19 أيلول: إفتتاح معرض لأعمال د يوسف غزاوي في الأشرفية


حول معرضي الثالثة عشر (أكواريل)

غاليري Exode (أيلول ٢٠١٩)

اعتدتُ سابقاً على عرض أعمالي بتقنيّة الزيت والأكريليك بشكلٍ أساسٍ، يُضاف إليها بعض التجهيز والتركيب والموزاييك وموادّ أخرى منوّعة، وقليل من الغواش. أمّا هذا المعرض، فهو مُكرّسٌ بأكمله لمادّة الأكواريل.

لماذا الأكواريل؟

لقد بدأتُ منذ سنوات قليلة جداً بتنفيذ أعمال مكرّرسة لهذه التقنية كنوع من التغيير، وللخروج قليلاً من هيمنة التقنيات التي ذكرتُها، ولو مؤقتاً.

يمتاز الأكواريل بسحره ورونقه ولمعانه وإضاءته. يعود استعماله تاريخيّاً للعصور الوسطى، ويُمكن القول أنّ بداياته الفعليّة والعمليّة تعود إلى الألمانيّ البرخت دورر (١٤٧١- ١٥٢٨)، في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، رائد هذه التقنيّة التي أجادها بمهارة عالية ومميّزة، مُنفّذاً مئات الأعمال، وكذلك الأمر مع بعض فناني عصر النهضة الآخرين أمثال فان آيك (١٥٥٩- ١٦٤١)، وما بعد عصر النهضة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر برز اسم جون كونستابل وتورنر اللذين استعملا الأكواريل ليُسجّلا ملاحظات سريعة عن الجوّ وقوس القزح ومرور الغيوم...

الفنان الإنكليزي وليم بلايك، استخدم هذه التقنيّة بطريقة خاصّة وفذّة مُستعملاً أوراق الأشجار لتحقيق مطبوعات خاصّة... وكذلك الحال مع إدوارد هوبر في العصر الحديث وبول كلي وبول سيزان وغيرهم الكثير.

بالنسبة لأعمالي، بقياساتها الموحّدة، وفهمها le concept، فقد تنوّعت موضوعاتها التي حاكت الوطن والأرض بجمالاتهما وموجوداتهما وناسهما والعادات والتقاليد والقديم الذي أصبح ذكرى من الماضي؛ مناظر طبيعيّة منوّعة من الجبل وسهل البقاع وآثار صور ومرفأ صيدا والخيام وصخر الجنوب والكنيسة والجِرار للمونة والنهر، والفواكه كالصبّار والتين والرمّان والعريشة ومنازل مهجورة، وكرسيّ قديم من القش. إضافة إلى الموضوعات الإنسانيّة كالحطّاب والفلّاح والدبكة اللبنانيّة والخابزات وجلسة كبار السنّ في ساحة الضيعة، وحلب الماعز، وصولاً إلى الهجرة في هذا الوطن، والبدويّات. وهناك حضور لبعض الحيوانات كالدجاجة وفراخها والطيور المُهدَّدة بالانقراض والفراشات والدعسوقة... موضوعات عشناها ونعيشها، تعيش في أفئدتنا وقلوبنا وتاريخنا وحاضرنا... نُجسّدها في أعمالنا علّنا نبعث طيفها من رقادها ورمادها لتلوّن بعضاً من ضياعنا وتيهنا.

نعجز عن تغيير العالم نحو الأفضل، فنقوم بتلوينه.

(الشكر لغاليري Exode على الاستضافة، وللمصوّر الفنان كامل جابر الذي أمدّني ببعض الصور).

* يوسف غزاوي

تعليقات: