بشارة مرهج: الحكومة في واد و الناس في واد آخر

وزير الداخلية الأسبق بشارة مرهج
وزير الداخلية الأسبق بشارة مرهج


.كتب الوزير الأسبق بشارة مرهج على صفحته على الفايسبوك:

«

الحكومة الواقعة تحت سيطرة الطبقة المالية المصرفية منفصلة تماما عن الواقع الشعبي، شأنها شأن الراحلة ماري أنطوانيت، فلا هي تشعر بأوجاع الناس ولا هي تهتم بمعاناتهم.. تلك المعاناة التي تسببت هي بها عبر إصرارها على النظام الاقتصادي الريعي، و سكوتها عن الرشوة و الفساد، واستفادتها من الهندسات المالية، و مشاركتها في الهدر والبذخ، واستمرارها في فرض الرسوم و الضرائب على اهل الدخل المحدود، و العبث بشوءون البيئة والغذاء و الدواء ، و تصميمها على استقدام المزيد من بواخر الكهرباء ، و تجاوزها لسلطة القضاء دون ان تتجرأ على استرجاع الأموال المنهوبة ، او اعتماد الضرائب المباشرة التصاعدية ، او إصلاح الإدارة "العصرية" ، او السيطرة على أموالها السائبة في المرفأ و المطار و الأملاك البحرية و النهرية و البلدية ، هذا فضلا عن الكسارات و المقالع التي ترفض استصلاح الأراضي او دفع الرسوم او إحترام الشروط البيئية .

وبدلا من ان تستمع هذه الطبقة العلية الى خطاب الناس و تتفهم معاناتهم الانسانية وتقف عند مطالبهم المشروعة كانت تستهتر بهم و تتصرف من بابها العالي بإستخفاف حتى انكشفت كليا أمام النيران و سحب الدخان التي غطت البلاد و بينت كم هي عاجزة عن المبادرة و كم هي مستغرقة في تكديس الأموال و لو على حساب السلامة العامة .

اما القشة التي قصمت ظهر البعير فتمثلت في طرح الرسم الاضافي على الاتصالات مما أتاح للناس ان تتعرف مباشرة على الغيبوبة التي تعيشها حكومة مسافرة تسمح لاحد أعضائها بممارسة اعلى درجات النزق و التجبر على الناس .. نعم الناس أنفسهم الذين يمولون رحلات الوزراء و خسائر اصحاب المصارف في استثماراتهم الخارجية و هدر الموازنة العامة وفوائد الدين العام .

تعليقات: