الأسير الشهيد سامي أبو دياك.. رحل وهو يشكو الخذلان


جنين -

«أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة.. لا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا.. إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي.. أريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانهم».

كانت هذه آخر مناشدات الشهيد سامي أبو دياك من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين وهو يأمل أن يرحل عن هذه الدنيا بين أحضان والدته التي ذاقت عذابات التنقل بين السجون لزيارته وشقيقه المحكومين بالسجن المؤبد حتى كانت الزيارة الأخيرة قبل يومين والتي مثلت زيارة الوداع.

وعن تلك الزيارة المؤلمة يتحدث شقيقه لمراسلنا كيف سمح للعائلة بأن تلتم حوله لمرة واحدة ولعشرين دقيقة في مستشفى الرملة ليلقوا عليه نظرة الوداع وليعدوا بعدها ساعات رحيله.

لا يوجد غضب في الدنيا يوازي غضب العائلة التي شعرت بعجز كبير في قدرة المؤسسات الرسمية والحقوقية عن ممارسة ضغوط على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج عنه في ساعات حياته الأخيرة لكي يكون ارتقاؤه شهيدا بين عائلته، وفق حديث ابن عمه عبد الله أبو دياك لمراسلنا.

طوال سنوات مرضه، وبعد أن دخل مرحلة متقدمة من المرض ووالدته لا تلبس إلا الأسود، فقد قررت الحداد مبكرا، وكانت رسالتها ورسالته لن نسامح أي أحد يتخاذل في ملف سامي.

معاناة لا تنتهي

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشهيد سامي عقب عملية السور الواقي لاجتياح الضفة في (2002) وحكم بالسجن المؤبد ثلاث مرات، ولكنها أيضا اعتقلت شقيقه سامر في (13-5-2005) أي بعد اعتقاله بعامين، وحكمت عليه أيضا بالسجن المؤبد و25 عاما.

رافق سامر شقيقه سامي في الأشهر الأخيرة قبل استشهاده ليكون آخر شخص في العائلة يلقي نظرة الوداع عليه في حين تتخوف العائلة من أن يكون مصير جثمان الشهيد سامي مثل الشهداء المحتجزة جثامينهم.

يقول ابن عمه راغب أبو دياك لمراسلنا: إن الاحتلال أمعن في تعذيب العائلة في كل مفاصل مرض سامي؛ فحتى حين طلب سامر أن يلازم شقيقه في مرضه وأن يكونا في سجن واحد رفض ذلك، ولكن بعد تدخل محامين قبِل ذلك سيما وأن سامي لم يكن قادرا حينها على القيام بأي وظيفة جسدية وأعضاؤه معطلة.

ويعدّ أبو ذلك ثالث شهيد يرتقي هذا العام في سجون الاحتلال نتيجة ملف الإهمال الطبي بعد الشهيدين بسام السايح وفارس بارود، وكان الشهيد أبو دياك قد ذكر قبل أشهر الشهيد بسام السايح في رسالة سربها من سجون الاحتلال استذكر فيها مرافقته في مستشفى سجن الرملة للشهيد السايح ليلحق به بعد ذلك في الظروف ذاتها والمكان نفسه.

ووسط حالة الغضب فإن انتقادات لاذعة وجهت للمستوى الرسمي بعد استشهاد أبو دياك، وسط تساؤلات متى يحمل ملف الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية ويتم تدويل هذا الملف، سيما وأن أبو دياك هو الأسير رقم (222) الذي يرتقي في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي.

* المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام





تعليقات: