يارون الحدودية تحترق هذه المرّة لكن ليس بالنيران الإسرائيلية

بلدة يارون الحدودية
بلدة يارون الحدودية


ماذا يجري في يارون، البلدة الحدودية المقيمة على خطّي النار، نار العدوّ الصهيوني، ونار الحرائق والنفايات؟!

وإذا كانت نار العدوّ، تقيم تحت الرماد، في انتظار ساعة الصفر، فإن نار النفايات والمطامر والمحارق تقوم راهناً بالواجب، وعلى أكمل وجه.

هاكم القصة – الفضيحة – الفجيعة:

يعيش أهالي بلدة يارون الحدودية في قضاء بنت جبيل، حالة من التذمر العارم من "الموعد الأسبوعي" لأعمدة الدخان السرطاني التي ترتفع في سماء البلدة من المحارق والمكبات العشوائية المنتشرة منذ سنوات طويلة في خراج مدينة بنت جبيل المتاخم لبلدتهم .

هذا "الضيف الاسبوعي" الثقيل لا يكتفي بسماء البلدة المحاذية للحدود اللبنانية – الفلسطينية، التي تجمع في نسيجها الإجتماعي عقداً قديماً للتعايش بين المسيحيين والمسلمين يميز اصالتها وفرادة تاريخها وحاضرها الطموح، بل يتسرب ما بين بيوت الآهلين ويجعل إقامتهم فيها مستحيلة، بسبب التلوث الخطير الناجم عن الرمي والطمر والحرق وانتشار الذباب والحشرات القاتلة، والأمراض والاوبئة المميتة كالسرطان الذي تتعاظم أرقام المصابين به ما بين سكانها المقيمين، حيث وصل عدد الوفيات في السنة الماضية إلى نحو ٢٠ حالة تقريباً، وهذه نسبة مرتفعة قياساً بعدد السكان القاطنين في يارون.

الحقيقة أن الأصوات المرتفعة بالجملة من اغلب سكان البلدة، ومن الناشطين في قرى الجوار إعتراضاً على هذه الجريمة البيئية المتمادية، لم تجد حتى اليوم ما يهدئ روعها وخوفها من الاخطار المباشرة والوشيكة لمحارق ومكبات النفايات المنتشرة في منطقة "الوادي - الخانوق" المتاخمة ليارون وعين ابل وبنت جبيل، وآثارها المترتبة على الصحة والمياه الجوفية والزراعة والإنسان والحيوان وغيرها من لوازم الأمن البيئي.

فالمجلس البلدي والمخاتير في يارون يعملون ضمن صلاحياتهم القانونية والادارية على التواصل مع بلدية بنت جبيل واتحاد بلديات قضائها والمعنيين من أولي الأمر من النواب والسياسيين ووزارتي الداخلية والبلديات والصحة لإيجاد حلول ناجعة لهذه الكارثة، لكن من دون أي نتيجة تذكر .

هذا ما أكده مختار البلدة رياض الرضا في تصريح له نشر على مواقع التواصل الاجتماعي .

وفي حين تمتلئ مدونة "يارون على بال" التي يديرها نائب رئيس البلدية السيد حسين جعفر بالعديد من المنشورات ذات الصلة، في إشارة واضحة إلى توجه رسمي بلدي لدعم اي تحرك رسمي او شعبي يؤدي إلى الحل المرتجى، يؤكد السيد خضر شاهين أن التطمينات المسكنة من إتحاد البلدايات وبلدية بنت جبيل ومن المسؤولين لم تنه هذه المشكلة واخطارها على الصحة والبيئة في يارون، مؤكداً العمل على دراسة نسبة التلوث التي تسببت بها هذه الكارثة ومدى اضرارها على الإنسان والنبات والمياه والحيوان في بلدتنا والسبل الممكنة للتخفيف من الآثار السلبية المتوقعة.

اليارونيون المنتشرون في بلاد الاغتراب أعربوا عن غضبتهم، رفضاً قاطعاً لهذه الجريمة ومن يقف وراءها تعنتاً او اهمالا او فسادا وقصداً.

وأمام تزايد غضب الأهالي المطالبين بحل سريع لهذه المشكلة وامتناع الكثير من المؤسسات والمواقع الإعلامية عن تبني هذه القضية بشكل جدي برغم خطورتها وجديتها مراعاة لحسابات، قد تتعلق بتجنب الاشتباك السياسي مع الجهات التي تمارس نفوذها على بلديات المنطقة، تبقى بلدة يارون تعاني من جحيم النفايات والمحارق والمكبات العشوائية حتى إشعار آخر.

يارون تحترق بالنفايات والمكبات والمطامر والمحارق، فمَن يطفئ حريقها السرطاني المميت؟!

يارون تحترق بالنفايات والمكبات والمطامر والمحارق، فمَن يطفئ حريقها السرطاني المميت؟!
يارون تحترق بالنفايات والمكبات والمطامر والمحارق، فمَن يطفئ حريقها السرطاني المميت؟!


تعليقات: