الخيام ..عن بكرة أبيها ودّعت سيدة البرّ والإحسان

المغفور لها بإذنه تعالى الحاجة عفاف رفعت عبدالله (أم علي رضا)
المغفور لها بإذنه تعالى الحاجة عفاف رفعت عبدالله (أم علي رضا)


‎بموكب مهيب هبت مدينة الخيام الوفية لوداع ابنتها الفاضلة، سيدة قلّ نظيرها في زماننا العسير هذا، سيدة لم تعرف الا الخير والمودة مدخلاً لتطرق به أبواب قلوب محبيها وأهلها وأبناء بلدتها، لم يأتها شاكياً إلا كانت لهمه مُقاسمة، وكربته مفرّجة، كان اسمها على كل شفة رمزاً العطاء والتواضع.

‎فقد جرى عصر يوم أمس الاثنين (15/07/2019م) تشييع الجثمان الطاهر للمغفور لها بإذنه تعالى الحاجة عفاف رفعت عبدالله (أم علي رضا) بمأتم عفويٍ حاشد في مسقط رأسها "الخيام"، بمشاركة شعبية عارمة من أبناء مدينتها الخيام وقرى الجوار ومعارف وأصدقاء وأنسباء أبنائها من مختلف الربوع اللبنانية، بالإضافة الى بعض الوفود المعزية من الشقيقة سوريا حيث نشأت وتربت الفقيدة، ومن العتبات المقدسة بالجمهورية العراقية.

‎وكان موكب تشييع الفقيدة قد انطلق في تمام الساعة الرابعة والنصف عصرا من أمام منزلها وسط صيحات التكبير والترحم عليها من جميع من كان حاضراً بالمنزل في تلك اللحظات الجياشة، واتجه الموكب الحزين الى حسينية البلدة حيث أقيمت صلاة الجنازة على روحها الطاهرة في فناء الحسينية بإمامة صاحب السماحة مفتي مرجعيون وحاصبيا وإمام مدينة الخيام وبلدة حارة صيدا العلامة الشيخ عبدالحسين عبدالله، وحضور صاحب السماحة حجة الإسلام السيد عيسى الطبطبائي، سماحة الشيخ عبدالله الحاج عباس عبدالله، فضيلة السيد يوسف زلزلة، فضيلة الشيخ نزار سعيد (امام بلدة يحمر الشقيف)، فضيلة الشيخ حسين علي عبدالله، فضيلة الشيخ محمد عبدالله، فضيلة الشيخ إبراهيم سليمان، فضيلة الشيخ حسين الباشا وفضيلة الشيخ محمد باقر عبدالله، وسط حضور لافت غصت بهم جنابات الساحة الخارجية للحسينية.

‎وبعد الفراغ من صلاة الجنازة حُمل النعش على أكف المحبين والأرحام واتجه الجميع مشياً على الأقدام الى جبانة البلدة، حيث وريت الفقيدة جدث الرحمة والغفران، بعد أن قام فضيلة الشيخ محمد عبدالله بمراسم تلقين الشهادة وسط تهليل وتكبير وترّحم الحضور الغفير.

‎ومن ثم قام سماحة المفتي الشيخ عبدالحسين عبدالله، وسماحة الشيخ عبدالله عبدالله، وأنجال الفقيدة وأصهرتها، وأحفادها مع أبناء عمومتهم وأرحامهم، بتقبل مراسم واجبات العزاء والمواساة من الجمهور الكبير المحتشد في جبانة البلدة من مختلف الأهل والأحباء والأصحاب يتقدمهم الوفود الحزبية الرفيعة المستوى والقيادات العسكرية والأمنية، وثلة من رجالات السياسة وأصحاب المناصب الرسمية بما فيهم رؤساء البلديات الحاليين والسابقين سواء من مدينة الخيام أو غيرها من البلدات والقرى اللبنانية، ومخاتير الخيام والقرى المجاورة، وأفراد من السلك القضائي، والعديد من الفعاليات الاجتماعية والقانونية والاقتصادية، والأكاديمية، والصحية، والثقافية والتربوية، وأبناء عائلة آل عبدالله وأنسبائهم، وأهالي مدينة الخيام، وحشود شعبية متنوعة من مختلف قرى وبلدات الجوار.

‎وفي المساء، وبعد صلاتي المغرب والعشاء، قام وفد كبير من أهالي الخيام يتقدمهم فضيلة السيد يوسف زلزلة بزيارة منزل الفقيدة للقيام بواجب التعزية والموساة، وكان في استقبالهم أنجال الفقيدة وأصهرتها وأحفادها، حيث القى سماحة السيد يوسف كلمة مقتضبة عن معاني الموت وكيفية مواجهة فقد الأحبة وبالأخص اذا كانت الفقيدة هي الأم التي ربت وسهرت وتعبت ورأت بأم عينيها نجاحات أولادها البررة من حولها، ومن ثم تم قراءة سورة "ياسين" وإهداء ثوابها الى روح المرحومة الغالية.

‎هذا وسيتم تقبل واجبات العزاء في بيروت يوم الخميس الموافق (18 تموز 2019)، من الساعة الرابعة عصراً حتى الساعة السابعة مساءً للرجال والنساء في قاعة الحاج حسن حبيب السلمان في مجمع الامام المجتبى(ع) بحي الأميركان.

‎ويستمر تقبل مراسم العزاء في دارة الفقيدة في بلدة الخيام بقية أيام الأسبوع على أن يتم قراءة مجلس عزاء حسيني في الساعة السادسة عصر كل يوم للرجال والنساء.

‎ كما وتقرر إقامة ذكرى مرور أسبوع على وفاتها في الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد القادم الموافق (21/07/2018م) في حسينية بلدة الخيام للرجال والنساء.

‎رحم الله فقيدتنا الصابرة التي كابدت المعاناة الأليمة من جراء المرض الذي داهمها على حين غرة خلال الأونة الأخيرة وهي في قمة عطائها النيّر، فكانت محتسبة أمرها للعلي القدير، الذي لا تضيع عنده الودائع.

































تعليقات: