الدّم فاير في زحلة وعصابات السرقة والخطف تطال الشباب

الدم فاير في زحلة
الدم فاير في زحلة


استأنفت عصابات الخطف بغرض سرقة السيارات نشاطها، وكان الشاب الزحلي داني نبيل التن (22 سنة) أحد ضحاياها ليل الخميس- الجمعة. ووفق السيناريو نفسه الذي جرت عليه العمليات السابقة، اعترضته سيارة "رابيد" بيضاء اللون، ترجل منها مدنيان، وادّعيا أنهما من مخابرات الجيش، ولما طلب منهما الشاب بطاقة تعريف، ضربه أحدهما بسلاح على وجه فسالت دماؤه، حينها، وتحت التهديد، وضعا له قميصه على وجهه، ونقلاه إلى المقعد الخلفي لسيارته الرباعية الدفع من نوع "تاهو"، وتولى أحدهما تصويب كلاشينكوف إلى رأسه ومسدس إلى خصره، وقاد الثاني السيارة، ليرمياه من بعدها على طريق مقفرة تربط بعلبك بغربيها، ويفرّا بسيارته ومحتوياتها، حيث عثر عليه شابان كانا مارّيَن بسيارة، وأسعفاه.

إلا أن ما اختلف في حادثة الأمس، أن عملية الخطف والسرقة حصلت في حي حوش الأمراء، على طريق داخلي لمدينة زحلة، وليس على أتوستراد أو طرقات مقفرة. وبأن العصابة وإن استفردت بضحيتها، إلا أن لداني التن "عزوة" كبيرة، ممن أعطوا لزحلة صيتها "عالضيم والله ما منام". وعليه، أحدث هذا التجرؤ الجديد على أمن وأمان مواطن ومدينة، سيلاً من بيانات الاستنكار من قبل السياسيين في زحلة وبلدية زحلة – معلقة، وفورة غضب عارمة، لا سيما في صفوف الشباب، هدّدت بردّات فعل، لو لم يجرِ احتواؤها.

إذ قام داني ووالده نبيل ومعهما وفد كبير من الأهالي، بزيارة راعي أبرشية زحلة والفرزل للروم الكاثوليك المطران عصام درويش، بحضور النائب السابق إيلي ماروني. وإذ استنكر المطران درويش الاعتداء، قال: "نحن في زحلة دار سلام، هذه الرسالة التي نحب أن نوجهها إلى كل اللبنانيين، وبشكل خاص إلى الأشخاص الذين يفكرون بالتطاول على أهل زحلة، نحن دار سلام ولكن أيضاً لا ننسى بأن زحلة هي أيضًا "مربى الأسودي". نحن نمدّ غصن الزيتون إلى كل أحبائنا وأخوتنا في الوطن، ونطلب منهم أن يمدوا أيضاً غصن زيتون لنبني وطناً ونزرع السلام بوطننا". وإذ دعا إلى الالتزام بالهدوء والتعاون مع الأجهزة الأمنية، أكد للوفد تبلغه بأن الأجهزة توصلت في تحقيقها بالقضية "إلى خيوط كثيرة، وعُرف صاحب السيارة، وبوقت قريب جداً سيساق هؤلاء إلى العدالة". ووجه نداء إلى "فخامة رئيس الجمهورية، وكل القوى الأمنية أن يكونوا حازمين، لا يمكننا أن نعيش ببلد فيه فلتان وإلا نكون نطلب تهجير شبابنا".

أما والد الضحية نبيل التن فقال: "اليوم داني، غداً لا نعرف مَن. نحن في مدينة تؤمن بالدولة، لا نريد أن يدمر أحد هذا النموذج، نحن ملاذ آمن بالأفراح والأتراح للموزاييك اللبناني في جوارنا، وزحلة دار السلام. لقد قال قائد الجيش "لن نسمح لبضعة زعران أن يأخذوا بعلبك الهرمل رهينة"، وأعطى أوامره ونفذ الجيش عمليات. نحن نشدّ على يدهم لنكون بيئة حاضنة للجيش ولبناء الدولة. نطلب من كل مسؤول أمني، أن يعمل ضمن قطاعه ووفق مسؤولياته بطريقة صحيحة".

والكلام عينه ردّده الوالد بعد زيارة لسرية درك زحلة، الإيمان بالدولة، ردع "الزعران"، وتوقيف أفراد العصابة التي اعتدت على داني. فهل تكون الدولة على قدر الإيمان الذي وضعته بها عائلة كادت أن تفقد ابنها؟

وقُطع أوتوستراد زحلة بالإطارات المشتعلة إدانة لحادثة خطف وسرقة المواطن داني التن.

الدم فاير في زحلة
الدم فاير في زحلة




تعليقات: