الفرديس.. تتضاعفف الجهود وتلتف السواعد لمواجهة حرمان البلدة المزمن

مبنى الفرديس البلدي
مبنى الفرديس البلدي


في إحدى بلدات قضاء حاصبِيا بمحافظة النبطية، تقع بلدة الفرديس على بعد 115 كلم عن العاصمة بيروت، ترتفع عن سطح البحر550 م في أحضان طبيعة غناء بأشجار الصنوبر والسنديان، هادئة وادعة كأهاليها الميامين الأكارم الأجلاء، لا ينقصها سوى إلتفاتة الدولة نحوها لإنمائها، ومدّها بالمشاريع الحيوية. لذا، تنطلق صرخة مدوية من مجلسها البلدي في وجه الحرمان المزمن، إنما ذلك لا يمنع رئيسه الأستاذ كمال سليقا وأعضاء المجلس بأن تتكاتف الجهود وتلتف السواعد بتحدٍ للذات للنهوض بالبلدة، وتقديم ما أمكن لها من الخدمات في البنى التحتية والمياه والكهرباء والإنماء لأجل التثبت بالأرض والصمود، كيف لا وهم لا يبارحونها أبداً، رغم الأحداث والحروب التي عصفت بتلك المنطقة، فهي أرض الآباء والأجداد، وجب تقديسها والحفاظ عليها.

مجلة "كواليس" كان لها محطة ولقاء مع رئيس بلديتها الأستاذ كمال سليقا الذي تسلم رئاسة المجلس البلدي مؤخراً لتبارك له وتشد على أياديه، وتقف منه على تطلعاته نحو هذه البلدة.

*بداية نود تعريف عن شخصكم، وبالتالي ما الذي شدكم للعمل البلدي، سيما في ما تعانيه معظم البلديات من شح في السيولة ينعكس ذلك على عملكم ورغبتكم بتحقيق مشاريع وإنجازات؟

كنت من عداد أفراد قوى الأمن الداخلي، تنقلتُ في عدة مراكز ونفذت مهمات من تعقب مطلوبين وإجراء تحقيقات عدلية في المخافر، وبعد إحالتي إلى التقاعد، اعتبرت أن لبلدتي حق عليَّ في خدمتها، فدخلت المجلس البلدي كعضو في دورتين متتاليتين، وفي هذه الدورة تقاسمت العمل مداورة مع الرئيس السلف الأستاذ بسام سليقا لمدة ثلاث سنوات، ولا شك أن عملي السابق في قوى الأمن الداخلي أكسبني خبرة في حفظ القوانين والأنظمة وتنظيم المحاضر والتقارير والإفادات والإحتكاك بالمواطنين، وقبل كل ذلك المناقبية والصدق والإستقامة واحترام الآخرين.

أما العمل البلدي فهو خدمة إنمائية وتنفيذ مشاريع حيوية تفيد البلدة والمواطنين، وفي كلا المرحلتين، نحن نتبع لوزارة الداخلية. وللأسف أتينا إلى العمل البلدي في ظروف قاسية مادياً، بحيث ما يصلنا من الصندوق البلدي المستقل قليل جداً ويستحيل إقامة أي مشروع، سيما وبلدتنا نائية، ضعيفة، لا يوجد فيها مؤسسات، أو محلات تجارية، أو مصانع ومعامل، أو أماكن سياحية لتحصيل جبايات، وما نحصل عليه من جبايات ورسوم تأجيرية ضئيل جداً، وفوق كل ذلك لم نييأس، سنتابع مسيرتنا بما أمكن.. لأجل إنماء البلدة والأهالي وهذا ليس منّة بل حق مكتسب لهم من أجل البقاء في الأرض.

*ما هي إستراتيجية العمل التي خططتها لهذه المرحلة من عملكم البلدي؟

نحن كعمل بلدي متكامل، متجانس مع من سبقنا، مِمَنْ تولوا المسؤوليات في هذه البلدة، الكل حريص على إعلاء شأنها ورفع مستوى الخدمات فيها والمواطن بات لا يعرف سوى البلدية بمطالبه فيما خص الكهرباء أو المياه أو الطرقات الرئيسية وما شابه، لذا باتت اللامركزية الإدارية أمر واقع، إنما يلزمها قوننة على الورق.

ومن أبرز المشاريع المقترحة، إستحداث رصيف على طول طريق مدخل البلدة، مع تشجير وإستحداث وسطية كحديقة مع نافورة مياه في ساحة البلدة قرب البلدية، تركيب فلتر لمياه الشفة في الخزانات الرئيسية للبلدة التي تصلنا من مياه شبعا، وبناء حيطان دعم في بعض الأماكن، كذلك شق طرق زراعية، وما يرهقنا التمدد العمراني إلى عدة أماكن عقارية ووجوب تأمين الطرقات لهم مع شبكتي كهرباء ومياه. وللأسف لم نتلق أية مساعدة من الدولة، إنما المنظمات الدولية وقوات الطوارئ الدولية تساعدنا في بعض المشاريع من وقت لآخر، كذلك مجلس الجنوب أنجز لنا ملعب رياضي، كما ساعدتنا مؤسسة رينيه معوض التي قدمت لنا المولد الكهربائي إضافة لشبكة إنارة في شوارع البلدة.

ولا يسعني هنا إلا أن أشكر معالي الوزير أنور الخليل الذي ساهم مادياً ومعنوياً في دعم بلدية الفرديس، والشكر للزعيم تيمور بك جنبلاط لدعمه المادي المتواصل للبلدية، كذلك الشكر للنائب قاسم هاشم على مساعدته الدائمة للبلدية، والشكر لمعالي الوزير أسعد حردان لتقديماته الدائمة للبلدية، وشكر خاص للحاج قبلان قبلان ومجلس الجنوب على ما قدمه من مساعدات وما نحن موعودين به للمستقبل من قبل المجلس، كما الشكر لمجلس الإنماء والإعمار، والشكر لصاحب الأيادي البيضاء الوزير وائل أبو فاعور، كما وعدنا من قبل عطوفة الوزير طلال ارسلان بالمساعدة بالمستقبل القريب، وكل الشكر للأستاذ عماد الخطيب على تقديماته الدائمة.

*لنتطرق معكم حول البيئة بشكل عام والصرف الصحي والنفايات؟

نولي البيئة إهتماماً كبيراً، نحن نعمد إلى رش المبيدات في الشوارع والأحياء من وقت لآخر ضد البرغش والذباب والحشرات، ونضع أمام كل منزل مستوعب للنفايات، يتم جمعها وطمرها في مكان بعيد كلياً عن الأماكن المأهولة وهناك مشروع من الدولة التركية بإستحداث مطمراً حديثاً في بلدة كفرحمام يضم إتحاد بلديات العرقوب. أما الصرف الصحي فلدينا محطة تكرير، إنما يلزمها صيانة بإنتظار أية مساعدة لهذه الغاية، ونحن نبذل قصارى جهدنا ونخلق من الضعف قوة لتحقيق إنجازات ومشاريع حيوية والوقوف إلى جانب أهالينا في السراء والضراء، كما نقدم المعونة لبعض العائلات خاصة في فصل الشتاء من مازوت وحطب، كذلك نساعد ما أمكن بعض المؤسسات الحكومية والدفاع المدني العاملة ضمن إتحاد بلديات العرقوب. ونقيم إحتفالات ورعاية لتكريم الطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية وندوات توجيهية وإرشادية وتعليم اللغة الإنكليزية وندعم الأنشطة الرياضية التي ينظمها النادي الرياضي في البلدة مادياً ومعنوياً.

والبلدية بالمطلق تعتبر الراعي والمصلح في أي حدث أو خلاف فردي أو عائلي قد يحصل –لا سمح الله – في البلدة، ونساعد الأهالي في فواتير الكهرباء، حيث كنا سابقاً نعتمد قيمة مقطوعة بسعر الكلفة، إنما بعد فرض وزارة الطاقة إعتماد العدادات، أضطررنا تنفيذ ذلك، إنما لم نزل نساعد الأهالي بما أمكن بالتخفيض عن التعرفة الرسمية قدر الإمكان، كما نضع إحدى القاعات الملاصقة لمبنى البلدية بتصرف الأهالي لإستخدامها في المناسبات العامة والخاصة.

*هل لديكم شرطي بلدي؟

لا يوجد عندنا أي شرطي بلدي، قد نستعين بإشخاص بدور الشرطي البلدي أثناء المناسبات في البلدة لأجل حفظ الأمن وتأمين السير ودوريات لملاحقة الصيادين.

*من كلمة في ختام هذا اللقاء؟

نطالب الأفراج عن المستحقات المالية لنتمكن من تحريك عجلة العمل والقيام بواجباتنا تجاه البلدة والأهالي والعمل البلدي أمانة في رقابنا وهو تكليفاً وليس تشريفاً.

* فؤاد رمضان (مجلة كواليس)

رئيس البلدية الأستاذ كمال سليقا
رئيس البلدية الأستاذ كمال سليقا


جانب من أحياء بلدة الفرديس
جانب من أحياء بلدة الفرديس


الثروة الحرجية لبلدة الفرديس
الثروة الحرجية لبلدة الفرديس


مقام النبي شعيب (ع)
مقام النبي شعيب (ع)


لوغو الفرديس يوضع على صورة البلدة
لوغو الفرديس يوضع على صورة البلدة


رئيس البلدية الأستاذ كمال سليقا
رئيس البلدية الأستاذ كمال سليقا


كنيسة البلدة
كنيسة البلدة


قاعة المناسبات
قاعة المناسبات


المعلب الرياضي
المعلب الرياضي


محطة تكرير للصرف الصحي
محطة تكرير للصرف الصحي


مركز مؤسسة عامل
مركز مؤسسة عامل


موقف سيارات في الباحة الخارجية للبلدية
موقف سيارات في الباحة الخارجية للبلدية


تعليقات: