ما يبدو ان هذه السلال لا تلفت الأنظار كثيرا، بحيث ان الرصيف الذي من المفترض ان يحافظ على نظافته، تحول في قسم كبير منه الى مكب لمهملات رواده المسائيين، وهو الأمر الذي توقف عنده ويشكو منه عدد كبير من رواد الكورنيش.

متنفس للأولاد

وفي هذا السياق، لا حاجة للرواد الى هذه الشكوى، ذلك ان غياب النظافة ظاهرة للعيان على طول الكورنيش، برغم مثابرة عمال النظافة وفي أوقات متعددة من النهار، على جمع النفايات من على الرصيف، فالى أعقاب السجائر الكثيرة المرمية، لا يجد عدد كبير من الرواد، حرجا من رمي الأكواب البلاستيكية الصغيرة والكبيرة على الأرض بعد ارتشافهم القهوة والعصير، وعبوات وقناني المشروبات الغازية، فيما سلال المهملات على مرمى حجر منهم... والى بقايا جلسات النارجيلة المسائية وحتى الصباحية... وهو الأمر الذي شكا منه عدد كبير من الرواد، على خلفية ان (النظافة) يجب ان تكون مبدأ عاما على الكورنيش الذي هو ملك عام، ويعكس صورة العاصمة، مع تشديدهم على ضرورة الحفاظ على هذا العامل، أولا من أجل أنفس من يرمي هذه النفايات، وثانيا من أجل الحفاظ على حلّة الكورنيش الجديدة، خصوصا وانه يشكّل المتنفس الأساسي لكثير من العائلات التي ترتاده كي يلعب أولادها لبعض الوقت.

وفيما المطلوب اليوم من رواد الكورنيش - وهم كثر - ضرورة الحفاظ على نظافة هذا الموقع لسلامتهم الصحية العامة، يبقى الكورنيش، الملاذ الذي تلجأ اليه عائلات كثيرة، هربا من هموم الحياة، وضيق فسحة المنزل من جهة، ومن جهة أخرى ضيق الحال الاقتصادية، فيما آخرون يرونه المكان المناسب لممارسة الرياضة، برغم تحفظهم على عامل النظافة، الذي يجب ان يكون عنوانا رئيسيا لهذا المكان العام...

وفي هذا الاطار، وفيما لا تزال بعض أعمال التأهيل تشق طريقها على الكورنيش، حافظ باعة القهوة والعصير على موقعهم التقليدي، كما صيادو الأسماك، ورواده من مزاولي الرياضة والركون الى وجهة البحر والتمتع بفنجان قهوة ونفس نارجيلة في الهواء الطلق، كما هي حال السيد جمال حبوباتي وزوجته زهوة قدورة، فالزوجان اعتادا المجيء مساء كل يوم الى الكورنيش بكامل عدتهما (النارجيلة) مع منقل الفحم والقهوة، لكنهما في هذا اليوم، جاءا صبحية وتبرر السيدة زهوة ذلك بالقول: الكهرباء في المنزل مقطوعة، ولأننا (زهقانين) منذ الصباح، قررنا حمل النارجيلة والمجيء الى الكورنيش لتمضية بعض الوقت، ليتدخّل زوجها جمال ويقول: انه المتنفس الوحيد لنا حيث ننعم بلحظات هدوء مجانية، برغم بعض الأعمال القائمة في محيطه... ليعود ويسرح بنظره في مدى البحر البعيد.

وليس بعيدا عن هذه الجلسة العائلية الصباحية على المقعد المزخرف بالألوان الزاهية المستوحاة من لون مياه البحر الأزرق المتموج بالأخضر الفاتح، تمارس السيدة فريال لاذقي، رياضتها الصباحية لفترة ساعة من الوقت، وفيما تقول السيدة لاذقي انها لا تأتي يوميا من تلة الخياط للمشي على الكورنيش باستثناء نهار الأحد، وتعتبره المكان المؤهل لممارسة الرياضة، توقفت عند عامل النظافة، اذ قالت: فرحنا باعادة تأهيل الكورنيش، لكونه واجهة العاصمة، لكنني حزينة جدا لغياب النظافة عنه، النفايات في كل مكان يرميها المواطنون وبالقرب من سلال المهملات، وهذا لا يجوز، انهم يشوّهون جمالية الكورنيش، ولا يكفي انهم يرمون فناجين القهوة أرضا، فان هناك عددا كبيرا من المواطنين الذين ينزّهون كلابهم، ويخلّفون وراءهم أوساخهم - أوساخ الكلاب - وهذا أمر لا يجوز أبداً، فهذا الكورنيش لجميع الناس، ويجب المحافظة على نظافته، لذا على أصحاب هذه الحيوانات الأليفة، ان ينظفوا ما يخلّفه كلابهم من أوساخ، وقبل ان تكمل سيرها، أضافت السيدة لاذقي بحسرة: أنظري الى هذا الرصيف وتنشّقي هواء البحر، حرام ان يرى في أرجائه بقايا الأراكيل والفحم والترمس.

أما الزوجان أحمد وايمان الخضري اللذان منذ ثلاثة أشهر، انضما الى قافلة رواد الكورنيش لممارسة رياضة الصباح، فتقول ايمان: لقد بات الكورنيش جميلا جدا، وباستثناء النفايات التي تخدش جماليته، نتنعّم ببعض الهدوء فيما يعلق زوجها أحمد: تسلم أيد الذين أهّلوا الكورنيش، لقد أعاد عزّه كما كان في أيام جدّي ووالدي وآمل ان يدرك المواطنون أهمية المحافظة على وجهه الجديد، بما في ذلك نظافته.

كارول سلوم، من جهتها، لا تخفي انها المرة الأولى التي تأتي الى الكورنيش لممارسة رياضة المشي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتقول: لقد تغيّر كثيرا، إذ أصبح أجمل وأوسع، ولكن يا ليتهم يضيفون سلال نفايات أكثر، وفي مواقع ظاهرة ليراها الناس، بدلا من رمي نفاياتهم على الأرض، كارول التي شكت من رائحة مياه الصرف الصحي وضرورة معالجتها بأسرع وقت ممكن لتحلو الجلسة على الكورنيش للجميع بما فيهم السياح، طالبت بضرورة تأمين مواقف للسيارات أكثر.

وفيما شكا المواطن بلال رضوان ايضا من رائحة مياه الصرف الصحي، منذ صغره - وهو ابن عين المريسة - يقول أحد المواطنين الذي رفض اعطاء اسمه، وهو من المداومين على تناول قهوته الصباحية قبالة بحر عين المريسة، ماذا نريد أجمل من هكذا كورنيش، أعيد تأهيله ووضعت انارة جيّدة فيه، أما السيدتان سناء السعيدي وساميا مدوّر، وبعدما أوضحتا انهما منذ ثلاث سنوات لم يزورا الكورنيش، أتيتا اليوم للمرة الأولى بعدما علمتا بتأهيل الكورنيش، تقولان: أصبح الكورنيش جميلا جدا، وبامكاننا تنشّق الهواء وسحب نظرنا في البحر خلال ممارستنا رياضة المشي، وصولا الى الحمّام العسكري، خصوصا وان الطقس يسمح لنا بذلك.

فاتن طقويش، من جهتها، تقول: آتي صباح كل يوم من عائشة بكار للمشي فترة ساعة من الوقت، حيث الهدوء يسود صباحا، أما المواطن نبيل فرج فيأتي صباح كل يوم من ثكنة الحلو ليسرّح نظره في المدى الأزرق لبعض الوقت، قبل الانطلاق في يومه المثقل بالتعب، ويكتفي بالقول: منذ اطلاق الماراتون في لبنان، ورواد الرياضة يزدادون على الكورنيش، وما قاله صحيح، فنسبة المواطنين الذين يزاولون الرياضة في هذا الموقع، على ارتفاع... من بينهم الصبيتان ربى ورولا فهما تأتيان صباح كل ثلاثاء وخميس الى كورنيش عين المريسة من كاليري سمعان لمزاولة رياضة الركض، تقول رولا: منذ فترة وجيزة بدأنا بالمجيء الى هنا، علماً اننا نزاول الرياضة في ناد خاص، لكننا اكتشفنا جمالية الكورنيش، وروعة رائحة البحر.

أما المواطن يوسف شهاب، فقد دأب منذ سنة تقريبا على المجيء صباح كل يوم الى الكورنيش من القنطاري حيث يسكن، فيقول: أمشي يوميا قرابة الساعتين في أحضان الكورنيش، أتمتع بجمال الطبيعة البحرية، مع اطلالة على الجبال البعيدة، تصوّري هذا المنظر الرائع الذي يجسّد طبيعة لبنان المترابطة، ولكن، السيد شهاب يسجّل بالمقابل، عتبا على رواد الكورنيش الذين يهملون عامل المحافظة على نظافته. فيعلق: (مرحبا ترتيب ونظافة)، تراهم يرمون النفايات كيفما كان، وعلى طريقة (يا رب تجي بعينو)، بدلاً من ان يحافظوا على جمالية هذا الموقع الذي هو واجهة العاصمة للعالم، ولكن على من تقرأ المزامير، فالنظافة أخلاق وتربية، أليس حراما رمي علب الدخان وفناجين القهوة وأعقاب السجائر على الأرض وباتجاه البحر، علما ان سلال المهملات موزعة على طول الكورنيش وعمال النظافة لا يقصّرون في هذا المجال.

وفيما يشدّد السيد شهاب على وجوب رفع يافطات تنبّه الى الحفاظ على النظافة، يشكو المواطن سعيد أيضا من غياب النظافة، والروائح البشعة المنبعثة من المجارير التي تصبّ في البحر... لتضم سامي سبيتي التي تأتي يوميا الى الكورنيش، صوتها الى من سبقها في المطالبة بالحفاظ على نظافة الكورنيش...

الى الصورة الحيّة اليومية التي تطلع من كورنيش عين المريسة - المنارة، لاعداد كبيرة من المواطنين الذين يجدون فيه مرتعا لجلسة عائلية مسائية وأخرى صباحية، ومساحة لممارسة رياضة المشي، يحافظ صيادو الأسماك على مواقعهم على طول الشاطىء البحري... وصنانيرهم مرمية في عمق البحر، على أمل الحصول على صيد وفير... لكن في مثل هذا الوقت من العام، كما يقول الصياد سامي معقصة ابن عين المريسة - يكون الصيد معدوما، ذلك ان المياه باردة ما يجعل السمك يغوص في عمق المياه الدافئة، وليعلق على غلّة بسيطة بالقول: (الرزقة على الله...).

والرزقة على الله وعلى باب الله يا كريم، جملتان رددهما الصيادون الذين تحلّقوا حول فنجان قهوة فيما صنانيرهم مرمية في عرض البحر، ومثبتة بين أيديهم... كما وهي حال باعة القهوة وعصير البرتقال الذين لم يغيّروا موقعهم على الكورنيش برغم تغيّر بعض معالمه، ولا يخفي بائع العصير حسن حمود ان الحركة في بحر الأسبوع خفيفة جدا، وبسعر ربطة خبز، فيما هي تشتد أيام الآحاد والأعياد والاضرابات، وهو ما يوافقه على كلامه هذا، الصياد سليمان المللا الذي ينتظر بفارغ الصبر الارتفاع التدريجي للحرارة ليعود السمك الى الشاطىء.

كورنيش عين المريسة - المنارة الذي يشكّل ومنذ عقود طويلة ملتقى للمواطنين على مدى ساعات النهار والليل، ومتنفسا في قلب العاصمة لقضاء وقت في الهواء الطلق، وفيما اكتسى اليوم حلّة جديدة تؤكد التسمية التي أطلقت عليه (ريفييرا لبنان)، كل ما هو بحاجة اليه اليوم هو ادراك المواطنين من رواده ضرورة الحفاظ على نظافته لأنه بذلك يعكس نفسية هذا المواطن وتاليا صورة البلد الذي نريده نظيفا.

تعليقات: