جائزة «لا ننسى صبرا وشاتيلا» الإيطالية للدكتور كامل مهنا


تكريماً لنضاله التاريخي من أجل القضية الفلسطينية

...

شكلّت المجزرة المروعة في صبرا وشاتيلا عام 1982 حافزاً للرأي العام العالمي والأوروبي خصوصاً للالتفات إلى قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته سواء داخل الأراضي المحتلة أو في بلاد اللجوء المجاورة. وفيما كان فريق عامل من أوائل المسعفين الذين تولوا إغاثة ضحايا المجزرة في ذاك اليوم المشؤوم من أيلول، عُرف عن قائد المؤسسة د. كامل مهنا تضحياته وكفاحه من أجل القضية الفلسطينية بلا هوادة، فكان آخر الناجين من مجزرة تل الزعتر، وفي طليعة مطلقي العمل الإنساني من قلب المخيمات الفلسطينية وكل المناطق المهمشة في لبنان.

وعلى إثر هذا الدور التاريخي، جاء قرار لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" الإيطالية بمنح جائزة المنظمة هذا العام للدكتور كامل مهنا تكريماً لنضالاته المستمرة من أجل العدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا ولكل أبناء الشعب الفلسطيني، خلال حفل يقام في الـ7 من آذار المقبل في العاصمة الإيطالية روما.

تضاف هذه الجائزة إلى عدد من التكريمات والترشيحات في رصيد د. مهنا والذي كان آخرها ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2019، وذلك على خلفية الدور الإنساني الذي قام به في تنمية القيادات المجتمعية، وترجمة مبادئ العمل الإنساني طيلة الأعوام الـ50 المنصرمة، سواء على صعيد تجربته الخاصة أو من خلال برامج مؤسسة عامل وتضامنها مع الإنسان المهمش من دون أي تمييز، إلأى جانب مساهمته الكبيرة في بناء الجسور بين البيئات المحلية وتعزيز السلم الأهلي مع الاستجابة للأزمة الإنسانية الكبرى، على مدى العقود الخمسة الماضية، في لبنان والمنطقة وخارجها.

إن لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" التضامنية أسسها الصحفي والناشط الإيطالي ستيفانو تشياريني، وهي منظمة تضم ناشطين عالميين مناصرين للقضية الفلسطينية، صحافيين ونقابيين وأكاديميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان، حيث تنظم في كل عام زيارة إلى لبنان برفقة حوالي 70 ناشطة وناشطاً لإحياء ذكرى المذبحة. وينظم خلال زيارة لبنان جولات ولقاءات يتعرفون خلالها على حياة الفلسطينيين في المخيمات ومعاناتهم، كما يجولون على مراكز لمؤسسة عامل الدولية وعلى مخيمات للاجئين السوريين في جنوب لبنان.

مهنا عقّب على فوزه بالجائزة معتبراً أن كل تقدير للجهود الإنسانية على الصعيدين المحلي والدولي، يعزز إيمان العاملين في الشأن الإنساني على مواصلة العمل وعدم الرضوخ للصعوبات، ويؤكد أن تحقيق العدالة للقضايا الإنسانية أمر ممكن وضروري، داعياً إلى استمرار الكفاح من أجل القضية الفلسطينية لادراجها ضمن القضايا الإنسانية المحقة وليس السياسية فقط، فالقضية الفلسطينية هي أهم وأعدل قضية بالتاريخ الحديث، وإن أي عمل إنساني لا تكون فلسطين من أولوياته لا يكون عملاً إنسانياً، وهو ما عملت من أجله مؤسسة عامل خلال العقود الماضية، أن يكون العمل الإنساني ملتزماً ونضالياً ومناصراً للفئات المهمشة والضعيفة في كل مكان بالعالم.

وسيغادر مهنا في 5 آذار إلى روما لحضور حفل استلام الجائزة، يرافقه رئيس جمعية بيت أطفال الصمود ولجنة ط نسسى صبرا وشاتيلا" السيد قاسم عينا.

من الجدير ذكره، أن مؤسسة عامل وبالتعاون مع مؤسسة بيت أطفال الصمود ولجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" تحضران لاطلاق مركز توثيق يضم متحف إنساني وقسم تمكين مهني لعائلات وناجين مجزرة صبرا وشاتيلا، ضمن مركز مؤسسة عامل لبناء القدرات في حارة حريك، وذلك بهدف حشد الوعي والدعم المحلي والدولي اتجاه القضية الفسلطينية وتسليط الضوء على أوضاع المخيمات في لبنان.

تعليقات: