الرئيس سعد الحريري
تفضّل الى القصر الحكومي في السرايا وداوم فيه تستقبل، تودع، تراجع ملفات، تجري اتصالات تماماً كما لو انك رئيس لمجلس الوزراء.
تفضّل وطهّر حولك، وابعد اللصوص والانتهازيين واطلب نقل منـزل جهاد العرب من تحت دار الوسط فهذا هو مدخل صادق لإبعاد الفساد من حولك.
تفضّل وطهّر مجلس الانماء والاعمار، ورئاسة مجلس بلدية بيروت، لتفتح الباب لإغلاق كل المجالس والهيئات الشبيحة للبدء بإسقاط الفساد من كل المؤسسات المرتبطة بمجلس الوزراء وتوفير المال المهدور منذ أكثر من ربع قرن.
تفضّل وابدأ بمحاسبة كل من سرق من حولك وفي حكومتك من وزراء الى مدراء عامين الى مستشارين، وأعطِ كل سارق منهم مهلة شهرين – ستون يوماً – ليعيد كل واحد منهم ما سرقه الى خزينة الدولة.. وكلهم سرقوا تحت رايتك وبإسمك حتى لو كانوا فعلوا ذلك من دون معرفتك.
تفضّل وانشىء صندوقاً سيادياً تضع فيه الأموال المسترجعة من السارقين (وزراء، نواباً، مدراء، مستشارين رؤساء مجالس متعهدين)، تصرف منه على القضايا الأكثر إلحاحاً في هذا البلد وكم هي كثيرة.. وكلها ملحّة.
تفضّل وبادر بقبول عرض شركة ((سيمنـز)) لإنشاء معامل لتوليد الكهرباء خلال سنة واحدة وبتكلفة أقل من مصروف سنة واحدة مما تصرفه حكومتك وما قبلها على الكهرباء ولا لزوم لشرح أكبر.
تفضّل ونفّذ واحدة فقط من تجارب دول العالم كلها في برنامج الافادة من القمامة.. إلا عن طريق الحرق، وإلا عن طريق الفاسدين من حولك، وإلا عن طريق محاصصة الزبالة وإلا عن طريق محاصصة القضايا.. الكهرباء لك، الزبالة عليّ، الاتصالات له..انت تخبط رجلك في الأرض في وجوه النواب الستة في اللقاء التشاوري، تفضل اخبط رجلك بقوة في وجوه من تعرف انه يسرق في كل هذه المؤسسات.
تفضّل والغِ الشركة التي أسسها أحد مستشاريك العاملين في الشوكولاته، للدخول في عالم النفط والغاز المحبوسين في المياه الى ان تتم صفقات السرقات.. إلغِ شركة هذا ((الحلو)) حتى تتمكن من إلغاء صفقات البلوكات في الشمال والجنوب.. لتخرج موارد النفط والغاز المنتظرة الى خزينة الدولة الخاوية.. فتدفع الرواتب وتسدد جزءاً من الديون ويتوقف الهدر.
تفضّل وشكّل حكومة اختصاصيين حتى يتمكنوا من التخطيط لصرف الأموال المصادرة الى الصندوق السيادي.. واذا كنت بدأت بالتطهير من داخل البيت الى المحيط الى المجالس الى المتعهدين فإنك ستملك الجرأة لتطلب من بقية اللصوص ان يلتزموا وان يوقفوا سرقاتهم وأن يعيدوا مسروقاتهم الى الصندوق السيادي تحت اشراف الوزراء المختصين.
وأخيراً اذا لم تفعل هذا يا سعد الحريري فما الحاجة اليك، وإلى أي حكومة، لأن وضع لبنان من دون حكومة سيىء، لكن الأسوأ ان تأتي حكومة برئاستك او برئاسة غيرك ويستمر حال السرقات والصفقات والهدر والفجور والعهر كما هو عليه حتى أصبح دين البلد قريباً من المائة مليار دولار..
* المصدر: الشراع
تعليقات: