الطلاب اللبنانيون في روسيا يرفعون صوتهم: اوليس حق على دولتنا !؟


وكأنّ لعنة المآزق أصابتِ الشّباب اللّبنانيّ، فلا زالتْ تلاحقه المشكلات والصّعاب حتّى وإن عَبَرَ قارّاتٍ محاولاً الهروب منها..تلاحقه كوحشٍ مفترسٍ غير آبهٍ لأيّ حدود..

نحن طلّاب العِلم الّذين أدركنا تماماً أنّ وطننا غير قادرٍ على خدمتنا في ظلّ "الواسطة" والمحسوبيّة والفساد، لم نجد غير التًغرّب سبيلاً كي نبني مستقبلنا ونحقّق نجاحاً ثمّ نعود إلى وطننا فنخدمه نحن لأنّنا على يقينٍ بأنّ فاقد الشّيء يمكن أن يعطيه متى شعر بقيمته وضرورته..

غادرنا حاملين حقيبةً وضعنا فيها أحلامنا ورزمة أملٍ وتفاؤلٍ وإصرار.. ظننّا أنّنا ابتعدنا عنِ الأزمات، إلّا أنّها لحقت بنا بخطواتٍ خفيفة. فما إن حطّت أقدامنا على أرض الغربة حتّى التفّ حبل أزمة الدّولار على مخانقنا ومخانق أهلنا الّذين يعملون ليلاً ونهاراً في سبيل تسديد أقساط الجامعات وتأمين مصاريفنا.. ومع الإرتفاع الجنونيّ لسعر صرف الدّولار مقابل اللّيرة اللّبنانيّة الّذي تجاوز ال ٢٨٠٠، بتنا أقرب من حافّة الموت..

هذا وعداكَ عن تفشّي وباء كورونا الذّي شلّ العِلمَ والعمل، وألقى بنا سجناء لا يملكون إلّا قوتاً لأيّامٍ معدودة، سجناء يجهلون مصيرهم..

لقد ناشدنا دولتنا اللّبنانيّة باعتماد صرف الدّولار مقابل ١٥١٥ ليرة لبنانيّة لنا نحن الطّلّاب، فلم نلقَ ردّاً غير صدى صوتنا..

تمرّ السّاعات والخطر نارٌ تدنو منّا، وها نحن نشعر بلهيبها الحارق مع عدم سماح إدارات الجامعات لنا بالعودة إلى بلدنا إلّا بشروطٍ صعبة يُستحالُ تحقيقها ما لم تساعدنا دولتنا وتساندنا بقوّة..

فقد أجبرتنا إدارات الجامعات على دفع أقساط الفصل الثّاني كاملةً قبل المغادرة علماً أنّه لم يبدأ بعد.. بالإضافة إلى أوراقٍ رسميّة تثبت أنّ الدّولة اللّبنانيّة هي المسؤولة عن رجوعنا إلى لبنان، مع تولّيها أمر نقلنا من مناطق إقامتنا هنا إلى العاصمة..

هذا بالإضافة إلى تذاكر السّفر ذات الأسعار الجنونيّة، فشركة طيران الشّرق الأوسط رفعت من أسعار التّذاكر حتّى وصل بعضها إلى حوالي الثّلاثة أضعاف لأسبابٍ بعيدةٍ كلّ البعد عن الرّحمة والإنسانيّة..

مع كلّ هذه المعانات والمخاطر أصبحنا على وشكِ أن نلقى حتفنا، فإمّا أن نموت غرباء هنا أو أن يموتَ أهلنا وهم يحاولون نجدتنا..

ومن هنا، نناشد، بآلامٍ تفتك بنا، فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس الحكومة الدّكتور حسّان دياب ورئيس مجلس النّوّاب الأستاذ نبيه برّي وجميع الوزراء والنّواب والمسؤولين في لبنان للنّظر في حالنا الصّعبة والخطيرة، والتّحرّك بأسرع وقتٍ وبجديّة من أجل إنقاذنا..

أوليسَ لنا، نحن طلّاب العِلم المغتربين حاملي الجنسيّة اللّبنانيّة، حقٌّ على دولتنا؟؟!!!

تعليقات: