فضل الله يتحدّث في احتفال تأبينيّ في طير حرفا الجنوبيّة


..إذا استمرَّ تربّص الطوائف ببعضها البعض فلن تُحلّ الأزمات!

أحيت قرية طير حرفا الجنوبية ذكرى مرور أسبوع على وفاة المرحوم الحاج علي محمد، والد رئيس جمعية أطباء القلب الدكتور مالك محمد، باحتفال حاشد أقيم في حسينية البلدة، حضره نواب وفعاليات دينية وسياسية وبلدية وحزبية وشعبية.

استهلّ الاحتفال بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة قدَّم في بدايتها واجب العزاء لأسرة الراحل وذويه، مشيراً إلى مزاياه ومآثره الأخلاقية والإنسانية وتفانيه وكفاحه في تربية أسرة متعلّمة صالحة تحمل كلّ الحبّ والانفتاح للآخرين، وتعمل على خدمة مجتمعها وإنسانه.

وأضاف سماحته: "قيمة هذه المناسبات أنها تجعلنا نستعيد إحساسنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا في هذه الحياة، فنحن بحاجة دائماً إلى من يذكّرنا بالآخرة وسط ضجيج هذه الحياة والانغماس في أطماعها وشهواتها وملذاتها، وحتى لا ننسى مسؤولياتنا تجاه ربنا وأنفسنا ووطننا وأمتنا ومجتمعنا".

وتساءل: "ماذا يبقى للإنسان من هذه الحياة بعد موته؟ هل تبقى أمواله وما يملك من عقارات ومن مجد صنعه ومواقع وصل إليها؟ أليست كلّ هذا الأمور زائلة مع وفاتنا، وما يبقى هو ما نتركه من أثر طيب وعمل صالح، من خلال أولادنا وأعمالنا ومواقعنا التي سخَّرناها لخدمة عيال الله، وليس للمصلحة الخاصة والذاتية؟‍!".

وتابع سماحته: "الحياة فرصة لنا لكي نعيش ونشعر بمعاناة الآخرين ونتحسَّس عذاباتهم، ونعمل على تضميد جروحهم بقدر ما نستطيع. عبادة الله لا بدَّ من أن تنعكس في سلوكنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وأن تتحوَّل إلى بذور خير في المجتمع الذي نعيش فيه، وإلا ليس لها فائدة".

وشدَّد على الكلمة الطيبة التي تعمل على زرع المحبة في القلوب، والتي تساهم في إزالة كلِّ عناصر الفرقة والفتنة التي يحاول الآخرون زرعها في مجتمعنا، داعياً إلى أن نكون الإطفائيين والمصلحين، لأن مشكلتنا، سواء كأديان أو مذاهب أو أحزاب سياسية، أننا نركّز على عناصر التفرقة والانقسام، ونترك كلّ العناصر المشتركة أو نتجاهلها.

ولفت إلى أنَّ الآخرين درسوا جيداً وعرفوا نقاط ضعفنا وقوتنا، وأننا أفراد وشعوب تسيطر عليها العصبيات، وأنها تثار بسرعة، ما يجعلها تسقط كلّ قضاياها أمام انفعالاتها وتصبح ألعوبة في مهب رياح الآخرين.

وقال: "إذا بقينا على هذه الحالة من التمزّق والتشتّت، حيث إنَّ كلّ طائفة تتربَّص بالأخرى، وتسعى إلى الاستئثار بالبلد لصالحها دون الآخرين، أو أنَّ كلَّ فريق يريد أن يسجّل النقاط ضدّ الفريق الآخر، فلن نستطيع أن نواجه الأزمات التي يعانيها هذا البلد، ولا سيما على الصعيدين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، أو على صعيد التهديدات والاختراقات الصّهيونيّة".

وفي الختام، تساءل سماحته: "كيف تفتح الأبواب للعملاء وتسهل عملية دخولهم إلى الوطن؟ ولماذا في هذا الوقت؟ وما هي الخطط من وراء ذلك؟ فهل هناك من يرسم لهم دوراً ما لكي يؤدوه ويشاركوا في التأثير في قرار هذا البلد؟".










تعليقات: