مواقف سياسية في الدوير‎بذكرى الوزير علي قانصو


النبطية –

أحيا لبنان والحزب السوري القومي الإجتماعي الذكرى السنوية الأولى لرحيل رئيس الحزب والوزير السابق علي قانصو باحتفال تأبيني حاشد أقيم في النادي الحسيني لبلدته الدوير بحضور ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية النائب سليم خوري، ممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، العميد المتقاعد غسان قشوع ممثلاً وزير الدفاع إلياس أبو صعب، رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي فارس سعد، النواب: هاني قبيسي، أمين شري، أسعد حردان، علي عسيران، ياسين جابر، الوزراء السابقين: فايز شكر، طارق الخطيب ومروان شربل، النواب السابق محمد برجاوي، السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، ممثل السفير الإيراني في لبنان قائم بأعمال السفارة أحمد الحسيني، ممثل السفير الفلسطيني في لبنان حسين فياض، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصرين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، ممثل تيار الوطني الحر المحامي رمزي دسوم، رئيس هيئة منح رتبة الامانة في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمال الجمل، وعميد الدفاع زياد معلوف، ممثل النائب طلال إرسلان بسام كزيلا، ممثل النائب عبدالرحيم مراد كمال يونس، ممثل النائب الدكتور أسامة سعد إبراهيم ياسين، رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي السابق حنا الناشف، رئيس المكتب السياسي في حركة أمل جميل حايك والمسؤول التنظيمي في الجنوب الدكتور نضال حطيط. أمين فرع حزب البعث العربي الإشتراكي في الجنوب أحمد عاصي، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب سرحان سرحان، رئيس إتحاد بلدية الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، إمام بلدة الدوير السيد كاظم إبراهيم ورئيس بلديتها المحامي محمد قانصو، ممثل الوزير السابق وئام وهاب عصمت العريضي، ممثل النائب السابق رفعت عيد مهدي مصطفى،رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد أيوب، رئيس دائرة الجوازات والجنسية في الأمن العام العميد الركن حسن علي أحمد، مسؤول مخابرات الجيش في النبطية العقيد الركن علي إسماعيل، رئيس دائرة أمن عام النبطية الرائد علي حلاوي، مدير أمن الدولة في محافظة النبطية الرائد طالب فرحات، رئيسة جمعية نور الاجتماعية مارلين حردان، وشخصيات حزبية وسياسية وتربوية وحشدو من المواطنين والمحازبين.

بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الإجتماعي وكلمة تعريف وترحيب من منفذ عام النبطية في الحزب السوري القومي الإجتماعي المهندس وسام قانصو، ألقى العميد المتقاعد أمين حطيط كلمة رثا فيها الراحل الصديق علي قانصو الذي شكل مع ثلة من أقرانه في البلدة جيلاً طليعياً في التعلم والتعليم وساهم في بذر البذار المميز لتكون الدوير بلدة مميزة على صعيد التحصيل العلمي والإرتقاء الوظيفي.

وكانت قصيدة للشاعر حسين شعيب تلاها عرض فيلم وثائقي عن حياة الراحل قانصو، ثم ألقى نجله الدكتور واجب قانصو كلمة العائلة قال فيها"

لقد عرفك الناس، فكنت خلّ الناس، كنت المثقف الكبير، والعقل الرزين، والمحاور اللبق، والمتحدث البارع، والقارئ النهم، والباحث المقدام عن أسرار المعرفة أينما وجدت. تعلمنا من وصاياك: الصبر على نيل المكاسب، والعزم على بلوغ القمم. تعلمنا من حكمك: المحبة والتواضع والعفوية والهدوء، ذاك الهدوء الأشبه بالعاصفة الراكدة في صحراء رملية، تلك العاصفة المباركة كلامك اللطيف الذي ما جرح أحدا قط.

واليوم أيها الغالي نرى نفسنا من دونك رجالا لا أضعف منّا أحد. رحلت عنّا فتجمدت في ماقينا تموجات الحلم، وتعطل في قلوبنا خفقان الأمل، وراح يراودنا ألف سؤال: "لو لم يكن لنا أبا مثلك، لو لم يكن في الساح رجلا بقدرك، كيف كان حالنا؟!"

أبيت أيها المقدام، إلا أن تجمع في حياتك بين شخصيات ثلاث: المعلم والحزبي والسياسي...

ففي عملك الوظيفي كنت معلما، وربيب التربية والتعليم، وحامل القلم ولواء المعرفة، ثم مناضلا متحزبا لفكر معتدل يرى الوطن من نافذة القلب، ويرى الهوية إنتماء وعروبة، ويرى القومية دما يسري في العروق، وشعارا ينبض بالشريان: "قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود".

وبعدها اختارتك السياسة رجل دولة عظيما، وسياسيا حكيما، فكنت بحق المؤتمن والأمين على الأنفس لأنك صاحب ضمير حيّ ينبض بموروثات حميدة تلك التي تربيت عليها وترعرعت. تقلّدت مواقع العمل الوزاري والسياسي ومارست مهامك بكل جدارة ومسؤولية، وعرفت كيف توازن بين ولائك السياسي وموقعك في خدمة المصلحة العامة متمتعا بالجرأة والمناقبية والإلتزام الإجتماعي، مدافعا عن حقوق كافة الشرائح الاجتماعية.

إن أروع ما في الحياة أن يكون للإنسان معلم، وواعظ، وسياسي حكيم، لكن ما هو أشدّ روعة، هو أن يضمّ هذا الراعي الصالح المؤتمن على البلاد والعباد بين ذراعيه أبناءه، ويتحمل معهم مشقات العيش، ويشعر بحالهم، ويرأف بهم...

فلم تبخل على وطنك وأهله عزم ساعديك، بل كنت تستجمع حبّات عرق جبينك لتسقي بها تربة لم تنس بعد لحظات العناق الأخير...

نعم، لقد كنت كذلك وأكثر... لقد تحمّلت أيّها القيادي المناضل مسؤولية إعداد أجيال اعتبرتهم عيالك، أنصفتهم أخوة لك، وشاركتهم صنع غدهم ومستقبلهم، فمنحتهم محبتك الخالصة، لتكون هذه المحبة ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم، ولكنك تركتهم ورحلت...

أبعدت عنهم الكراهية والحقد خوفا أن يشبّوا على عادات السوء، وأردتهم أن يكونوا مثالا في الصدق والأخلاق والنبل والكرامة فكانوا، ولكنك تركتهم ورحلت...

حرّرتهم من كل تعصّب طائفي، حتى تجعلهم يتعاونون مع الجميع ليكونوا في المستقبل اباء وأمهات صالحين فكانوا، أو لم تكن دائما من الداعين الى بناء مشروع الدولة العادلة والقوية والقادرة، وتقويض النظام السياسي الطائفي المولد للأزمات؟ ولكنك تركتهم ورحلت...

وقال: رحل الحبيب تاركا لكم وطنا، فاحموه ببراثنكم، فمن يفرّط بوطنه كأنه فرّط بعرضه... ويبقى النضال على مرّ الزمان كالجمر الراكد تحت الرماد، فأنتم الجمر وشهداؤنا الأبرار رماده، أنتم الغد وهم ماضيه، أنتم الشّعلة النورانية وهم القنديل العتيق... بكم تصنع الأمجاد، بكم تكتب خواتم الحرية، وبكم يحيون من جديد...

اليوم وغدا وكلّ حين، سنضيء لك الشموع قربانا لك، ونجثم قبالة طيفك المبارك علّ الوحي يأتي من السماء، فتخاطبنا روحك الطاهرة، وتمتدّ إلينا يداك ملوّحة إلينا بالعودة. لأننا مشتاقون إليك، وبنا حنين إليك. لبناننا يفتقر إلى أمثالك، سياستنا تفتقد وعظك الحكيم ورأيك السديد، وعقلك النيّر الذي ينقذنا مما نحن فيه من تدهور وتأزّم وتشتّت وضياع، فعد إلينا...

عد إلينا مع النسيم العليل، مع الشمس الدافئة، مع الطيور العائدة إلى وكناتها، عد إلينا ولو في ساعات حلمنا، لأن من دونك لا يحلو العيش، ولا تحلو الدنيا، ولا يهنأ وطننا...

قائدنا ومعلمنا، مضى إلى العلياء، لكنه يرانا من فوق، فيفرح قلبه، وتتفتح أساريره، إن رأى فينا رجالا في ساحات الوغى، إن رأى فينا بحارة نخشى على السفينة من الغرق، إن رأى فينا نسورا لا تهاب الصعاب، إن رأى فينا لبنانيين زادهم الحرية والنضال...

وها نحن في رحاب تموز الفداء، تموز الإنتصار، نجدد العهد بأننا ثابتون على خط المقاومة وحفظها وحفظ تضحياتها وشهدائها، والالتفاف حولها ونشر ثقافتها، لأنها غيرت وجه التاريخ ولأنها تعبر عن إرادة اللبنانيين الذين يريدون لبنان، إضافة الى ترسيخ وتعزيز التنسيق بين الجيش والمقاومة، تثبيتا لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.

وسيبقى هتافنا مدويا: "من فلسطين لبيروت...شعب واحد لا يموت" و "من الشام لبيروت...شعب واحد لا يموت".

ثم كانت كلمة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بإسم حزب الله حيا فيها روح الراحل أبو واجب قانصو "واحدٌ من الرجال الرموز الذين لا تطوى مناقبيتهم ولا مواقفهم هو المربي والودود والصديق الصدوق وهو المناضل والمعلم وهو صاحب العقيدة والإلتزام هو صاحب الصدقية في ترجمة عقيدته وثوابته الوطنية والقومية.

وقال: "قد كان شريكاً مخلصاً وفياً ومؤتمناً على أسرار وعلى وقائع وعلى نضالات وعلى أهداف، وأبو واجب حضوره يتسع بعد عام من غياب جسده، يتسع داخل أسرته ويتسع داخل بلدته ويتسع داخل حزبه وبين رفاقه وأصدقائه وشعبه ونستحضره عند كل ملمة وعند كل مفترق هو إبن حزب مؤسسة ويسرني بكل ثقة ووضوح ودون مجاملة أن أقول الحزب السوري القومي الإجتماعي هو حزب مؤسسة يستطيع أن يدور خلافاته وأن يحيك من تصورات التي تنتاب أعضائه وقياداته، يحيك مشهداً جميلاً يعبر عن وحدة في المنطلق والهدف والرؤية فالتنافس مشروع لكن ليس على حساب العقيدة ولا على حساب الأهداف، حبذا لو يكون لنا في هذا البلد مجلس وزراء يمثل مؤسسة تتمثل مؤسسة الحزب السوري القومي الإجتماعي ولا تتعطل جلساته عند كل حادث او عند كل مشكلة او كل ملمة تصيب البلد برمته وتهدد سلمه الأهلي وتعكر صفو إستقراره الداخلي وتهدد وحدة بنيانه وبنيته، حبذا لو يكون لدينا في هذا البلد مجلس وزراء يمثل مؤسسة حقيقية تستطيع ان تتجاوز التنافسات والنزاعات وتحيك مشهداً وطنياً جميلاً للبلد ولأهله ولكل أجهزته وإداراته".

وقال:"ما كان بالعزيز الراحل هو وحدة الهدف والاتجاه وصدقية الإلتزام بالهدف وبالإتجاه. قيل له في سهرة قروية كما تناهى الى سمعي، لما تنحاز الى المقاومة يا أبا واجب، قال لأن المقاومة تشبعنا عزة وكرامة. وهذا الموقف هو ما نحتاج اليه في هذا البلد الذي يتهدده الخطر الوجودي من عدو صهيوني شرس مدعوم من قوى دولية إستكبارية نافذة ومن قوى إقليمية ترتضي ان تكون أدوات في خدمة المشروع الإستكباري للتسلط والهيمنة على منطقتنا. والمقاومة هي الخيار الذي إرتضاه وعاش من أجله وسَعُد للتضحية من أجل تحقيق أهدافه المشروعة، كما أننا نواجه عدواً تكفيرياً أراد أن يمزق بنيان وطننا وأن يمزق سوريا لكن عزاء اليوم برحيله يا أبا واجب أن سوريا خرجت من محنتها اليوم قوية موحدة معافاة ممتدة وموغلة شرقاً ونافذة ومؤثرة في المعادلة الإقليمية والدولية، سوريا التي ناضلت معها ومن أجل حمايتها، سوريا اليوم هي ظهير المقاومين وظهير المجاهدين والقوة المتبقية والرصيد المتبقي لنا من أجل إستعادة فلسطين كل فلسطين".

وقال: "إن إتفاق الطائف الذي كان تسوية إرتضاها اللبنانيون، خطوة على طريق إلغاء الطائفية السياسية، مقتضيات الوفاق الوطني الذي نص عليه، من المفترض أن تؤخذ بعين الإعتبار من أجل التخفف قدر المستطاع وفي كل ظرف وآن من النزعة الطائفية والمذهبية عند المسؤول وعند المواطنين. ونحن في الحقيقة لا نجد تفسيراً يتمسك بتفسير خاص لمقتضيات الوفاق الوطني فينزع به نحو تعزيز التمثل الطائفي والمذهبي في هذه البلاد. وبكل الأحوال نحن من مدرسة "حاور أصدقائك" لتصل الى النتائج وإنما إلتزم تضحياتك في وجه عدو إستراتيجي يهددك ويهدد كل أصدقائك".

وكانت كلمة ممثل رئيس مجلس النواب نبيه النائب علي بزي رأى فيها أن هناك "أناساً كثيرون يشكل حضورهم غياباً وهناك أناس يشكل غيابهم حضوراً والراحل علي قانصو واحداً من هؤلاء الذين شكل غيابهم حضوراً في الدوير وعلى مساحة الوطن والقرى المقدسة على حدود فلسطين وبلاد الشام وفي زوبعة النسور وفي العقيدة القومية الإجتماعية وفي خط المقاومة والممانعة وفي صناعة أعراس العزة والكرامة والإنتصارات. وهذه هي المدرسة، مدرسة الشهداء والشرفاء والأحرار الذين ذات يوم علمنا إمامنا موسى الصدر"إذا إلتقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان سلاحكم وضيعاً". وإنبثقت قوافل المقاومين على اختلاف أسمائهم وعلى اختلاف أعلامهم لأن المقاومين تجمعهم راية واحدة وإسم واحد ودم واحد هو علم وراية ودم العزة والحرية والكرامة والسيادة والإستقلال. نقول هذا الكلام في زحمة التحديات وفي دقة وخطورة المشهد السياسي الذي يعيشه البلد والذي تعيشه المنطقة. نقول لكل المستويات السياسية في لبنان، تعالوا الى كلمة سواء فيما بيننا وبينكم، دمنا دم واحد، حرفنا حرف واحد، حبرنا حبر واحد وهمنا هم واحد ووطننا لبنان هو وطن واحد. إرتقوا بادائكم وسلوككم وممارساتكم وافعالكم واقوالكم الى مستوى دقة وخطورة هذا المشهد السياسي الراهن. يكفينا جلداً للذات ويكفينا نكداً ونكايات ولا يبنى الوطن على سياسة التجاذبات والإنقسامات والإصطفافات والسمسرات. قدرنا أن نكون كما كنا في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل صمام أمان وأداة شمل وجمع لكل المستويات السياسية في لبنان من أجل أن نبني المزيد والمزيد من التفاهمات لكي نكرس دعائم الوحدة الوطنية الداخلية والاستقرار العام والسلم الأهلي والإنتظام العام لكافة مؤسسات هذه الدولة. ولقد سئم ومل اللبنانيون لغة التعصب والتطرف والفتنة والتحريض. يريدون زعامات وقيادات مسؤولة تتفنن في صناعة الخير العام لعموم الناس ولهذا البلد. يتطلع اللبنانيون الى قيادات حكيمة تدافع عن مصالحها في أن تعيش حياة حرة عزيزة وكريمة. تقشفنا بالأمس خلال جلسات مناقشة الموازنة. تقشفنا في كثير من البنود التي لها علاقة بالنففقات، فلنتقشف فيما يتعلق بلغتنا وخطابنا السياسي الطائفي المذهبي العصبي والتحريضي ونرتقي جميعاً الى مستوى ما يتطلع إليه كل اللبنانيين بغض النظر عن أسمائهم وطوائفهم ومناطقهم وإنتماءاتهم.

وختم مقدماً التعازي إلى الرفاق في الحزب السوري القومي الإجتماعي وإلى عائلة الفقيد باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري وباسم حركة أمل.

وختم الاحتفال بكلمة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد قال فيها: ها هم اليوم، يجتمعون في بلدتك الدوير، وبين أهلها، إحياءً لذكراك وقلوبهم تفيض بمشاعر الأسى.

الكل يفتقدك يا أبا واجب.. فقد كنت دائم الحضور، انساناً مفعماً بالطيب، لا يتأخر عن واجب نضالي، ولا ينأى عن خدمة عامة.

إفتقدناك، ركناً من أركان حزبنا الذي ترأسته في مراحل صعبة،.. قائدا فذاً، بمواقفه ووقفاته، عميق الإيمان بالنهضة فكراً وعقيدة وصراعا.

سرت على خطى المعلم، أنطون سعاده، بثبات وعز وشموخ على الطريق عينِها التي سلكها الشهداء، القادة منهم والمناضلون.

كنت دائم الحضور، في مواقع القيادة والمسؤولية، وَزناً واتزاناً، جُرأة وشجاعة، موقفاً وصلابة، عِلماً وإحاطة، ثقافةً وبلاغة، إلماماً ودراية، تواضعاً ومناقبية.

دائم الحضور يا أبا واجب، ثباتاً على المبادىء وإيماناً بحتمية الانتصار.

دائم الحضور في حزبك، لأن أجسادنا قد تسقط، أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.

وقال: أبا واجب، أيها الأمين الحبيب

أن نتحدث عن مزاياك وصفاتِك، عن مآثرك ونضالك، عن سيرتك ومسيرتك، فهذا أقل الواجب إحياءً لذكراك. ولكنْ أنت من كان يَحرص ويُشدد على أهمية الموقف في كل المناسبات. الموقف الذي سَخّرت له المنابر ونذرت حياتك للتعبير عنه.

نعم، يا حضرة الأمين، الموقف سلاح، والسلاح موقف، وبهذا السلاح، نقاتل عدونا لنحرر مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لنحرر الجولان، لنحرر فلسطين كلَّ فلسطين ولنستعيد كل شبر مستلب من أرضنا.

لذلك، حذار من أن يُصوّب أحد، علا شأنه أم صَغر، أن يُصوّب سهام غدره على عناصر قوة لبنان، لأن السهام سترتد على مُطْلقيها.

لبنان انتصر على العدو بعناصر قوته، بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وعناصر القوة هذه، تحمي لبنان من غدر العدو وأطماعه.

وقال: حين تكبر التحديات، تسقط كل الاعتبارات، داخلية كانت أم خارجية. ولا يبقى إلاّ اعتبار أوحد، هو الدفاع عن أرضنا وصونُ كرامةِ شعبنا وحفظُ سيادةِ أمتنا. هذا هو قرارُنا، هذا هو خيارنا، مهما اشتدّت الضغوط والحصار ومهما كانت العقوبات التي تُفرَض علينا، فما تُسمّيه أميركا عقوبات، ما هو إلاّ اعتداءات عدوانية موصوفة ضد الدول والشعوب الحُرّة وانتهاكٌ للقوانين الدولية.

نحن مع قوى عديدة، قاومنا العدو وعملاءَه، قاتلنا الارهابَ والتطرف، وقدمنا الشهداء دفاعاً عن لبنان وحريته وسيادته. لذلك نحن معنيون بتحصين هذا البلد، بالوحدة والإخاء، بالإصلاح والتقدم، بحرية الرأي والتعبير، وبكل ما يعزز الاستقرار ويصون السلم الاهلي.

نعم، نحن مع مشروع الدولة، دولة المواطَِنة والمساواة، دولة قوية قادرة وعادلة، ترعى شؤون الناس وتحقق العدالة الاجتماعية.

نعم، نحن نريد لبنان، نطاق ضمان للفكر الحر، ولكن نريده أيضاً، نطاق ضمان للكرامة الوطنية والعزة القومية.

أيها الأصدقاء،

إنّ العقاقير الطائفية والمذهبية سامة وقاتلة، لأنها وصفة مكفولة من الخارج الاستعماري لتجزئة بلادنا وتفتيتِها.

النظام الطائفي المتوحش، القائم على أساس نظام المِلل والنِّحَل، يبني مزرعة ولا يبني دولة، وهو بارع في إحباط أي محاولة للاصلاح.

مع نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، لا تنتظروا حلولاً اقتصادية واجتماعية ولا تنتظروا علاجاً للأزمات المعيشية والبيئية والصحية وغيرِها... فنظام المحاصصة، هو "دراكولا" لبنان،.. مصاص دماء لا يتورّع في أية لحظة عن ابتلاع لقمة عيش الفقراء.

لبنان بحاجة إلى جراحة إنقاذية، تنقذه من آفة الطائفية والمذهبية ومن فيروس الفساد، وهذا لا يتم إلاّ بإحترام الدستور وتطبيقه، بدءاً من السير بقانون انتخاب يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية الكاملة ومن خارج القيد الطائفي، إلى الغاء الطائفية بشكل تام، إلى تحقيق الانماء المتوازن من دون تفرقة ولا تمييز بين منطقة وأخرى، الى تعزيز العلاقات بين لبنان وسورية.

هذه بنود واضحة في الدستور. حين تُطبَّق نصل إلى دولة المواطنة، ويتوقف المسار الانحداري الذي يُوصل البلد إلى هاوية سحيقة.

ولكن، ما هو مؤسف، أن الحكومة اللبنانية لا تطبق الدستور، وتُراكِم المشكلات والأزمات، ولا تتحمّل مسؤولياتها تصدّياً للأوضاع الصعبة والمأزومة فتزيد الأوضاع تفاقماً.

كيف لهذه الحكومة أنّ تجد حلاً لأزمة النازحين السوريين، وهي تمتنع عن الحوار مع الحكومة السورية بهذا الشأن،.. ويخالجنا الشعور يوماً بعد يوم أن بعض أجنحتها ينفذ املاءات خارجية !!!

المطلوب وقف الاستثمار اللا إنساني، الداخلي منه والخارجي في معاناة النازحين السوريين، وعلى الحكومة مجتمعة، أن تُسارع الى خطوات عملية في هذا الاتجاه، لأن التعامل مع السوريين، نزوحاً ويداً عاملة، يَحمل في بعض الأحيان سِمة العنصرية والكراهية، وهذا أمر خطير.

إن تطبيق القوانين مطلب وضرورة، ولكن ماذا عن تطبيق الدستور؟

وقال: لبنان لم يعد يحتمل مزيداً من الأزمات، فلماذا يسعى البعض الى إشراكه في مخطط تحويل العمالة الى نزوح.! هذا تحدٍّ خطير نضعه برسم المعنيين جميعاً.

أما الشق المتعلق بالفلسطينيين في مخيمات لبنان، فإننا نسأل الحكومة، هل الاجراءات التي تطالهم بذريعة تطبيق القانون هي من مسؤولية فريق سياسي، أم هي مسؤولية الحكومة مجتمعة؟

إن دعم حق العودة ورفض التوطين، يكونان بتحسين أوضاع الفلسطينيين الحياتية في المخيمات، وبمنحهم حقوقَهُم المدنية والاجتماعية، أما خلاف ذلك، فهو سير على طريق الاجراءات الأميركية التي بدأت بقطع التمويل عن وكالة الأُنروا لإنهاء دورها، وتماهٍ مع "صفقة القرن" لتصفية المسألة الفلسطينية. فهل يستطيع لبنان أن يتحمل هذا الوِزْرَ بل هذه الجريمةَ الموصوفة؟

لبنان ملتزم بدعم حق العودة ورفض التوطين، والفلسطينيون في لبنان، لهم معاملة خاصة، بمعزل عن قانون تنظيم العمالة الاجنبية، والأولوية الأساس هي هذه المعاملة الخاصة. لا زجرهم بقوانين تؤدي الى إحدى نتيجتين، إما تهجيرهم مُجدداً، أو أن يتمردوا فتلجأ الدولة اللبنانية الى القضاء على التمرّد. وهذا قد يكون عامل تفجير للأوضاع في لبنان.

لذلك، نحن ندق ناقوس الخطر ونطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها، حتى لا يقع لبنان في الافخاح المنصوبة له.

اضاف: أما فلسطين، وهي جوهرُ قضيتِنا القومية، فإنها تواجه خطرَ التصفية، لأن "صفقة القرن" تحوي كل ما سبقها من مؤامرات منذ وعد بلفور المشؤوم إلى اليوم. ولذلك فإن المواجهة يجب أن تكون شاملة وواسعة. وهذه المواجهة تتطلب إعادة الاعتبار الجماعية لخيار الكفاح المسلح، للثوابت التي تأسس عليها النضال، والخروج من كل الاتفاقات المُذلة. وإننا نرى في الإعلان الفلسطيني عن وقف العمل بالاتفاقات المُوقعة مع العدو، خطوة على الطريق الصحيح، يجب أن تُستكمل ببرنامج نضالي لمواجهة العدوان وإنهاء الاحتلال.

إن مسؤولية المواجهة لا تقع على الفلسطينيين وحدَهم، بل هي مسؤولية الأمة والعالم العربي، وعلى الشعوب العربية أن تؤازر مقاومتنا، بكل أشكال الضغط ضد الأنظمة التي تطبّع مع العدو وتتآمر على فلسطين.

وعلى الأحزاب والقوى والهيئات تفعيل دورها في عملية استنهاض الشعوب لممارسة دورِها ومسؤولياتها، لدعم أبناء شعبِنا في فلسطين بمواجهة العدو العنصري الاستيطاني الذي يقتل شعبَنا ويُهّوِد أرضَنا.

أما سورية، حاضنةُ المقاومة، فقد تعرّضت لحرب ارهابية كونية، استهدفتِ النيلَ منها بوصفها قوةَ احتضانٍ ودعم للمقاومة في فلسطينَ ولبنانَ والعراق. لكنّ صمود سورية أفشل أهدافَ العدوان، وانتصار سورية أحبط مشاريع الهيمنةِ والتفتيتِ والتقسيم، وبصمود سورية وانتصارِها، فإن مُعادلاتٍ جديدة بدأت تترسخ، ليس على صعيد المنطقة وحَسْب بل على صعيد العالم كلِّه.

إننا نُحيّي حكمة الرئيس بشار الأسد وشجاعتَه، فهو قاد سورية الى الانتصار على الارهاب ورعاتِه. وأهمية هذا الانتصار تتجسّد في أن الحرب على سورية هي بحجم الحروب العالمية.

إنّ سورية كانت ولا تزال، قلعةً قومية، حاضنة للمقاومة، مُدافعةً عن فلسطين، وعن وحدة لبنان ووحدة العراق، ولذلك فإن انتصارَها هو انتصارٌ لفلسطين ولبنان والعراق وللأمة كلِّها والعالم العربي.

لسورية المنتصرة رئيساً وقيادةً وجيشاً وشعباً، للقوى التي وقفت مع سورية، للذين وقفوا إلى جانب جيشها في معاركه ضد الارهاب ورعاته، لنسور الزوبعة الأبطال، لشهداء الجيش السوري وشهداءِ حزب الله، وشهداء نسور الزوبعة ، إلى هؤلاء جميعاً نوجه تحية إكبار ملؤُها العزُّ والفخار.

وقال: في هذا المقام، لا يفوتُنا العراق، الذي نُحَيّي قواه الرسميةَ والشعبيةَ التي دحرتِ الارهاب، وأفشلت مشروع التقسيم والفدْرَلة، وإننا نشدّ على أيدي العراقيين حكومة وأحزاباً وقوىً شعبية، في الدفاع عن وحدة العراق، ووأد مخطط تفتيتِه إلى غير رجعة.

أما الاستهداف الأميركي_ الصهيوني للدول الحليفةِ والصديقة، الجمهورية الاسلامية الايرانية، الجمهورية البوليفارية الفنزويلية، كوبا، الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وغيرها من الدول الحُرة، فإنه استهداف للسلم والأمن الدوليين. وقد أثبتتِ الوقائعُ والمواقف، أن الدولَ المستهدفة تتحدى مُنفردة غطرسة أميركا وحلفاءها، وهذا ما فعلته ايران في الآونة الأخيرة، رداً على خروج اميركا الإعتباطي من الاتفاق النووي ورداً على أعمال القرصنة البريطانية ضد سفينة ايرانية.

لذلك، نعلن وقوفَنا الى جانب هذه الدول الحليفةِ والصديقة، وندعوها إلى تنسيق مواقفها في مواجهة سياسات أميركا ومن يدور في فلكِها.

بعد ذلك انطلقت مسيرة بمشاركة الشخصيات والفاعليات الى ضريح الراحل قانصو، حيث وضعت اكاليل من الزهر وادت ثلة من القوميين السوريين الاجتماعيين التحية الحزبية.






تعليقات: