ما هكذا تورد الإبل يا رجال الدين


بعد إعلان التعبئة العامة في لبنان، من أجل مواجهة خطر «فيروس كورونا» منعاً لوصوله إلى مرحلة متقدّمة في التفشي، ويتولى شبان متطوعون من الخيام مراقبة مداخل بلدتنا.. يقدّمون النصائح والتوجيهات للعابرين من وإلى البلدة ويتولون فحص حرارة كل شخص يعبر، من باب الوقاية، حرصاً على السلامة العامة وكي تبقى الخيام بمنأى عن أية مخاطر من العدوّ الخفي الذي يهدد البشرية جمعاء.

بعض هؤلاء الشبّان كانوا أحياناً يمضون الساعات دون أكل أو شرب، في أجواء الطقس المتقلب دون أن ينتبه أحد إلى وضعهم. هم حقاً جنود وأبطال مغمورون يستحقون الثناء، بمختلف انتماءاتهم...

اليوم ضجّت الخيام بخبر تناول هؤلاء الشبّان، لاقى استهجان واستنكار الجميع:

"بعد مرور أحد رجال الدين بسيارته، متقدماً موكب جنازة من حوالي عشرة سيارات، رفض التوقف عند الحاجز واخضاع أي شخص ممن كانوا في الموكب لعملية فحص الحرارة".

ربما كان رجل الدين هذا غير مدرك لمخاطر ما قام به، خاصة وأن من كانوا في الموكب جاؤوا من خارج المنطقة، أو ربما كان مدركاً للمخاطر إنما غير مبالٍ بها (أو مش فرقانة معو) لكن في كلتا الحالتين لم يحترم الشبّان المتطوعين وما يقدمونه من جهد وحرص وسهر على سلامة أبناء البلدة، بمن فيهم أهله والمقرّبين منه.

له نقول «ما هكذا تورد الابل يا "فضيلة الشيخ"»

وللشبان لهم منّا ومن جميع أهالي الخيام كل الاحترام والتقدير!

حمى الله الجميع من أي مكروه.

تعليقات: