طعنة أنهت حياة الطبيب محمود كحيل في شقته في باريس


رحلة اغتراب وهجرة للعلم والعمل على مدى سنوات طويلة، انتهت بطعنة سكين في صدر الطبيب محمود كحيل، الذي عثر عليه السبت داخل شقته في #فرنسا جسداً بلا روح، لتفتح الشرطة تحقيقاً لمعرفة ملابسات الجريمة المروعة التي أودت بحياة مَن عُرف بإنسانيته وأفعاله الخيرية.

اكتشاف الكارثة

يوم الخميس الماضي، تواصل الطبيب محمود مع شقيقه محمد الذي قال لـ"النهار" أنّه "كان طبيعياً، تبادلت وإياه المزاح، تحدّث الى والدي، لتتصل بعدها شقيقتي به مرات عدة، من دون أن يجيب على هاتفه، وهذا الأمر ليس من عادته، فقد كان يتواصل معها بشكل يومي. عندها اتصلت بابنه وطليقته في محاولة للاطمئنان عنه، لكن من دون أن تصل الى ما يريح قلبها، فما كان منها إلا أن اتصلت بصديقه الذي قصد منزله ليُفجع بهول الكارثة، حيث ابلغ الشرطة التي حضرت وفتحت تحقيقا بالحادث". وأضاف: "ما ساهم في عدم اكتشاف الكارثة على الفور أنّ محمود كان في عطلة من المستشفى حيث يعمل، إذ كان يتحضر للسفر الى أفريقيا في بعثة لمعالجة الاطفال، ومن بعدها كانت في نيته زيارة وطنه لبنان، لكن، يا للأسف، نالت منه يد الاجرام على الرغم من أنّ ليس له اعداء، فقد كان من خيرة الناس وأطيبهم".

رحلة اغتراب طويلة

منذ ان وصل خبر مقتل الطبيب كحيل (56 سنة) وعائلته في حالة من الصدمة والحزن، حيث اشار محمد إلى أنّه "نريد ان تنكشف الحقيقة ونعرف الاسباب ومن يقف خلف مقتله، وبحسب ما علمناه الى الآن، فإن الشرطة لم تعثر على السكين الذي طُعن به، ولا يوجد فوضى في شقته، ما يعني استبعاد ان تكون الخلفية لقتله هي السرقة"، واضاف: "منذ سنوات طويلة، هاجر محمود الى ألمانيا لمتابعة علمه، الا أنّ غلاء المعيشة هناك دفعه الى العودة الى لبنان، ليسافر بعدها الى إيطاليا حيث أكمل علمه لينتقل بعدها الى فرنسا، ويبدأ مسيرته المهنية الناجحة. تزوّج من فرنسية ورزق منها بابن يبلغ من العمر 14 سنة، قبل ان يقع الطلاق بينهما".

وجع ومطلب

الطبيب كحيل من البداوي، لكن كما قال محمد: "نحن من سكان الزاهرية- طرابلس، وقد كان محمود يواظب على زيارتنا في لبنان، للاطمئنان إلينا، شارحاً: "نحن من عائلة مؤلفة من 7 شباب و3 فتيات، خسرنا والدتي وشقيقي وشقيقتي، والان محمود. لا كلمات تعبّر عن هول مصاب والدي الذي كان ينتظر قدوم ابنه، بعد سنوات على غيابه، ليُفجع بخبر مقتله"، وأضاف: "نطلب من وزارة الخارجية متابعة القضية حتى الوصول الى كشف الحقيقة كاملة، ومساعدتنا في عودة جثمان اخي، ليُدفن في وطنه".

مرة جديدة يدفع الاغتراب اللبناني دمه في الخارج، لتغرق سفينة أحلام جديدة، قبل أن تتمكّن من العودة إلى برّ الوطن.




تعليقات: