فضل الله: البعض يتستّر بعناوين دينية لتحقيق مصالح فئوية


التقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله وفداً من جمعية "أصدقاء إبراهيم" الألمانية التي تُعنى بالحوار والانفتاح على الآخر، برئاسة البروفيسور شتيفان فيمر، وذلك في قاعة جامعة "يوزال" في حارة حريك. وقد وضعه الوفد في أجواء عمل الجمعية التي تُعنى بالدرجة الأولى بنشر ثقافة الحوار بين الأديان والثقافات.

وعبَّر سماحته عن سعادته بهذا اللقاء، مقدراً الدور الذي يقوم به أعضاء هذا الوفد في حمله رسالة الحوار، والعمل لإيجاد لغة مشتركة بين كل الأديان، مشيراً إلى أهمية مثل هذه اللقاءات، لأنها توضح صورة الآخر، وتزيل الهواجس والمخاوف، وتعرّف الأديان إلى بعضها البعض معرفةً صحيحةً من مصادرها الأصيلة والحقيقية.

ورأى أننا عندما نلتقي كأتباع رسالات سنشعر بمدى قرب هذه الأديان، ونكتشف المساحة المشتركة بينها، معتبراً أنّ الحوار مهمّ جداً، لأنه يزيل كل هذه الصور والأنماط السلبية التي تكوّنت عن بعضنا البعض، ولا سيما في هذه المرحلة، حيث أُلصقت بالأديان الكثير من الأمور السلبية، لافتاً إلى أننا نعاني في هذا العالم من الذين يستغلون الدين لمآرب وأهداف سياسية وخاصة.

وأضاف سماحته: "نحن نعتبر أنَّ لبنان يمكن أن يؤدي دوراً أساسياً في عملية الحوار والتقريب بين الأديان في العالم، ويقدم صورة نموذجية لقدرتها على التلاقي والتواصل. إنَّ السلبيات التي عاشها لبنان ليس لها علاقة بالدين، بل يعود السّبب إلى أنّ بعض اللبنانيين يعيشون حياة بعيدة كلّ البعد عن قيم الأديان وتعاليمها، ويتسترون بعناوين دينية لتحقيق مصالهم الفئوية...".

وأكد أنه لو كانت قيم الأديان هي الحاكمة في هذا البلد، لوفّرنا على أنفسنا الكثير من المشاكل التي يعانيها، وفي مقدمتها الفساد والهدر، آملين أن نصل في لبنان إلى وقت يطالب المسيحيون بحقوق المسلمين، ويطالب المسلمون بحقوق المسحيين.

وختم سماحته قائلاً: "إنّنا نعمل مع كلّ الحريصين في هذا الوطن لإخراجه من الدائرة الطائفية والمذهبية إلى دائرة المواطنة ودولة القانون والعدالة، حتى نستطيع أن نبي وطناً بعيداً عن كل ألوان التعصب والانغلاق والتقوقع، وأن نقدم أنموذجاً في قدرة هذه الأديان على التعايش والتلاقي".






تعليقات: