ممرضة إفريقيّة تعترف: بدّلت 5 آلاف رضيع فور ولادتهم


الخبر يهزّ! "ممرضة إفريقية تعترف: بدّلت 5 آلاف رضيع فور ولادتهم من اجل المرح". في وقت يحقق هذا الخبر انتشارا واسعا، منذ البارحة، على مواقع اخبارية وصفحات وحسابات عربية ولبنانية في وسائل التواصل الاجتماعي، يلحّ السؤال: هل الخبر حقيقي ام مجرد كذبة؟

النتيجة: الخبر لم تثبت صحته، لأن التحقيقات التي باشرتها السلطات الزامبية بيّنت عدم وجود ممرضة تحمل الاسم المذكور في الخبر، وفقا لسجل المجلس العام للتمريض في زامبيا، على ما تورد مواقع اخبارية زامبية.

الوقائع: في تفاصيل الخبر المنشور بالعربية، ابتداء من 9 نيسان 2019، "اعترفت ممرضة من زامبيا تدعى إليزابيث مويوا (Elizabeth Mwewa)، بجريمة ارتكبتها طوال 12 عاما. وأكدت أنها بدّلت 5 آلاف مولود عقب ولادتهم مباشرة بأطفال آخرين، من أجل المرح والتسلية. وأوضحت أنها لم تكن تقصد سوى التسلية، حتى إنها بدلت هذا العدد خلال 12 عاما عملت خلالها في قسم الولادة بمستشفى "يو تي أتش".

وقد اعترفت بفعلتها هذه، سعيا الى الرحمة بعد إصابتها بالسرطان، قائلة: "أُصبت بسرطان مزمن، وأعلم أنني سأموت قريبا، وأتمنى الاعتراف بذنبي أمام الله وأمام أهالي الأسر الذين وضعوا أطفالا في المستشفى خلال خدمتي". ودعت الأسر الى المجيء الى المشفى، وإجراء تحاليل الحمض النووي، للتأكد من نسب المواليد".

منذ ساعات، "يحلّق" الخبر على صفحات وبين مستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، بلغت المشاركات فيه، نقلا عن صفحة موقع اخباري لبناني، 1000 مشاركة، بينما تجاوز عدد التعليقات 4700 تعليق.

التدقيق:

-بحثا عن الخبر في المواقع الاخبارية الزامبية، يتبين ان مصدره هو موقع The Zambian Observer. تاريخ النشر 3 نيسان 2019. العنوان:

I Swapped Close To 5,000 Babies In 12 Years I Worked In The Maternity Ward At UTH - Elizabeth Mwewa

وينقل الموقع عن الممرضة المزعومة قولها، و"هي على سرير المرض": "ليسامحني الله على خطاياي". "اعتدت تبديل المواليد الرضع في المستشفى التعليمي الجامعي (UTH) من اجل المرح". " إذا كنت ولدت بين عامي 1983 و1995، فهناك احتمال الا يكون والداك (أمك واباك) البيولوجيين. لقد طوّرت عادة تبديل المواليد للمتعة فقط. لذا، ألقِ نظرة جيدة على أشقائك. على سبيل المثال، إذا كان لون بشرة الجميع فاتحة فيما بشرتك غامقة... فتكون انت ذلك الطفل، وأنا آسفة حقًا لذلك"... "الرجاء مسامحتي".

بعدما ذكر الموقع، في عنوان الخبر، ان اسم الممرضة هو إليزابيث مويوا (Elizabeth Mwewa)، حدّد في آخره انها "الاخت إليزابيث بواليا مويوا" (Sister Elizabeth Bwalya Mwewa). وقد أرفق الخبر بصورة لممرضة سمراء.

-منذ نشر "اعترافات" الممرضة المزعومة وتناقل خبرها على نطاق واسع على مواقع زامبية واجنبية، باشرت السلطات الزامبية تحقيقاتها في القضية. في 6 نيسان، افاد موقع LusakaTimes ان "التحقيقات الأولية بيّنت أنه لا توجد قابلة في سجل المجلس العام للتمريض في زامبيا تحمل باسم اليزابيث بواليا مويوا. كذلك، كشف التحقيق أنه لا توجد على الاطلاق أي قابلة بهذا الاسم عملت في قسم الولادة في المستشفيات التعليمية الجامعية".

ونقل عن المتحدث الرسمي باسم المجلس توم يونغانا Thom Yung'ana إن "التحقيق في هذه القضية سيساعد في التحقق من صحة التقرير". ودعا إلى "التحلي بالهدوء مع استمرار التحقيقات في هذا الشأن".

في اليوم ذاته، 6 نيسان، نشر بدوره موقع The Zambian Observer نتائج هذا التحقيق، والتي تشكل اعادة نظر في صحة تقريره الاول.

-ماذا عن الصورة التي ارفقها الموقع بالخبر، وتظهر فيها سيدة بلباس الممرضات؟ يكشف بحث عكسي عنها اجراه موقع Hoax Alert أنه تم نشر الصورة ذاتها على موقع عام 2017 ضمن ملف شخصي لـ"ممرضة من زيمبابوي تعيش حاليا في كولومبوس بولاية أوهايو الاميركية". وقد عرّفت عن نفسها باسم ما سيدايي Ma Sedaye. وفقا له، "عنوان صورة سيدايي (URL) يثبت انها نُشرت في شباط 2017. ومن شأن ذلك ان يقدم دليلا على أنها ليست الممرضة الزامبية "الشريرة" التي يُزعم انها بدلت نحو 5 آلاف مولود. غير انه يصعب التأكيد أن ممرضة أوهايو موجودة بالفعل. لكن هذا الامر ليس ضروريًا، لكون الصورة دليلا على أنها ليست الممرضة في زامبيا التي اعترفت بتبديل المواليد الرضع للتسلية".

-ويلفت Hoax Alert الى "دليل آخر على أن الموقع الناشر لخبر الممرضة يتعامل مع الحقائق بطريقة غير مسؤولة، وهو تقرير لاحق بعنوان: "تبديل مواليد في مستشفى ندولا التعليمي"- Babies Swapped At Ndola Teaching Hospital. ويحكي هذا المقال القصير عن "مولودَين استبدلتهما ممرضة مشوشة في مستشفى زامبي آخر، لأن الطفلين لديهما الاسم الأول ذاته. والغريب في الامر أن الموقع استخدم الصورة ذاتها التي استخدمها للممرضة التي يزعم أنها بدّلت 5 آلاف مولود".

بحثا عن صدقية الموقع ناشر خبر الممرضة، تحوم شكوك حول المحتوى الذي ينشره. وعلى سبيل المثال، ادعاء كاذب بأن "الرئيس التنزاني جون ماغوفولي طلب من الرجال الزواج من أكثر من امرأة واحدة كوسيلة لإنهاء الدعارة"، وفقا لـ"بي بي سي"، وتقرير آخر بعنوان: "افتتح الصينيون مركز الشرطة الـ13 الخاص بهم في جنوب إفريقيا". وهذه القصة تم فضح زيفها بواسطة Africa Check.

تعليقات: