الطفل محمد علي زهرة ابن بلدة شبعا الذي كتب عليه في أن يسجل اسمه بالدم على لائحة الموت على طرق لبنان
كان يسبح في حوض المياه في منزل جده حين قرر مغادرته فجأة والركض باتجاه الشارع، فصودف مرور سيارة في المكان، صدمته ليقع على رأسه. نقل إلى المستشفى ليعلن بعدها الأطباء وفاته... هو الطفل محمد علي زهرة ابن بلدة شبعا الذي كتب عليه في الأمس أن يسجل اسمه بالدم على لائحة الموت على طرق لبنان.
رحيل مفاجئ
خمس سنوات مرّ فيها محمد على الأرض، قبل أن يفجع عائلته برحيله المبكّر. وقال حسن هاشم ابن عم والد الضحية لـ"النهار": "حصلت الكارثة عند الساعة التاسعة من مساء أمس، بينما كان محمد وشقيقه يسبحان في حوض المياه في منزل جدهما لأمّهما في بلدة المرج، عندما خرج فجأة من الحوض وأسرع باتجاه الطريق، وإذ بسيارة تصدمه ليقع على رأسه وتتحطم جمجمته. حاول الأطباء كل ما في وسعهم في المستشفى لإنقاذ حياته، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، ليعلنوا عن إطباق عينيه إلى الأبد".
ألم الفراق
سلم سائق السيارة نفسه إلى القوى الأمنية. وارتدت بلدة شبعا، مسقط رأس الضحية، ثوب الحداد. وأشار حسن إلى أن "تحولت عطلة الصيف التي كانت تنوي والدة محمد أن تمضيها في منزل والدها إلى مأساة، بعدما خسرت فلذة كبدها في غفلة، اذ لا أحد يعلم بماذا فكّر الصغير كي يسرع إلى الطريق، وكأن الموت كان يناديه، في حين كان والده في بيروت عند وقوع الكارثة، ليُفجع بخبر خسارة صغيره". وأضاف: "لا كلمات تعبر عن هول مصاب والدَي محمد، اللذين فقدا في غفلة صغيرهما. واليوم ووري الثرى في جبانة بلدته، وقد حضر وفد من عائلة سائق السيارة التي صدمته لتقديم واجب العزاء".
لائحة تطول
محمد ضحية جديدة لحوادث السير على طرق لبنان، التي تسببت في الفترة الأخيرة بخطف حياة العديد من الأطفال. فقبل يومين كان الموت بانتظار الطفلة يارا قطيش في بلدة عنقون، حين كانت تسير مع والدتها على الطريق، وإذ بسيارة كانت تمرّ في المكان تدهسها، لتلفظ آخر أنفاسها متأثرة بإصابتها. وقبلها رحلت الطفلة إسراء اسماعيل عندما كانت تلهو أمام بيتها في قرية البجعة – عين الذهب. وحين قررت اجتياز الشارع للتوجه إلى منزل الجيران، دهستها سيارة لتفارق على إثرها الحياة. وفي الشهر الماضي كُتب على الطفل جواد العيدي (6 سنوات) أن يطبق عينيه إلى الأبد بعدما دهسه والده عن طريق الخطأ بشاحنته "البيك آب". كذلك فارق ابن بلدة برقايل سمير عبيد (9 سنوات) الحياة عندما كان يلهو على دراجته الهوائية أمام منزله حين مرّ ابن الجيران مسرعاً بسيارته، لم يتنبّه له، فما كان منه إلا أن دهسه، وغيرهم ممن كُتب عليهم أن يلفظوا أنفاسهم وهم في بداية مشوارهم على الأرض.
تعليقات: