الكاتب الحاج صبحي القاعوري
وجها لوجه أمام عجوز غيّر الشيب والتجاعيد ملامحها، قالت : الم تعرفني ؟..
ذكريني !..
الليالي القمرية بجانب شجرة العليق على ضفاف النهر ..
انتِ؟..
نعم أنا .. أنا من أحبتك ،، وما زلت .. خمسون سنة منذ تركت القرية، وأنا ما زلت أنا ؟
انتِ تعرفين رأيي في الحب .. مصطلح اطلقوه على ثورة وفورة احاسيس ومشاعر في الإنسان تماماً كثورة البركان، يضخ القلب الدماء في الشرايين والأوردة بسرعة مضاعفة عن الطبيعي ، فيحمر الوجه نتيجة تدفق الدماء ، وتهدئ الفورة/ الثورة بعد ذهاب السبب الذي من أجله قامت الفورة ، وتعود الحياة طبيعية ،، أخذنا الزمن الحاضر الى الماضي البعيد ، أيام الأحلام ، ونسينا حالنا .. كيف اهتديتي على مكاني ؟ فرصة حقاً جميلة .
هذا الزمن ، زمن التواصل الإجتماعي ،وقد اهتديت على مكانك من صفحتك على الفيسبوك ، وجئت ادور على ظلك لأتفيأ كما الماضي ، حيث لم يعد ظل لي ، بعد وفاة والديّ واخواني وإخوتي ،ولم اتزوج ..؟ وأصبحت وحيدة في هذه الدنيا ، لا ظل لي غير ظلك .
لم أنساك يوماً لا بل ولا ساعة ، بالرغم من وصفك للحب بأنه احاسيس ومشاعر ، ولم أنسى تقديرك واحترامك لي بوجه خاص وللمرأة بوجه عام ، اذاً جاء الوقت لتخبريني سر تركك القرية بدون انذار وبدون سبب او ترك عنوان ؟ أنه ليسعدني معرفة ذلك ، وما إن انتهى من كلامه انتهت حياتها على صدره دون حراك ، الحلم الذي تحقق لها التفيئ في ظله.. وذهبت مع السر .
هذه هي الدنيا كلها اسرار نولد ونترك بصمات قد لا يجدوا تحليلاً لها ونذهب الى عالمٍ آخر تاركين من أحببناهم في دوامة قد لا يجدوا تفسيراً لها .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: